07

1.1K 142 114
                                    


- مَا هُو أكبَر مخاوفِك؟

- المُستَقبل

- المُستقبَل؟

- نعَم

- لِـمَـا؟

- أكبَر مخَاوِفي هُو المستقبَل، لأنَّني لاَ أعلم إن كنت سأمضِي قدمًا إن كنت سأبقَى بصِحة جيِّدة إن كَان هناك أحَد سيهتم بِي أم لا خَائف من فُقدان أحدِهم، خائِف مِن أن لاَ تجرِي الأمُور كَما أرِيد كَما خطَّطت لَها وأن أحقِّق أمنيَاتِي وأن تتغَير روتِيني ويكُون هنَاك شَيء سيُفسِد أيَامِي

- لكِن أتَعلم ماذَا؟ هكذَا هِي الحيَاة لَن تَستطِيع فِعل مَا ترِيده وأن تملِك مَا تحِب الحيَاة ستعطِيك عدِّة خيَارت فأي خيار ستختَار لتمشِي بِه نَحو النفق لتصِل لمُبتغاك أم لمستَقبلك أم لشَيء لَم تكُن ترِيده مِن الأسَاس، الحَياة ستُعطِيك عِدَّة خيارَات وستنفِّذ إحدَاها رغمًا عنك لكِن بشَرط أن تعِيش بطرِيقَة صحِيحة ولا تكُون عَلى خطَأ وتتعلَّم مِن أخطَاءِك، الحيَاة ترِيد أن تريك جَانبها السَّيء قَبل الجَيد لتَختبِر قُدرة تحمُّلك وتعطِيك درُوسًا

- المستقبَل مجهُول، ونَحن نخَاف مِن كُل شَيء مجهُول المَصدر ومُبهَم.

◇◈◇

فِي يومٍ جدِيد، العَاشر مِن شهَر مَارس، عَام ٢٠٢٠

فِي وسَط ظهِيرة اليَوم العَاشِر

ترجَّل جيسُونغ مِن سيَّارة الأجرَة عندَما وصَل إلَى مبتغَاه بزِيه المدرَسي فِي حِين أن ضربَات قلبِه تتسَارع، يبدُو كطِفل صغِير مُتلهِّف لِرؤيَة صدِيقه بَعد غيَابٍ طوِيل

تشنلو ونينا لَم يأتِيا إلى المدرسة اليَوم وَلم يُجِيبا عَلى إتِّصالاتِه لذَا قَلِق جيسونغ وأرَاد أن يطمئِن عليهِما فأتى إلى عنوَان مكَان سكنِهما

بقِي فِي صرَاع مَع عاصِفة الشتَاء البَارِدة حَيث أن ريحِها تدخُل بعينَيه وتمنَعه عن الرُّؤيَة

بَقي يرُف جفنَيه بِتكرَارٍ ويفرِّك عينَيه بأطرَاف أصَابعِه كَي يستطِيع فتحَها فعينَيه تحرِقانه الآن

وقَف عَلى عتَبة المنزِل عندَما وَصَل فترَاقصَت أنَاملِه على زِر الجرَس ليتغَلغل صَوت رنِين العصَافِير بدَاخِل المنزِل ثُم أعَاد تعدِيل حقِيبَة الظَّهر عَلى كتفَيه

دلَّك رقبتِه المُتشنِّجة خَلف الوِشَاح الذِي يلتَف حَول عُنقِه ليضغَط الزِّر للمرَّة الثَّانِية لمَا لاَ أحَد يفتَح البَاب؟ هَل العنوَان غَير صحِيح؟، جرَّب طَرق البَاب لكِن لاَ إستجَابة

مَط شفتَيه فِي عبُوس عِندمَا لم يستجِب أي أحد مَن فِي الدَّاخِل ليتغَلغل شعُور الإحبَاط بداخِله

تنمُّر | Chenjiحيث تعيش القصص. اكتشف الآن