أَنا وبالسر أَتفاخر بذكائي الحَاذق اُفكر احيانًا بأن اَكون اينشتاين المُستقبل ؟ مَنْ يدري ! قُمت بحفظ جَدول الضَرب حد العَشرة وأَنا بعمر الخَامسة فَقط ! تَستهويني كُتب العِلم و الفِيزياء حُبي الكَبير ، أَعشق النظرياتَ عن الفَضاء والجاذبية وكَيف تَكونَ العَالم .. أَرى إن الأغبياء والحَمقى هُم مّنْ يكرهون الفِيزياء ! ، اخوتي الاغبياء يَكرهونها مُتجاهلين هَذا العِلمَ الرائع أَنا أَرى مُستقبلهم منَ الآن .. أَحدهم كُوميدي سَاخر يسخر من نَفسه لِيُضحكَ الجَميع والآخر رَسامٌ يَتوسَلُ للنَاس من أجلِ شراء لَوحة ، يَظنُ نَفسه ليوناردو دافنشي بالصِدفة !! أَما عَني فأنا أؤمن أن عقلًا بذخًا كعَقلي يَصنعُ المُعجزات .
-اقرأ أَحد كُتبِ الأدب في حديقتي وأَنا أحتسي القَهوة المُرة ، اُمي الغَالية تُوبخني دائماً على شُربها كَوني صَغيرًا جداً فأنا أَملِكُ إحدى عشر ربيعًا . ولَكنني بطريقةٍ ما وَجدتُ هَذا الشَراب يُخمِدُ نيران التَفكير .. وهَا أَنا أَقولُ أَحد اسراري الأخرى ، سري العَظيم
أنني آلة .. آلةٌ وجدت للتَفكير وَ وَقودها هو الأحداث البسيطة اليَومية والسِرُ في عَملها مَوقفٌ كَفيلٌ بإضرام النيران لِتَشتغل تلكَ الأفكار .وبسببها أَجدُ نَفسي عدوةً لنفسي فَنخوضُ الحَربَ دائمًا ونهايتها المُعتادة التعادل ! ...
وكالعادة يُقاطعُ أحاديثي العَميقة لنفسي اُخوتي الحَمقى ! ، ليأتونَ راكضين ويَلهثون
-" إدوارد .. إدوارد "
أَصدرتُ هَمهمه خَفيفة بلامُبالاة وأُكملتُ قراءة كِتابي
–"يَجب أن تأتي ! هُنالكَ مرآه تَنتَشِلُكَ من عَالمكَ هذا فجأة !! "
كَان هذا جون يتحدث بسرعة وبطريقة غَير مفهومة لِأَصنعَ وجهاً مبهمًا
يدفعه لِيو ويُحدثني برويةٍ وخَوف !
–" هُنالكَ مرآه في الطَابق السُفلي إن لمستها تأخذكَ لعالمٍ آخر ! ويزدادُ عمركَ أَكثر من عَشرةِ سنين "
أَطلقتُ ضحكة استهزاء وأَنا مُتقينٌ إنها أَحد الأعيب السَخيفة
–" أرى إن الرسومَ المُتحركة أَثرت فيكمُ ، مَارسوا مقالبكم على غيري .. هَذا غَير مطابقٍ لقوانين الفيزياء حتى !"أّخذتُ كتابي و حَدقتُ بهم بنظراتي الباردة تلكَ التي تخيفهم وتُسعفني من إزعاجهم شاكرٌ لكونها مُفيدة لهذا الحَد . و ها أَنا أَعود لعالمي بعد المُحادثة السَخيفة تلكَ ..
-
في الجهة الآخرى عِند الصَبيان ، منهمكان بكتابة رسالتهما للعالم ! يتناقشان بجدية كَبيرة حَول ما تَحتويه حروفهم
-"ليو .. هَل تعتقد إننا سنعود إلى هُنا مَرةً أُخرى !؟"
أَردف جون بتعابير حَزينة وجدية
-"لا تَقلق يَا صغيري .. من يدري لَعلنا نُنقذُ العالمَ بمغامرتنا هَذه؟ "
هَمهم الآخر بحَزم كبير . ويَخطو خطوتهُ نَحو تلكَ المرآة ..
الأخوة جَون وليو مُلازمان لبعَضهما دائمًا ! إدوارد يسخر من كَون أخيه الأكبر ليو ملازمًا لجون ، ولَكن من يَهتم بالأرقام العُمرية ؟!الأشخاص يَحبذون مَن يشبه عُمرهم العَقلي .. رُغم الشجارات الكثيرة واختلاف الآراء .هما ينظران لأخيهم إدوارد كَمُختلف ، فَهو العَبقري عَاشقُ الكتب و الكئيب ايضًا يرى نشاطاتهم سَخيفة ويشعر انها لا تَليقُ به .. لِذا لا يُشاركانه أَفكارهما الغَريبة بالنسبة له .
أنت تقرأ
خَلف المرآة | Behind the mirror
Fantasy- الحَماس الذي أَعيشه لأجل الكِبر كان عَظيمًا ، أَنا أَعيش لكي أَكبُر ! اتسأل دومًا كَيف سأبدو بعُمرِ العِشرين أَو الثلاثِينَ عامًا !؟ أَساكون شَخصًا مرموقًا ، كَأحدِ الأطباء البارعينَ ؟ عَالمٌ حَاذقُ الذكاء ؟ ، الفُضول تِجاهَ المُستقبل يَقودني لمُغ...