- قَد لا تعود .

39 4 5
                                    


في اليَوم التالي ، استيقظتُ على بكاء والدتي، كانت تبكي بخفوتٍ بجانب سَريري .. هِي وبطريقةٍ ما تَتخذني ملجأً لها عِندما يُحزنها والدي هي تأتي وتَشكو لي ، تراني صديقًا وبالمُقابل .. هي الشَخص الوَحيد الذي اُعامله بلطفٍ في حياتي ربما هذا هو سَببُ ثقتي بنفسي ؟ أُمي ؟! ، سَألتها عَن سبب بُكائها لِتُجيبني بِنرة بُكاءٍ مؤجَلة

-"أَخواك إدوارد، وَجدتهم مغشيًا عليهم بالأمس و لِم يستيقظوا حتى الآن .. أَشعر ان هُنالكَ شيئًا ما " أَجابت بخوف وقَلق شديدين .

–"هل إستدعيتِ الطبيب ؟ قَد تكون حُمى أو ما شأبه !"

–"بالتأكيد أحضرته ! ولكن .. هُما يبدوان شاحبين مُخيفين كأنهما موتى بنفسٍ ضئيل..."

لم تُكمل بسبب شهقاتها التي تَعالت احتضنتها بيديّ الصَغيرتين كمواساةٍ لها . بَعدها قَادتني قَدماي إلى غرفتهما، رأيتُ أَجهزة مَربوطة بجانبِ السرير ، سألتُ الطَبيب عن عِلتهما ولَكنه أَجابني بطريقة غَريبة؛ فقد أردف على عَجلة وخوف : -"سنكتشفُ قريبًا " ، هُما يبدوان ضعيفين ايضًا وخائري القوى ..

لَكن كُل شيءٍ سيَكون بخير، صَحيح ؟ أَخذت أسير إلى غُرفتي و أُمارس رُوتيني اليومي المليء بالكُتبِ والقَهوة ..ألم أُرد أن انعم بالهدوء ؟ هَا أَنا أُحصلُ عليه ! ، لا داعِ للإهتمام بشأن المَشاعر اللَعينة .. انا بالواقع لستُ قلقًا ! ، حاولت لثلاث مرات ان اكمل سطرًا واحدًا من كتابي ولم أستطِع ... استسلم .انا قلق ، بِداخلي صوت مَا يخبرني أَنني السبب ! اشتاقُ للجو الصاخب الذي كانا يخلقانه هذا الهدوء لستُ مُعتادًا عليه رغم حُبي لِهُ... هذا الهدوء يُريبني. رَكضتُ ناحيةَ غُرفتهما أبحثُ عن شيءٍ ما ! لا أَعلم ما الذي أبحثُ عنه، ولَكنني أبحث فقط ..

سألتُ أُمي اين وَجدتهم بهذه الحَالة، اشارت بيدين مرتجفتين ناحية القبو ، اتجهتُ إليه بسرعة

ومَا لبثت حتى وَجدتُ ورقتَين بالأرض شرعتُ بقراءتهما.. كانتا رسائل !

–" عزيزي إدوارد ، أعلم انك من يقرأ هذه الرسائل لإنكَ الوحيد الذي يعلمُ بأمر المرآة .. لا ندري ما الذي يَحصل لَنا

ولكننا واقعان ضحيَة لفضولٍ يقودنا تجاه البُعد الآخر عندَ تلكَ المرآة ، فما إن مَددت يدكَ شعرت بها تَطوف في الهواء عندَ اللاوجود . وايضًا لا تَقلق، سنكون بخير .. ربما. لا تنتظرنا أرجوك! " قرأتها عِدة مرات ... بعدٌ آخر ؟ بواسطة مرآة ؟ خطرت ببالي فكرة العالم الموازي ... هَرعت إلى المكتبة، بَحثتُ عن جميع الكُتب التي تتكلم عن الأكوان والأبعاد الأُخرى لكن.. لم تُسعفني النظريات و المواضيع التي طُرحت بحالتهما ، حسنًا .. إن كانا في عالمٍ آخر لمَ هُما كالميّتين هُنا ؟! من المُمكن ان الأرواح بإمكانها التنقل بواسطة أبعاد زمنية داخل هذه المرآة ؟ ماذا إن كانت هذه المرآة تدلُ على إختراعٍ رهيب ! وأنا سأكتشفه وأكتشف العالم الذي خَلفها و يُذاغ صيتي بَكوني العَبقريّ الصغير!! إبتسمت لا إراديًا لذلك .. أسرعتُ نَحو القبو، أخذتُ أدور حولها.. لكن، ما قرأته خلفها أدخل القشعريرة إلى بدني..

"قد لا تَعود"

مَددتُ يدي لداخلِ المرآة أحسستُ بيدي كأنها تطفو .. كَما قالا ! وشيءٌ ما كاد يمسكُ بيدي ، ارتطمت بالأرض بهلع ! زحفتُ قليلًا إلى الوراء وتنفسي ثَقيل، أُعيد التفكير مليًا بخطوتي القادمة ...

خَلف المرآة | Behind the mirrorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن