~•الـــبـــــدايـــــــة•~
لامست بـأناملها الناعمـة ، نباتات الزهور زاهية الألوان ، وجــابت بعينيها جميع سِلل الزهور التى أمامها ، فـ لم تجد مُـرادهـا بينهم ..
توجهت إلى طاولة الـ"كــاشيـر" المستطيلة والمزينة بالورود الرقيقة ، لتقف خلفها ، وهى تنظر إلى ذاك الزبون متجهم الوجه بضجر ..
إغتصبت إبتسامه على شفتاها المنتكزة ، وهى ترمقه بنظرات سائمة ، وقد هتفت بتكلف :
_مع الأسـف يا فندم..الورد الأحمـر المتوفر عندنا خِـلص ، وطلبنا شُحنـة هتجيلنا النهـاردة ..
زم الزبون شفتاه بغضب ، وقد هتف فى نفـاذ صبـر :
_طب فيـه أبيض ..؟
نفت وهى تشعر بالقليل من الحرج منه ، قائلة بنبرة خافته :
_أحم.. ، أحنا أسفين يا فندم بس اللون الأبيض والأحمر مش متوفرين ..
رفع الزبون إحدى حاجبيه فى نزق ، وأردف بتهكم واضح :
_أومال عندكم لامؤاخذة ..؟
تنحنحت بحنــق بالغ ، وتشدقت بتكـلف :
_حضرتك ممكن تاخد زهور البنفسچ ، حلوة جداً و ريحتها جميلة وآا...
قاطعها الزبون بتهكم وحنق ، وقد نفى سريعاً :
_ورد بنفسجى..؟ ،، لا شكراً انا كنت عاوز أحمــر ..
تجهمت معالمها من رفضه لزهورها المفضله ، وقد أردفت بعبوس لم تستطع أن تُخفيه :
_شرفتنـــا يـا فنــدم ، إن شاء الله تنور المحل تانى ..
إنصــرف عائداً بخطواته إلى أعتاب المتجر ،، وقد هتف بـ وقــاحـه :
_كفــايـة إنتى منوراه يا قطــه ..
ثم إنصرف خارج المتجر ، وتركها بحالة من الذهول وقد تمتمت بعصبية :
_داهيــه لما تبقى تاخــدك يـا بعيــد ..
توجهت بخطواتٍ متمهلة إلى ســلـة الزهور المفضلة لديـها ، وقد سحبت منها إحدى الزهور، ممسكة بها من جذعها أخضر اللون ..
رفعت الزهرة إلى أنفها تستنشق رائحتهــا الذكيـة ، وتنفذ عملية الشهيق وهى تسحب عطر الزهرة إلى رئتيها ..
أطلقت زفيراً حاراً وهى تسير ممسكة بـ "زهــرة البنفسچ" المفضلة لها ، حتى وصلت إلى أعتاب المتجر الصغير ، إستندت على حائطه الخشبى والمطلى باللون الأصفر الزاهى ..
وقد تأملت لون الزهرة البنفسچى بلا مللٍ ، وكأنها تراها لأول مرة ، وفى الحقيقة من أسباب عملها بهذا المتجر ، هو لـ رؤية زهور البنفسچ كل يوماٍ بــلا إستثنـاء....
أنت تقرأ
عــــاشـق الداليـــن "بالماركة المصرية التركية"
Humorتبدأ القصة عندما قرر رجل الأعمال الثرى المصرى المُقيم بـ تركيا أن يجعل أبنه المُستهتر والمُهمل يتحمل المسؤولية ، ويمنع عنه الرفاهية والدلال المُحاط به.. فـ يُرسله إلى مِصر موطنه الأصلى الذى يعشقه ، ليقضي هناك فترة زمنية طويلة ، يعلم بهم معنى الشقاء...