الفصل الأول

22.1K 458 41
                                    

~•الـــبـــــدايـــــــة•~

لامست بـأناملها الناعمـة ، نباتات الزهور زاهية الألوان ، وجــابت بعينيها جميع سِلل الزهور التى أمامها ، فـ لم تجد مُـرادهـا بينهم ..

توجهت إلى طاولة الـ"كــاشيـر" المستطيلة والمزينة بالورود الرقيقة ، لتقف خلفها ، وهى تنظر إلى ذاك الزبون متجهم الوجه بضجر ..

إغتصبت إبتسامه على شفتاها المنتكزة ، وهى ترمقه بنظرات سائمة ، وقد هتفت بتكلف :

_مع الأسـف يا فندم..الورد الأحمـر المتوفر عندنا خِـلص ، وطلبنا شُحنـة هتجيلنا النهـاردة ..

زم الزبون شفتاه بغضب ، وقد هتف فى نفـاذ صبـر :

_طب فيـه أبيض ..؟

نفت وهى تشعر بالقليل من الحرج منه ، قائلة بنبرة خافته :

_أحم.. ، أحنا أسفين يا فندم بس اللون الأبيض والأحمر مش متوفرين ..

رفع الزبون إحدى حاجبيه فى نزق ، وأردف بتهكم واضح :

_أومال عندكم لامؤاخذة ..؟

تنحنحت بحنــق بالغ ، وتشدقت بتكـلف :

_حضرتك ممكن تاخد زهور البنفسچ ، حلوة جداً و ريحتها جميلة وآا...

قاطعها الزبون بتهكم وحنق ، وقد نفى سريعاً :

_ورد بنفسجى..؟ ،، لا شكراً انا كنت عاوز أحمــر ..

تجهمت معالمها من رفضه لزهورها المفضله ، وقد أردفت بعبوس لم تستطع أن تُخفيه :

_شرفتنـــا يـا فنــدم ، إن شاء الله تنور المحل تانى ..

إنصــرف عائداً بخطواته إلى أعتاب المتجر ،، وقد هتف بـ وقــاحـه :

_كفــايـة إنتى منوراه يا قطــه ..

ثم إنصرف خارج المتجر ، وتركها بحالة من الذهول وقد تمتمت بعصبية :

_داهيــه لما تبقى تاخــدك يـا بعيــد ..

توجهت بخطواتٍ متمهلة إلى ســلـة الزهور المفضلة لديـها ، وقد سحبت منها إحدى الزهور، ممسكة بها من جذعها أخضر اللون ..

رفعت الزهرة إلى أنفها تستنشق رائحتهــا الذكيـة ، وتنفذ عملية الشهيق وهى تسحب عطر الزهرة إلى رئتيها ..

أطلقت زفيراً حاراً وهى تسير ممسكة بـ "زهــرة البنفسچ" المفضلة لها ، حتى وصلت إلى أعتاب المتجر الصغير ، إستندت على حائطه الخشبى والمطلى باللون الأصفر الزاهى ..

وقد تأملت لون الزهرة البنفسچى بلا مللٍ ، وكأنها تراها لأول مرة ، وفى الحقيقة من أسباب عملها بهذا المتجر ، هو لـ رؤية زهور البنفسچ كل يوماٍ بــلا إستثنـاء....

عــــاشـق الداليـــن "بالماركة المصرية التركية" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن