prologue

578 8 12
                                    

"ﻗُﻮﻣِﻲ ﺍﻫْﺘِﻔِﻲ ﻓِﻲ ﺍﻟﻠَّﻴْﻞِ ﻓِﻲ ﺃَﻭَّﻝِ ﺍﻟْﻬُﺰُﻉِ . ﺍﺳْﻜُﺒِﻲ ﻛَﻤِﻴَﺎﻩٍ ﻗَﻠْﺒَﻚِ ﻗُﺒَﺎﻟَﺔَ ﻭَﺟْﻪِ ﺍﻟﺴَّﻴِّﺪِ . ﺍﺭْﻓَﻌِﻲ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻳَﺪَﻳْﻚِ ﻷَﺟْﻞِ ﻧَﻔْﺲِ ﺃَﻃْﻔَﺎﻟِﻚِ ﺍﻟْﻤَﻐْﺸِﻲِّ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺠُﻮﻉِ ﻓِﻲ ﺭَﺃْﺱِ ﻛُﻞِّ ﺷَﺎﺭِﻉٍ "
واصلت الام تلاوتها للانجيل ثم ادت صلاتها "امين" تمتمت قبل ان تلفت نحو ابناءها..
"تاكدو من اداء صلواتكم كل يوم حتى وان لم اكن هنا لاخبركم بذلك"
اومأ الصبيان ..احدهما يبدو و كانه في الحاديه عشره و الاخر في السادسه عشره.. كلاهما يمتلكان نفس الملامح تقريبا الا ان الاصغر قد ورث لون شعر امه الاشقر بينما الاكبر بشعر اسود متفحم.. امتلكا نفس لون العينين اللذي كل من يراه في الظلام يظن ان عيناهما تشع.. لون ازرق نيلي صاف فاتح كان يفتن به كل من رآه تحت ظل.. لم يكن اللون واضحا تحت الشمس و لذلك لم يلحظ الكثيرون جمال تلكم العينين..لم تكن الام هي من اورثتهم تلك الصفه على كل حال..
تحركت الام في ذلك الظلام النسبي حيث تضئ بعض الشموع اركان المنزل فلم يكونو يملكون ثمنا للكهرباء.. والدتهم اللتي تعمل بالتنظيف في الكنائس لم تكن ذات عائد مادي كبير يعولان عليه لاسيما ان والدهم المتوفي لم يترك لهم شيئا يعتمدون عليه.. مضت اربع سنوات على وفاته و لم تضئ الكهرباء ذلك المنزل الصغير.. طاوله متهالكه قديمه في منتصف الردهه ذات الارضيه الخشبيه اللتي تصدر صوتا منذرا بتحطمها القريب كلما وضعت عليها قدمك.. براد ماء قديم و محروق و بعض الاواني القديمه ايضا في مطبخ صغير و لم يحتوي المنزل بالطبع على الكثير من الغرف.. غرفه واحده  بلا اسره للصغيران و تنام الام في الاريكه القديمه ف الردهه بجانب طاوله الاكل.. كل اموالهم تذهب كتكاليف لتعليم الولدين فرغم حالهم الميؤوس منها الا ان الام ابت الا ان تدخلهم لمدارس جيده يتعلمون فيها..
"ساحضر بعض الطعام.. اذهبا لحل واجباتكما في هذا الوقت.. "
قالت الام بصوت وقور كعادتها فهي لا ترفع صوتها ابدا ..اومأ الصغيران مجددا و نهضا مغادرين بعد تلاوه صلواتهما هما الاخران..
دخلا الى الغرفه و اغلقا الباب الخشبي الصغير و ذهب كل منهما نحو حقيبته دون ان يتحدثا.. الجدران هنا رقيقه و ان سمعتهما امهما يتحدثان ولا يوديان واجباتهما فان العواقب ستكون وخيمه لكليهما..
اعتاد والداهما ان يعاقباهما بالكي بالنار.. لذا فان التحدث بالنسبه لهما جريمه.. فهما لا يريدان ان يشتما رائحه جلدهما المحروق مجددا.. رفع الابن الاكبر معصمه مفكرا في الامر ..رعشه سرت في جسده و هو ينظر الى كل تلك الاثار.. انه لا يريد ان يختبر ذلك مجددا.. ابدا.. نظر نحو اخيه الصغير.. رغم انه لم يعاقب بكثره مثله.. حيث ان والده هو من كان يكويه بالنار اغلب الوقت..الا انه يشعر بالاسى عليه ولا يريده ان يعيش تلك التجربه ابدا.. ابدا.. والدته لم تفعل ذلك كثيرا بعد وفاه والده.. انها تحذره بين الحين و الاخر فقط.. انه اذا لم يحترم القوانين...سيكوى..
لا يزال يذكر ذلك اليوم اللذي اكتشف والداه انه اوميغا..في الابتدائيه.. و كيف ان والده خاول قتله حينها
"اتريد ان تكبر لتصير رجلا يتم نكحه و مضاجعته و ينجب الاطفال؟"
صراخ والده ذلك لا يزال يصدر طنينا في اذنيه.. و كيف تم معالجه الامر؟انه لا يريد ان يتذكر حتى...
.....

SILVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن