1

349 9 17
                                    

ارتداء اكمام طويله في الشتاء اسهل بكثير منه في الصيف.. انه لمن المتعب على ايزاك ان يستمر في ارتداء تلك الملابس الثقيله الطويله طوال السنه حرصا منه على اخفاء تلك العلامات على معصميه.. لا دروس سباحه لا رياضه لا صداقات و خروجات.. ايزاك يذهب الى المدرسه ليدرس فحسب دون ان يتحدث الى احد و يعود ليكمل واجباته و يصلي و ياكل وجبه خفيفه مما تشتريه والدته بالقدر اليسير من المال اللذي يملكونه ثم ينام..
تنهد ايزاك و هو يغلق ازرار قميصه..انه مارس حيث الجو الساخن القاتل و هو هنا يرتدي نفس ثياب الشتاء.. سيصاب بسكته قلبيه على هذا المعدل.. حمل حقيبته و خرج من الغرفه..
"انني ذاهب امي" همس بادب و اومات امه اللتي تودي صلواتها مغمضه العينين امام التمثال ذو الرأس المائل كما يسميه ايزاك.. بالطبع لم يجرؤ على قول ذلك امام والدته..
"امين"تمتمت امه و التفتت نحوه
"لا تتاخر في العوده ايزاك" 
"حسنا" حنى الصغير راسه في خضوع لامه وغادر خلال البوابه الحديديه الصغيره لسياج منزله الصغير  اللذي تكسوه الحشائش و بعض الشجيرات الشوكيه..
اخوه الاصغر ميشيل يغادر ابكر منه بالحافله و لان مدرسه ايزاك اقرب فانه يتاخر قليلا ..
الطريق الى المدرسه هادئ و خال من البشر نسبيا فالحي اللذي يسكن به ايزاك شبه مهجور و الطريق اللذي يسلكه رغم بعده نسبيا مقارنه به اذا سلك الطريق الرئيسيه المكتظه الا انه يفضل الطريق الطويل الهادئ..
ايزاك فتى هادئ.. يغلق ابواب الجحيم و الضجه بداخله باحكام... كل تلك الذكريات السيئه دفنها ايزاك بعيدا مدخلا نفسه في حاله من الانكار.. هو لا يريد ان يتذكر اي شيء.. لا يريد ان يحكي اي شيء.. يريد ان يعيش هكذا بهدوء مطيعا والدته كي لا تغضب عليه و املا في ان يدخل تلك الجنه اللتي اخبره عنها والداه مذ و هو صغير...
امام بوابه المدرسه الكثير من الضجه و الكثير من الصخب.. الاصدقاء يتحدثون هنا و هناك و الجميع متكتلون حول بعضهم.. ايزاك لم يهتم يوما بالدخول في تلك المجتمعات الصغيره الصاخبه.. بعضهم لا يشعر بوجوده حتى عندما يكون في الفصل..
اايوم هو فصل دراسي جديد لذا فان فصل ايزاك سيتغير مجددا.. هو يكره مثل هذا اليوم.. يحب ايزاك ان يبقى في مكانه اللذي اعتاد عليه..
اباعتياد على مكان جديد مجددا سيكون صعبا.. خصوصا اذا حاول بعض المتطفلين ان يكونو صداقات معه..
"لا تحاول الاختلاط مع الطلاب في المدرسه ايزاك.. اياك ان تحاول مجاراه هذا المجتمع الفاسد.. عليك ان تعرف من اي اسره انت"
طنين في اذنيه صاحب هذه الذكرى من والده.. تنهد ايزاك.. و ضغط على راسه محاولا تناسي الامر من جديد.. هو لن يحاول اغضاب روح والده.. ارتعش جسده متذكرا تلك الركلات اللتي تلقاها في ذلك اليوم..
"اياك... اياك ان تحاول ان تغدو زوجه احدهم اتفهم؟حتى وان كنت في الجحيم ايزاك فانني ساعود و أقتلك"
توقف ايزاك عن السير و حاول ان يهز راسه ليعيد تلك الذكريات الى الصندوق مجددا ..لكن احدهم صدمه اذ يبدو بانه كان يسير خلفه مباشره و توقف ايزاك المفاجئ جعله يصطدم به..
"اوه.. اسف"
تمتم الفتى "هل انت بخير؟" قال مواصلا بعد ان راى عيني ايزاك اللذي يبدو و كانه على حافه للبكاء.. اومأ ايزاك ب نعم قبل ان يمسح عينيه..
"من هذا؟"تمتم الفتى لاصدقاءه وهو يغادر الا ان ايزاك سمعه
"لا ادري.. اهو في صفنا؟؟"اجابت احدى الفتيات في مجموعته بينما بدا صوتهم بالاختفاء و هم يغادرون.. على الاقل لقد شغله هذا عما كان يفكر فيه...
ذهب ايزاك نحو الاوراق المعلقه امام الصفوف ليعرف اين كتب اسمه هذه المره... هنالك بعض الزحام اذ ان الجميع يحاول ان يجد اسمه.. ملأ ايزاك رئتيه بالهواء و كانه على وشك الغطس في محاوله لتهدئه نفسه قبل ان يغوص في الزحام باحثا عن اسمه..
........................
من ناحيه اخرى وقف صامويل و اصدقائه في مكانهم المعتاد في ردهه المدرسه
"انظر تلك الفتاه هناك... انها اوميغا استطيع الشعور بفيروموناتها" قال جاك في حماس "اظنها في الصف الثاني.. اعتقد ان ليلتي اليوم ستكون حافله"
"لا تتحمس كثيرا ف فتيات الاوميغا يحملن بسرعه و لسن جيدات في السرير كما ينبغي كما انهن ينتجن اطفالا اغلبهم بيتا و اوميغا بنسبه 95 بالمئه.. اتعلم ما الافضل بكثير من فتيات الاوميغا؟" قال ايريك و همس بالجزء الاخير ثم التفت نحو صديقه صامويل موجها نحوه السوال.. تنهد صامويل بطريقه دراميه ثم تحدث
"انه بالطبع.. بالطبع.. الفتيان الاوميغا... ااه.. انهم نادرون للغايه و لكن يقال انك اذا جربت الجنس مع احدهم فانك ستدمنه.. لا يحملون بسرعه و هم ينجبون الفا فقط بنسبه 99 بالمئه.. لذا هم نادرون للغايه بحق.. اتمنى ان اعثر على احدهم"
بدا الجميع مندهشون فبعضهم سمع بذلك للمره الاولى..  اكمل ايريك
"لكنك بالتاكيد لن تجد احدهم هنا حتى ولو حاولت ان تبحث.. اولا لندرتهم الشديده يقال ان لديهم سوق اسود يبيعونهم به.. اي ان تجار العصابات يستهدفونهم و يختطفونهم و من ثم يبيعونهم باغلى الاسعار للاغنياء و هذه جريمه بالطبع لذلك الحكومه قد قررت اخفاء هوياتهم و انشاء مدارس متخصصه محميه لهم و الامر سري للغايه ولا يمكن لاحد غيرهم معرفه شيء عنها... كم هذا محبط.. كما انه لا يمكنك الشعور بفيروموناتهم الا اذا كنت من الالفا النخبه ال dominant alpha ..و كما تعلمون.. الالفا النخبه هم ابناء السياسيين و رجال المناصب في هذه البلاد لذا فهم يدرسون في مدارس منفصله و يستحيل ايضا تواجدهم هنا... على الاقل لو كان احدهم هنا لاستطعنا ان نبحث عن فتى اوميغا بواسطته! "
"لا تكن سخيفا ايريك"رد عليه صامويل و اكمل "اذا كان هنالك الفا نخبه و عثر على فتى اوميغا هل تعتقد بانه سيتركه لك؟"قال رافعا احد حاجبيه.. ابتلع جاك لعابه
"احيانا تشعرني انك احدهم صامو.. فيروموناتك.. حاول ان تتحكم بها انك تنتجها بكثره!"
تلفت صامويل حوله ووجد ان الجميع بدأو يتضايقون.. اوه.. لقد فعلها مجددا.. عليه ان يتحكم في فيروموناته.. و لكن ما حاز على انتباهه اكثر هو ذلك الفتى الواقف على بعد خمس امتار على الاقل امام الفصل و اللذي يبدو و كانه يتفاعل مع فيروموناته رغم كونه بعيدا.. و رغم كونه فتى..
ربما يكون متعبا و حسب و هذه ليست فيروموناته ما تجعله يضع يده على معدته و الاخرى على فمه و يبدو و كانه على وشك التقيوء.. هذا بالضبط ما يفعله الاوميغا الحساسون لفيرومونات الالفا عندما يتعرضون للفيرومونات من الالفا النخبه..
الامر مستحيل عمليا فمن المستحيل تواجد فتى اوميغا هنا لان الحكومه تمنحهم تذاكر مجانيه لاخذ الرعايه و التعليم في اماكن خاصه و ذلك لحمايتهم من السوق الاسود.. من المستحيل ان يترك اوميغا مثل تلك الاماكن و يدرس هنا معرضا نفسه لخطر الاكتشاف..
صامويل هو الفا نخبه لذلك تفاعل اوميغا مع فيروموناته من بعيد ليس بالامر الغريب.. خصوصا ان كان ذلك الاوميغا هو فتى.. فالاوميغا الفتيان لا يتفاعلون سوى مع فيرومونات النخبه.. ربما لم يتوقع ذلك الاوميغا وجود الفا نخبه هنا؟ تساءل صامويل.. لكنه ابتسم في نهايه الامر.. ان كان هذا الفتى اوميغا فعلا.. فانه قد عثر على صيد ثمين..
"صامو لا تبتسم بتلك الطريقه انها تجعلك تبدو مخيفا" قال جاك مازحا و هو يصفع صامويل على كتفه بينما يتحرك.. تنهد صامو.. دائما ما يبرع جاك في افساد متعته..
"سنذهب الى الصف كفاك شرودا" قال سام و تحرك هو الاخر و تبعهم صامويل.. بينما عيناه لا تفارقان الفتى اللذي ركض نحو الحمامات على ما يبدو...

SILVAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن