حاله من الوجوم سيطرت على الجميع و هم يتفحصوا تلك التى تبتسم بإتساع أمامهم.
"يا عم دى جايه تهزر على الصبح"
تحدث زين أصغر الاولاد بتهكم و استهزاء لتظل تلك الفتاه الغريبه مبتسمه.
"لو مش مصدقنى تقدر تتصل بوالدك و تسأله، بس مش دلوقتى علشان هتلاقى تليفونه مقفول لانه فى الطياره دلوقتى"
تحدثت تلك الفتاه و ابتسامتها مازالت على وجهها ليقطب الجميع حاجبيهم.
" هو بابا سافر؟"
"اه، لمده ٣ شهور كمان"
أجابت ليلى على تساؤل أصغر أبناء زوجها و الفتاه الوحيده سمر التى كانت تتسائل بإستغراب.
كانت سمر على وشك الحديث و لكن أخيها عبدالله سبقها فى الحديث.
" و احنا ايه اللى يخلينا تصدقك؟"
"انا قولتلك تقدر تكلم والدك تسأله بس كمان ساعتين او تلاته على ما يوصل"
أجابت ليلى سريعا على ثانى أبناء زوجها و كأنها تتحدث بأمر طبيعى.
"فين قسيمه الجواز؟"
تسائل اكبر أبناء زوجها الذى لم يتحدث من البدايه بملامح جامده لتبتسم له بهدوء.
" و هو المفروض انى اتحرك فى كل مكان و انا معايا قسيمه الجواز؟ "
تسائلت عاكسه الادوار فيما بينهم لينظر لها اكبر أبناء زوجها ببرود.
"لا طبعا ،بس المفروض انتى جايه و عارفه ان مكنتيش متأكده اننا هنكدبك يعنى كان لازم تجيبى معاكى قسيمه الجواز بتاعتك معاكى، و لو مش معاكى دلوقتى احنا فيها روحى هاتيها و لما ترجعى نبقى نتكلم"
تحدث اكبر الأبناء ببرود لتبتسم ليلى بإتساع و كأنه لم يتحدث معها حتى.
" انا لا هجيب قسيمه الجواز دلوقتى و لا بعدين، لأنها و ببساطه شديده مش معايا، هى مع جوزى حبيبى"
شددت ليلى على آخر كلمتين لتلاحظ حنق الجميع عليها بينما هى فقط تبتسم.
" ايوه بردو ايه اللى يأكدلنا انك مرات ابونا؟"
صاح أصغر الأبناء الذكور بغضب لتتنهد ليلى بقوة مدلكه جبينها المغطى بحجابها.
" يا الله شكلنا هنتعب اوى مع بعض ال٣ شهور الجايين دول، يا ريت تفتح مخك المقفل ده معايا و تسمع اللى بقوله، بقولك ممكن تتصل بوالدك و تسأله بس كمان ساعتين او تلاته"
وضحت ليلى مره اخرى ليقف سمع الأبناء الاربعه على أول جزء من الكلمه.
"اشمعنا ٣ شهور، و ايه اللى هيربطنا بيكى اصلا و احنا مش هنشوفك تانى؟ "
تحدثت أصغر الأبناء - سمر- بنبره متكبره لتعاود ليلى الابتسام مره اخرى.
" هو انا مقولتلكوش؟!، ما انا هقعد معاكم ال٣ شهور الجايين لحد ما جوزى حبيبى يرجع من السفر، اصل انا عرفت ان انتوا هتبقوا لوحدكم فقولت اجى اقعد وسطكم، و كمان جوزى حبيبى حب الفكره جدا بالأخص لما عرف انى ممكن اجيب أخ او أخت خامسه ليكم"
تحدثت ليلى بإبتسامه لتفغر فاه الكل بصدمه من ما تتفوه به تلك التى أمامهم.
عدلت ليلى حجابها الطائر على رأسها مبتسمه و هى تودعهم.
" طيب اسيبكم بقا دلوقتى و اشوفكم بكرا، ده احنا هنتبسط اوى مع بعض"
غادرت ليلى بإبتسامه واسعه لينظروا الاخوه إلى بعضهم البعض بإستغراب.
"انتوا مصدقين اللى هى بتقوله ده؟"
تسائلت سمر بصدمه ليضربها أخيها زين على رأسها من الخلف بخفه.
"انتى عبيطه يا بنتى، نصدق ايه؟ نصدق واحده هبله جايه ترمى نفسها علينا بدون اى حق، لا و الانيل انها معهاش اى دليل يثبت اللى هى بتقوله ده، انا ماشى بقا دلوقتى و هنبه على الأمن اللى برا انهم ميدخلوش الست دى تانى، يلا سلام"
خرج جاسر بعد أن ازال الشك من رأس إخوته الذين لا يعلموا ماذا سيحدث لهم بالمستقبل.
.
.
.
.
.
فى تمام الثامنه صباحا تعالت أصوات لعده منبهات مزعجه جعلت جميع من بالمنزل يستيقظوا بفزع خارجين من غرفهم بغضب جم.
" ايه التهريج ده"
صاح زين أصغر الأبناء الذكور بغضب و هو يخرج من غرفته ليرى إخوته الثلاث أيضا مثل حاله.
"ايه اللى بيحصل؟"
تسائلت سمر بخضه و هى تنظر لإخوتها الذين لا يعلموا ماذا يحدث معهم.
صوت صفير عالى جذب انتباههم انه قادم من الأسفل جعلهم يتقدموا إلى السور المحيط بالدور العلوى ليروا من يصنع تلك الأصوات.
"للإستيقاظ مبكرا سبع فوائد، هو انا اه مش عارفه ايه هما بس مش مشكله، انزلوا افطروا يلا علشان نص ساعه و الفطار هيتشال و مش هيبقى فيه اكل لحد ميعاد الغدا، انا مستنياكم على السفره علشان فيه كلام كتير عايزة اقوله ليكم"
تحدثت ليلى بإبتسامه واسعه من الأسفل لتغادر بعد ذلك تاركه الاخوه ينظرون إلى اخيهم الأكبر بإستغراب.
" هو انت مش قولت للأمن انه ميدخلوهاش؟ "
تسائل عبدالله بإستغراب ليومئ له أخيه الكبير سريعا.
" ايوه انا منبه عليهم البهايم دول انهم ميدخلوهاش"
" لا ما انا نطيت من على السور"
فزع الجميع من التى نطقت من جانبهم فجأه هكذا لينظروا لها بصدمه، ألم تكن بالأسفل منذ لحظات؟!
" لاقيتكم اتأخرتوا فقولت اناديلكم"
تحدثت ليلى بإبتسامه لينظروا لها بصدمه.
"يلا يلا الاكل هيبرد"
تحدثت ليلى و هى تدفعهم أمامها على شكل صف ليسيروا أمامها بالقوة.
" ايه ده ؟فين الفطار؟"
تحدثت سمر و معالم الاشمئزاز رسمت على وجهها و هى ترى ما وضع على طاوله الطعام.
" سلامه عينك يا حبيبتى، ما الفطار قدامك اهوه، فول و طعميه و بتنجان و عيش بلدى سخن و حلو كدا"
تحدثت ليلى و هى تهم بالجلوس على رأس الطاوله.
"احنا مبنفطرش الحاجات دى"
تحدث عبدالله و هو ينظر بإشمئزاز للطاوله لتنظر له ليلى بإبتسامه.
"ادفع و احنا نجيلك اكل ملوكى، على رأى المثل اطبخى يا جاريه كلف يا سيدى"
تحدثت ليلى بتلك الأمثال الشعبيه لينظروا لها جميعا بضيق.
"علفكره ده بيتنا احنا مش بيتك انتى"
تحدث أصغر الذكور بغضب و هو يتقدم ليقف أمام ليلى التى مازالت تبتسم بهدوء.
"علفكره ده بيت جوزى يعنى بيتى، ده اولا، ثانيا بقا هو اللى قالى انى حره التصرف فى البيت و فى اللى فيه"
انهت ليلى حديثها بإبتسامه أشد اتساعا ليقسم زين بداخله انه سيحطم صف أسنانها ذاك.
"مفيش اكل غير ده، احسنلكم تاكلوا علشان مفيش غيره لحد ميعاد الغدا"
تحدثت ليلى بإبتسامه و هى تشرع فى تناول طعامها تحت أنظار الجميع.
" انا هكلم بابا اشوف ايه حكايه المهزله اللى بتحصل دى"
تحدث جاسر بغضب لتنظر له ليلى بهدوء.
"كلمه على الماسنجر علشان الواتس بيعلق "
تحدثت ليلى ببرود لينظروا لها جميعا بغضب ذاهبين من أمامها.
"محدش هياكل؟ احسن بردو اكل انا لوحدى، و النبى البتنجان ده حلو اوى"
حدثت ليلى نفسها و هى تدك الطعام فى فاهها بإبتسامه واسعه.
.
.
.
.
.
"يعنى ايه مراتك؟ و كمان من شهر، و طفل ايه اللى هى حامل فيه؟ انت اتهبلت على كبر يا بابا؟"
صاح جاسر بغضب فى الهاتف و هو يحادث والده.
" احترم نفسك يا جاسر، لو مش عاجبك الباب يفوت جمل، انا مش هفضل شايلكم طول عمرى، و الكلام ده قوله لإخواتك كمان، اللى مش عاجبه فى ستين داهيه، مراتى هتفضل فى البيت و هى اللى هتمشيه على مزاجها، عاجبكم خير و بركه مش عاجبكم البيت مليان حيطان كتير اختاروا اطخن واحده فيه و اخبطوا راسكم، جتكم القرف فورتولى دمى"
أغلق حسين الهاتف فى وجه ابنه البكرى بعد أن صاح به بغضب شديد على مسمع من جميع إخوته.
" يعنى ايه؟يعنى الست اللى تحت دى تبقى مرات ابونا بجد؟ و كمان حامل؟ انا مش هسكت على كدا"
صاح زين بغضب ليتنهد اخوه الأكبر بقله حيله.
" عايزنا نعمل ايه يعنى؟ ما انت سمعت بودانك اللى ابوك قاله"
تحدث جاسر بقله حيله لينظر له أخيه الأصغر بغضب.
"انا هقول ايه لصحباتى لما يجوا يزورونى فى البيت؟ هقولهم اعرفكم بمرات بابا الجديده؟ "
" و انا هقول ايه لمراتى لما تسألنى مين دى؟"
"ده على اساس انى مش معرض ان حد من اصحابى يجيلى انا كمان؟ "
خلاص خلصتوا؟"
أنهى جاسر الحوار الدائر بين إخوته الذين نظروا له.
" انا هتصرف معاها"
تحدث زين و قد رسمت على معالمه ملامح شيطانيه لينظروا له إخوته بقلق.
"هتعمل ايه؟"
تسائلت سمر تحاول معرفه ماذا ينتوى أخيها ان يفعل ليبتسم لها بجانبيه.
"بعدين هتعرفى"
تحدث زين مغادرا جلسه إخوته لتتبعه سمر حتى تذهب إلى جامعتها هى الأخرى، و جاسر الذى نهض ليستعد للذهاب إلى الجيم، ليبقى عبدالله وحده.
نزلوا الاربعه معا من الأعلى ليجدوا ليلى فى مواجهتهم بإبتسامتها المستفزة لهم.
"على فين العزم؟"
تسائلت ليلى بإبتسامه لينظروا لها الجميع كأنها نكره أمامهم.
"ملكيش فيه، و متفكريش نفسك صاحبه البيت علشان الخدامه اللى هنا ليها قيمه عنك"
تحدث زين بوقاحه لتومئ له ليلى بإبتسامه هادئه.
"عادى ما هو خادم القوم سيدهم"
تحدثت ليلى لتصمت زين الذى غضب من ردها الذى اخرسه.
"شكلكوا رايحين الجامعه، اتفضل يا زين مصروفك و انتى كمان يا سمر"
تحدثت ليلى و هى تمد يديها بورقتين نقديتين من فئه الخمسين واحده لسمر و الأخرى لزين الذى نظر لها بتكبر.
"خليهالك"
تحدث زين بإبتسامه جانبيه و هو يتخطاها لتبتسم ليلى بهدوء.
"لو انت معتمد على الكريديت اللى معاك صدقنى مش هتنفعك، لأنها اتوقفت امبارح بالليل، مش بس انت لا اخواتك التلاته كمان، فخد الفلوس علشان لما تحتاج حاجه تقدر تشتريها"
رمى زين بكلام ليلى بعرض الحائط مغادرا لتبتسم ليلى بخفه.
"خساره ،فكرنى بهزر، خدى يا سمر و لا هتعندى زى اخوكى؟ "
تحدثت ليلى و هى تمد يدها بالاموال إلى سمر التى نظرت لها بتكبر مغادره هى الأخرى خلف أخيها.
" علشان بس ميرجعوش يقولوا انتى مقولتيش، بالنسبه ليكم انتوا بقا، انتوا كبار و تقدروا تعتمدوا على نفسكم، فملكوش مصروف، جاسر مهندس و عبدالله محامى، يعنى ممكن تشتغلوا فى الشركه من بكرا"
نظر جاسر إلى ليلى ببرود ليغادر معدلا من وضع حقيبته على كتفه.
"اه اعمل حسابك يا جسور ان فلوس الجيم مش هتدفع تانى، عايز تكمل فيه يبقى تشتغل و تدفع اشتراكه من مرتبك و فلوسك الخاصه، غير كدا لا"
تحدثت ليلى بإبتسامه لينظر لها جاسر بإحتقار مغادرا هو الاخر.
" و الأخ مش هيبصلى بقرف و يمشى هو كمان؟"
سألت ليلى عبدالله الذى يقف أمامها بلامبالاه ليضع يديه بجيب بنطاله المنزلى مغادرا من أمامها لتحرك ليلى رأسها بقله حيله.
.
.
.
.
.
" هى فين؟ "
سمعت ليلى التى تتابع التلفاز بهدوء صوت عالى يليه خطوات مهروله بغضب مقتربه منها.
" ازاى توقفى الكريديت بتاعتى؟"
صاح زين بغضب و هو يقف أمام ليلى مانعا اياها من متابعه التلفاز.
"وسع يا أخ كدا اما اكمل باقى الحلقه"
تحدثت ليلى و هى تحرك يدها ملوحه لزين الذى يستشيط غضبا من برودها المستفز ذلك.
"ازاى توقفى الكريديت يا بنى ادمه انتى؟"
صاحت سمر هى الأخرى و هى أمام ليلى بجانب اخيها لتتنهد ليلى بقوة.
"خدولكم جمب كدا"
تحدثت ليلى و هى تلوح بيدها للمره الثانيه تحرك رأسها علها تلمح التلفاز من خلفهم.
"انتى يا زفته، ازاى توقفى الكريديت بتاعتى، بأى حق تعملى كدا؟ "
صاح جاسر الذى انضم إلى إخوته و وقف أمام ليلى و ملامحه غاضبه لأقصى حد.
"لازم تفتحى الكريديت بتاعتى تانى، انتى فاهمه و لا لا؟"
صاح عبدالله و هو ينضم إلى إخوته، و لأول مره منذ أن أتت ليلى ترى عبدالله و هو يفعل ملامح اخرى غير ملامح البرود و اللامبالاة.
" لا حول و لا قوة إلا بالله، هو مش انا قايلالكم الصبح و محدش صدقنى؟ بتتعصبوا ليه بقا دلوقتى؟ انا قولتلكم الصبح ان الكريديت بتاعه كل واحد فيكم اتقفلت، و اديتك يا زين انت و سمر مصروف بصتولى بقرف و مشيتم، و لما قولت لجاسر و عبدالله و قولتلهم لو عايزين فلوس يشتغلوا جاسر بصلى بقرف و مشى و عبدالله مهتمش بكلامى، يبقى مش ذنبى"
تحدثت ليلى رافعه اكتافها للأعلى قليلا فى نهايه حديثها كأنها لم تفعل شئ خاطئ.
" الكريديت بتاعتى مع مراتى، لازم تفتحيها علشان تاخد فلوس منها"
تحدث عبدالله مبررا سبب رغبته فى اعاده فتح بطاقته البنكيه مره اخرى.
" اشتغل و مرتبك هيتحول عليها كل شهر، و مراتك تصرف منها زى ما هى عايزة"
تحدثت ليلى بإبتسامه ليتنهد عبدالله بقوة مغادرا من أمامها.
" روحوا ورا اخوكم علشان مش هفتح الكريديت لحد، بالنسبه لزين و سمر لو المصروف قليل تقدروا تشتغلوا انتوا كمان و تاخدوا مرتبات مجزيه "
تحدثت ليلى بإبتسامه لينظر لها زين بغضب جم.
" هندمك،و رحمه امى لهوريكى و هخليكى تندمى على الساعه اللى فكرتى فيها انك تدخلى البيت ده"
هدد زين ليلى التى تبتسم بلامبالاه ليغادر ليتبعه أخيه الكبير و اخته الصغرى.
" يادى النيله ضيعوا عليا الحلقه"
تحدثت ليلى بعبوس طفولى و هى ترى تتر النهايه الخاص بالمسلسل التى تتابعه.
.
.
.
.
.
فى المساء خرج الثلاث اخوه سريعا من غرفهم بينما اخيهم الرابعه كان يقف واضعا يديه بجيب بنطاله و يتابع من الأعلى بإبتسامه واسعه على شفتيه.
" يا مامى ايه دول؟ "
تحدثت سمر بخوف و هى ترى ملامح هؤلاء الثلاث نساء بأجسادهم الضخمه و ملامحهم الاجراميه بجانب صوتهم الجهورى بألفاظ سيئه.
"دول اللى هيعرفوا يتعاملوا مع مرات ابونا"
تحدث زين بإبتسامه واسعه لينظروا له إخوته بعدم فهم.
"ايه يا وليه منك ليها الصوت العالى ده؟ "
ظهر صوت ليلى العالى هى الأخرى مجابها بصوت النساء اللاتى أمامها ليتابعوا الاخوه الاربعه ما سيحدث، و الذى سمى بلقاء العمالقه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
اتمنى اول بارت يكون نال اعجابكم، و ياريت تقيموه💜
أنت تقرأ
نوفيلا عائله الدمنهورى
Short Storyنحن لا نعرف قيمه ما بيدنا الا عندما نفقده، و لكن ماذا اذا كان فقدانه مجرد خدعه لنشعر بقيمته؟!