الفصل الثاني

35 5 6
                                    


هاهو مايلز مورفي.

إنه في طريقه إلى وادي المروج.

فلنلقِ على وجهه نظرة عن كثب.

لاحظوا العبوس. لاحظوا الكآبة. لا حظواكيف يضغط وجهه على الزجاج ويبدو كما لو أنه يحاول الهرب

لاحظوا كيف يتنهد بلا توقف.

تنهد
هذه تنهيدته المئة لهذا اليوم.

قالت جودي مروفي من خلف المقود:مايلز، أرجوك كف عن التنهد. ينتظرك منزل جديد، وغرفة أكبر! كما ستحصل على حديقة! إنها بداية جديدة، لذا لن يضرك الابتسام!.

غير أن مايلز  لم يستطع الابتسام لأنه لم يكن سعيداً

بالانتقال إلى وادي المروج. فقد شعر بتعاسة لأنه اضطر إلى توديع صديقيه كارل وبن، كما اضطر
إلى توديع شقته القديمة الواقعة في مبنى وردي اللون إلى جوار البحر، كما أتعسه توديع غرفته
القديمة التي كانت جدرانها الأربعة وسقفها مكسوة
بالخرائط التي تمزّقت عندما حاول نزعها لأخذها معه؛ وذلك بسبب شدة التصاقها،

وأتعسه ايضا توديعة ماكس ماركت؛ المتجر الموثوق الذي يشتري السكاكر من عنده، وأكثر ما أتعسه هو توديعه كأهم صاحب خدع.  في المدرسة،

والتي اكتسبها على مر سنوات بفضل العمل الشاق والفكر اللامع.

ظل مايلز يأمل أن تنعطف السيارة وتعيدهما إلى المنزل، ولكنها تابعت طريقها وتجاوزت للتو هذه
اللافتة:

وادي المروج

عدد السكان 9980

تعالوا لزيارة أبقارنا.

تجاوز الوقت منتصف الليل..

ومازال مايلز يروح ويجيء في غرفته الجديدة. فقد كانت كبيرة جداً، وجدرانها شديدة البياض،والصناديق منتشرة فيها في كل مكان. كان ينبغي أن يكون مستغرقاً في النوم الآن، لكن لم يغمض له جفن لأن هذه الغرفة غير مريحة،

كما أن المنزل غير مريح، والحديقة غير مريحة ايضاً.

فمايلز لا تهمه أحجام الغرف أو المنازل أو الحدائق.

هذه ليست بداية جديدة، بل هي بداية كراهية.

اخيراً، اطفأ المصباح الموضوع على أحد الصناديق

وتمدد على الفراش.

لم يستطع مايلز النوم. فمن نافذة غرفته القديمة،

كانت تتناهى إليه أصوات الأمواج وهي تتكسر على

الشاطئ بينما كان يغفو. نهض من سريره وفتح النافذة، ومن مكان ما بعيد، سمع خوار بقرة.

كان النسيم الذي يهب من نافذة غرفته القديمة محملاً برائحة البحر.

أما الهواء هوا فكان محملاً برائحة البقر.

ياله من يوم سئ! لكن يوم غد سيكون أسوأ.

فغداً أول يوم له في مدرسته الجديدة.

وهكذا، عاد مايلز إلى سريره وهو يشعر بالرهبة.

انتهى الفصل الثاني

رأيكم؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 12, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الثنائي المرعب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن