الفصل الاول:
لن تعرف انك تحتاج شيئا...حتى تدرك مدى احتياجك لهتظهر الان الصوره كامله باضاءه مسلطه تماما نحو المذيعة التي ترتدي سترة رسمية بيضاء فوق قميص ازرق وبنطال ابيض..يوحي ارتدائه بالقلق..لامكانية تلف اللون الابيض السريعه...تبدأ بالتحيه الروتينيه والان بنبرة اقوى واعلى تلقي الاخبار العاجله بتوقيت المدينه الكبيره نسبيا وضواحيها...لم تكن الاخبار مميزه بل على عادتها تفيض بالدستوبيا الواقعيه..لكن من بين كل الاحداث كان الاخير اهمهم حيث قالت وهي تنظر مباشرة نحو من يرقبها خلف الشاشه الصغيره:بعد سنوات من فاجعة ٢٠٠٩ وبعد اغلاق القضيه..تم الاعلان اخيرا عن اسم القاتله لثلاثة اشخاص في اقل من اسبوع وهي المدعوه (لوسي مارتن) حيث كان عمرها انذاك ٢٦ عام..من تفاصيل الحادث ان احد الكتٌاب كان يريد كتابه قصه عما حدث في وقتها فتوجه الاحد المنصرم الى النزل الذي مكثت فيه المتهمه..ولم ُيعثر الا على دفتر مذكرات سماوي اللون واستطاعت الشرطه من مصادرة المذكرات من الكاتب برغم تهديده لهم برفع دعوه... والان العوده مع زميلي (الن)ليذكركم بأهم عناوين النشره.
في مكان ما...بعيد عن محطة الاخبار..والمذيعه واضواء السبوتلايت وعبارة خبر عاجل وهي تضيء..
ما جاء من مذكرات لوسي التي تم العثور عليها في النزل:
الساعه الان تمام الثالثه والربع بعد منتصف الليل.. الاربعاء.. ١٥/٨/٢٠٠٩وأنا احاول جاهدة لتحقيق ابسط احتياجات الانسان منذ ان تطور من اسلافه الى اليوم الا وهو النوم..لكن على ما يبدو ان جاري لم يسمع به مطلقا
لم اسمع له صوت صباحا لان هناك اعمال بناء في منزله اي صوت مزعج اخر ...ولكن الان هو يمارس حياته اليوميه...ويتخاصم مع زوجته على امور،لا اعلم،انا اسمع صوته بوضوح ودقه لكن لا اعرف عما يتحدثون حقا..وتقع غرفته تماما مقابل غرفتي يفصل بيننا فراغ لان كلا غرفتينا في الطابق الثاني..وهي اخر غرفه في البيت..لم اكتب منذ فتره طويله حقا..لكني دائما كنت اشتاق لأن اتناقش مع شخص لا أحتاج ان اشرح وابرر كل فكرة ورغبه امتلكها..
وضعت المذكرات جانبا على الكوميدينو قرب هاتفها ومصباح الطاولة بأشعته العسليه المائله الى الابيض
عادت لوضعية النوم ووضعت رسغها حول عينيها لتبعد الضوء
وفكرت بصوت عال:
《 ماذا يفعل الطلبه الان؟》
بالتأكيد هم نائمون ..حسنا ليس كلهم جورج كان دائما يبدو بأنه لا يحصل على قسط من راحه قط..ربما بعضهم نائم وربما احدهم يحاول ان يلتهم مادة الامتحان لانه اعتقد انه وقت جيد للدراسه وربما بعض اخر كجاري لا ينامون..وربما مثلي..
فتحت عينها وارهفت سمعها..هناك اصوات لتاؤهات..هل هما..؟ حسنا لم لا انه وقت مناسب حسب توقيت الجيران ثم بعد دقائق توقف صوت النشيج والان بدأت النبرة تعلوا..كلمه منها وكلمه منه..هذا رائع لقد ضربها وهي تصرخ..من الالم؟ لانها تكرهه؟ لم تعرف لوسي في وقتها..نهضت للحمام وعادت بسرعه وكان الصوت قد توقف..مؤقتا على الاقل..لكنه توقف..انتزهت الفرصه نامت بأسرع ما يمكنها...
المذكرات:
الجمعه الساعه العاشره مساءا.. ١٧/٨/٢٠٠٩
اشعر بتحسن ..مضى اليوم على نحو جيد..كان الدوام روتيني جيد تصرف الطلاب بشكل جيد ولم يزعجوني لكن اقلقتني كايت لانها كانت عدائيه اكثر مما ينبغي وجورج لا زال كما هو...اتمنى ان اعرف لماذا لا ينام..ربما نحن متشابهان...اكتب الان وانا احس بتغير كبير في نفسي..لا اعلم اذا كان للاسوء لكنه تغير يمكن الاحساس بثقله وتلمسه..لو كان احد يقرأ هذي المذكرات حتى من دون ان يراني سيلاحظ فرق فيما اكتبه الان وما كتبته قبل عدة اشهر..هل هذا نضج متأخر ام انها مرحله انتقاليه جديده امر بها..
اغلقت المذكرات ووضعتها في مكانها المعتاد
جلست قليلا وتمعنت بفكرة انها تمر بمراهقه جديده لم تعجبها ولم تجدها قابله للتصديق..لن تنام الان ما زال الوقت مبكر وغدا عطله فخرجت من غرفتها وذهبت للتحدث مع امها..وهذه مخاطره كبيره..لان اسطوانة الاسئله نفسها ستعزف على مسامع لوسي...
(لماذا لم تتزوجي الى الان؟)
(الجو لطيف اليوم)
(فيلم روبين وليامز يعرض هل ترغبين مشاهدته معي؟)
هذا ما دار في ذهن لوسي وهي تتوجه خارج الغرفه بعد ان اغلقت الضوء فيها..ذهبت لترى امها تتحدث مع رجل بعمرها يبدو في الستين..وكانت تضع يداها على حضنها ووتتحدث بهدوء وراحه على ما يبدو مع الرجل..لمحت لوسي ضوء ينبعث من والدتها..
صافحت لوسي الرجل بينما تعرفها امها به..
هذا يا لوسي (روبرت براند)..احد اصدقاء والدك في الحرب
<<مرحبا سيد براند يسعدني لقاءك حقا>>
<<كأني ارى ستيفان مارتن بشحمه ولحمه>>،قال روبرت
وهو يبتسم وابتسمت لوسي ايضا لأنها حقا كانت تشبه والدها القوي الشجاع الذي مات قبل عدة سنوات بسبب داء الرئه..
كانت سعيده لانها رأت امها مبتسمه وايضا لانها لن تحقق معها تحت اضاءه خافته وهي ترتدي نظاره شمسيه وتعتمر قبعة المحقق السري..