الجزء 2 : أم أنا منكم ؟

370 27 4
                                    

الجزء 2 : أم  أنا منكم  ؟

*************


_ أنا : لنكمل القصة بعد استراحتنا القصيرة هذه :

_ من هناك ؟؟؟؟؟ إنه أنا ومن سيكون غيري لتسمعه ؟

إنها أختي ! لقد عادت . أين كنت ؟؟ لقد بحثت عنك طويلا ولم أجدك ! أردت سماع صوتك و التحدث معك ؟....

_ أنا هنا الان لذا لا تسأل أين كنت، فأنا لن أجيب ، وإن أجبت فلن تفهمني. كما حدث مع الطفل قبل ثلاث أيام

...... ماذا ؟؟؟؟ أكنت تعلمين بالأمر ؟؟ أعتقدت أنك اختفيت لأنه تم اخذك للعالم الاخر ؟؟

لا تخف أنا لن أتركك قبل أن تتخذ قرارك ، وبعدها سنترك بعضنا مهما قررت . اه ! نسيت قول شيء لك ! أنت تعلم أنه أنا و أنت لن نكون في مكان واحد بعد الغد ، لذا أتمنى أن تكون قد وجدت السبب في اختيارك الدخول لهذا العالم ، أو على الأقل أن يكون الطفل قد ساعدك في اتخاذ قرارك ، فالوقت داهمك فعلا.

كيف ؟؟؟؟



_ الآخر : كيف ؟ ماذا حدث؟



_ أنا : حسن ، سأكمل ما حدث :

_ كيف بعد غد ؟؟؟؟ لم يمضي إلا يومان من الخمسة أيام ؟؟

أجابت هي في ابتسامة صامتة : ألم تعلم أن يومك الأول قد حسب ؟ و أنك مرضت يومين ؟ و البارحة كان اليوم الثالث ؟ والآن يومك الرابع ، وغدا الخامس و في نهايته عند غروب الشمس سيتم أخذك أو تركك للأبد هنا . و في المقابل أخذي أو تركي هنا . كان من الأجدر بك أستعمال الوقت في البحث و تذكر سبب وجودك هنا . لن ألومك مهما كان اختيارك لذلك لا تزعج نفسك حتى لو لم تتذكر

رددت بصدمة : ماذا ؟ هل أنت تمازحينني ؟؟؟ لم لا نعود سويا ؟؟؟ لم أنت هنا أصلا؟ من المفروض حتى لو اخترت أنا أن أكون هنا فأنت ... ؟ لم أنت هنا ؟؟

أنت رضيعه ، ماذا بحق الجحيم تفعلين هنا معي ! لو كان جزائي أن أكون هنا لسبب ما نسيته ، فما ذنبك انت ؟؟؟ لم عليك دفع ثمن اختيار دخولي هنا ؟؟؟؟ أجيبيني ؟ أريد أن أعرف سبب وجودنا هنا ؟؟؟ أريد إخراجك من هنا و إخراج نفسي ؟؟



_ الآخر : سيعود وحده أم مع أخته ؟؟



_ أنا : لدي سؤال لأكمل القصة ؟؟؟ من تريده أن يعود ؟ هل أنا أي البطل أم أختي الرضيعه ؟؟


_ الآخر : أختك الرضيعه طبعا



_ أنا : إذن لنكمل القصة : اقتربت منها وحملتها بين ذراعي بجسدها الصغير ، وهي تنظر إلي بعينيها البريئتين ، ثم قالت لي : أتعتقد أن ذهابي هناك أفضل من بقائي! ألم ترى الطفل الذي تحدثت إليه قبل مغادرته ؟؟ أرأيت وجهه فرحا حين مغادرته ؟؟ أتعلم أن ذلك الطفل فقد أمه ؟؟ فتخيل مدى حزنه بعد عودته كذلك لعالمه . لقد إختار الدخول للقاء أمه هنا ، لكنه علم أن ليس بإمكانه البقاء هنا دائما ، وقد وجد نفسه وحيدا بعد 5 أيام ، لذا تم تعذيبه قبل إعادته لعالمه ، أتفهم الأن سبب تواجدي هنا ؟؟ أنت لست مسؤولا عن شيء، لكن ، أنا كذلك اخترت التواجد هنا لأسبابي الخاصة ، لذا لا دخل لك في قراري ..... أفهمت؟؟

نعم لقد فهمت يا أختي . لقد فهمت أنه بهذا الجسد أنت لن تقدري على المرور لعالمنا الآخر ، لكن عالم الصمت هذا هو أشد عذاب يمكن لأي أحد تحمله ، وأنا بالفعل قد عشت من حياتي الأخرى ما يكفي لجعلي أتحمل بذكرياتها هذا الصمت وهذا العالم ، لذا لقد قررت ، ولا دخل لك أنت أيضا في قراري و هذا نهائي ، لنصنع لنا ذكرى تبقى لنا مدى حياتنا إلى أن نلتقي في عالم اخر .

ردت أختي و هي تضحك : لربما نلتقي في عالم بدون ألوان المرة القادمة ههههههه

ضحكنا بعدها من دون صوت ، صحيح لكن، بمشاعر صادقة، لتبقى في أذهاننا كلينا بعد إفتراقنا. مضى اليوم و نحن نتحدث عن المدرسة و عن أحداث مضحكة ، أروي لها قصصا و هي تستمع و تضحك ، حتى جاء الوقت الذي فيه تغرب الشمس ليوم غد .



_ أنا : جيد إستعد ! أكمل القصة ؟ إنها النهاية  : أخذت أختي بين ذراعي . حان موعد رحيلها .

قرارا قد اتخذته دون رجعة فيه. أنا من عليه البقاء و هي من عليها الرحيل ، لذا لقد تم ربطها وتعليقها في الشجرة . أنا اسف أختي ، ستتعذبين قليلا لكن انت ستعودين لحضن امي ، لتعيش حياة طبيعية ، كما عشت أنا .

لتصنع ذكرياتك أيضا ! ليكون لديك أصدقاء أيضا كما كان لي! لن يكون ذهابك على حساب بقائي . فأنا فعلا اخترت البقاء هنا و سأنتظر يوم لقائنا ، لذا لا تنسني و حدثيني من حين لآخر ربما سأسمعك حينها في عالم صمتي

حدثيني عندما تكونين وحيده عن ماذا فعلت وماذا ستفعلين . عن أحلامنا . حدثني في صمت عن أمي و أبي . وهل سيكون لنا إخوة من بعدنا . حدثيني عن أسمائهم ، و أعمارهم كلما سنحت لك الفرصة للحديث في صمت . حدثيني عن شيخوختك و عن زوجك . عن أحفادك . حدثيني كلما سنحت لك الفرصة أن تكون مع نفسك . لأنني سأكون أنا نفسك أختي ...

 الوداع ...




_ أنا : ثم رحلتُ بعدها أنا ... الرضيعه ... التي أمامك الآن يا إبني الصغيري حسن

*****************

"عالم الصمت"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن