في اليوم الخامس والعشرون من الشهر الرابع في سنة الوضوح والغشاوة وقفت على حافة أحد الجسور وانظر للماء اشاهد صور حياتي بين الأمواج، وكنت قد جئت الى هذا الجسر وانا مقرر الانتحار فتكون هذه محطتي الاخيرة وانهي هذا البؤس.
وبدأت حياتي تتصور امامي منذ الولادة الى ان وصلت الى هذه النقطة وهذه النهاية التي لا أجد غيرها من نتيجة في هذه الرحلة.
وهذا الجسر الذي أقف عليه اليوم ربما يقدم لي ما لم تقدمه لي هذه الحياة.
فولادتي كانت في ظروف صعبة، ورغم انني لا اذكر من طفولتي شيء يذكر او يستحق الذكر الى انني واثق انها كانت طفولة بائسة.
الأسئلة الكثيرة التي ظلت تطاردني طيلة حياتي لم أجد لها أي جواب.
وربما هذه الأسئلة هي التي دفعتني للقيام بهذا العمل الذي قد يعتبره البعض جريمة بحق النفس وربما البعض الاخر قد يتعاطف معي ربما.
صار الجسر وكأنه دفتر ذكرياتي فجعلني اموت مرتين.
فما نفع الحياة حين تكون الاحلام ممنوعة والامل ممنوع والتفكير والمستقبل والعمل والسفر والزواج ممنوع وكل شيء حتى الانسانية لم يعد لها قيمة ولا الروح ولا الدم.
إذا كان لديك المال فانت وزير تحكم وإذا كنت ذو مكانة اجتماعية فأنت مقدر حتى وان كنت جاهل والا فأنت عالة على نفسك قبل ان تكون على غيرك.
والاغرب من كل شيء هو ..
الشيء الأخير الذي سمعته وانا في طريق السقوط بعدما قفزت.
هو سؤال الناس.. لماذا؟النهاية ..