أمسك دييز السيف بكلتا يديه يتفحصه، لم يمسك واحدا من قبل، مرر أصابعه على غمده الأسود متحسسا ملمسه البارد
بينما يدرس تفاصيل السيف لم ينسى إجابة ليليان "بالطبع، أخبريني"
يدين جميلتين ظهروا أمام عينيه فجأة، لمست ليليان مكانا ما على الغمد جعله ينفتح ككتاب ليظهر سيف لامع بداخله
لمعت عيني دييز بإعجاب، لا يفهم في السيوف كثيرا لكنه يعلم بما يكفي ليقول أن هذا السيف ليس بعادي "سيد الياكوزا الأول كان يحب التميز في كل شيء"
رفع دييز نظره للمرأة أمامه، الابتسامة لا تزال تزين وجهها، هز رأسه قليلا و أصبح مهتما أكثر بالقصة التي تريد إخبارها
"و ذاك؟" سأل مشيرا للسيف الذي تحمله
لم تجب ليليان مباشرة و لكنها رفعت السيف أمام عينيه، مررت سبابتها على طرفه الحاد لتسيل بضع قطرات من دمائها و تتغلغل بين نقوش لم تكن واضحة، فهي لا تظهر إلا حين يلوث السيف بالدماء
رسمت دماء ليليان الحمراء إسما كان و لا يزال يبث الرعب في قلب كل روسي، إسم آلهة الدماء كما كانوا يلقبونها، فلم تكن تراها إلا و هي مغطاة بها...أنجليكا روسو
تحولت تعابير دييز لفارغة و هو ينظر للاسم الذي يعرفه جيدا، إنه سيف مؤسسة فولكوف و لا يوجد منه سوى واحد فقط، ف أنجليكا قامت بقتل صانع السيف ما إن تسلمته
"هذا الغرض لا يجب أن يكون بحوزة الياكوزا...و لا بحوزتك أنت" ذكرها دييز بصوت هادئ
نبرته الغير مبالية هذه أخبرت ليليان بوضوح أنه لا يعاملها كمنقذته في هذه اللحظة
هزت كتفيها و هي تحدق بعينيه"لكنه هنا الآن..بين يدي"
لم يقل دييز شيئا و لكنه أخذ يفكر في نوع المرأة التي أنقذته، يستطيع رؤية التلاعب في كلماتها بكل وضوح
أخذت ليليان تتلمس النقش على السيف بلطف و هي تتحدث "الياكوزا و فولكوف أعداء منذ تأسسا، فالأمر بدأ مع هيروشيما و أنجليكا، لكن...الحقيقة أنهما خلال سنوات من الحروب و الدماء، أحبا بعضهما كثيرا"
لاحظت النظرة المتفاجئة في عيني دييز و ابتسمت، وضعت يدها على صدره و واصلت بصوت خافت
"لكن حين اكتشفا حبهما، كان الوقت قد فات، فالكره تغلغل في قلب كل فرد من المنظمتين"
رفع دييز يده ليضعها على خاصتها و قد لانت تعابيره، يبدو الأمر مشابها لوضعهما، يمكنه التغاضي عن سرقتها الصغيرة هذه فهو لا يستطيع حتى أن يكون معها
أنت تقرأ
In The Next Winter
Actionهذه الليالي باردة للغاية، مدفأتي مشتعلة و كتبي تتوسط الأرض، أفكاري تتأرجح بين الشيء و اللاشيء، أغراضك لا تزال في مكانها، مشاعري لك لم أخطط قط لنكرانها، لكن لساني يدعوا أن لا تعود، علك لا تتذكر يوما..طريقنا المغطى بالثلج و الدماء. إ.
