الأراضي المحترقة

الفصل الأول

كان فلاحُ ياباني قاطن في  إحدى القرى الموجودة في مدينة يابانية يهتم بأرضه و فلاحته .. كان فلاحاً نشيطاً و مثابر يقوم بواجبه نحو ارضه المغروسة بجميع الفواكه و خضار طازجة ..
كان يحرثها و يسقيها .. جعلها كإبنته الوحيدة التي ولدت من إمرأة عقيمة ماتت بعد الولادة ابنتها ..
كان الفلاح يرعاها في كل صبيحة ... و يقطف الثمار التي نضجت ..
كان عندما يحل عليه فصل الشتاء .. كانت العواصف تفسد منتوجه .. كان يحزن كثيراً و لكنه كان يسعى من اجل استعادة منتوجه بمثابرة .. و حرث تلك الأراضي .. كان مثل النملة في الصيف .. يعمل و يعمل رغم ارهاقه و تعبه ..
في إحدى الأيام .. كان يعمل كعادته .. و لكن ذلك اليوم كان يوماً شاقاً .. فأخذ قسطاً من راحة بسماع الراديو  .. الا ان عبس وجهه بعد ان سمع عن اثار الحرب العالمية الثانية .. و عن السلاح الذي سيتعمله العدو في هذه الحرب .. كان خائفاً و متوتر بأن تصاب مدينته بطلقة من هذا السلاح ..
يوم السادس اغسطس من عام 1945 ..
نهض الفلاح كعادته باكراً للعمل و حصد ثمار من ارضه ..
مرت ساعات من العمل الا ان سمع دوي انفجار قنبلة في وسط المدينة ... كان المنظر مخيفاً .. غيمة سوداء في سماء ..
ارتجف الفلاح خائفاً من تلك الغيمة .. و يقول في نفسه : " هل هذه هي نهاية العالم ؟ "
و بعد ثواني هبَ ريح قوي اطرحه ارضاً ساقطاً في غيبوبة طويلة ..
مرت بضع ساعات الى ان نهض تحت صوت احدى رجال يصيحون بالنجدة و اطفاء النيران المشتعلة ..
فتح عينيه مقابلاً ارضه تحترق .. كل ثمار احترقت .. كل تعبه ذهبَ سدى ..
لم يجد ما يفعله لأن ارضه احترقت كلياً ..
قابلته في الجهة الأخرى جثث لجيرانه و الحيوانات التي كانت في المزرعة .. ساقطة في دمائها ..
حاول نهوض .. و لكنه لم يستطيع لأنه اُصيب في رجله .. اي قُطعت رجله بكامل ..
خراب و دمار كبير في مدينة "هيروشيما "..
كانت المدينة اليابانية المتضررة من الأسلحة النووية التي اطلقتها الولايات المتحدة ..