موعدٌ مع غيمة

2.1K 143 60
                                    

خلف كواليس الدفء نختبئ من البرد، كم هو سرياليٌ أن تلمس كوب القهوة الساخن بأناملك وأنت تلتحف لتبعد عنك قسوة الشتاء ورقّته...

وفي المشهد الرئيسي من على خشبة المسرح، لفتةٌ رومانسية فيها يحمل البطل مظلته ليقي عشيقته من مياه الأمطار، ويخلع الآخر معطفه ليضعه حول كتفيها.

وقد ترى مشاهد بؤسٍ تثير الكرب كأطفالٍ لا حول لهم ولا قوة ينامون في عراءِ هذا الفصل...

وقد تكتفي أنت بالمشاهدة مثلي من وراء نافذة صغيرة تتيح لك أن تراقب زخّات المطر منسابة لتروي ظمأ الأرض، فما كان ربيعنا أن يزهر لولا خيرات الشتاء.

ستعبث بطفولية، تأكل الكثير وتنام أضعاف ما تفعل عادةً وتعود للتحديق بعجائب الكون عبر نافذتك، وتشكّل دوائرَ وأشكالًا غريبة على زجاجها الذي امتلأ بخارًا... ستتفاعل حواسك مع ضوءِ البرق وتنصت بحرصٍ لصوت الرعد رافعًا رأسك نحو تلك السماء لتعرف سرّها المكنون.

هل كانت بائعة الكبريت هي الوحيدة التي خاضت تجربة شيقة في فصل الشتاء؟

ابحث في داخلك عن تلك القصة التي لا بدّ أن تكتب، هنا في هذا الكتاب فرصة جديدة لكل كاتب يطمح لأن يستغل طاقاته الدفينة وقلمه اليانع لأن يكتب دون كلل أو ملل، مسابقة جديدة، مختلفة بانتظاركم بين سطور كتابنا الجديد.

ولو كنت تتأمل تقلّبات الدنيا سترى تحرّك الغيوم كتحرّك الزمان وتجمّعها المدروس كروحٍ تلتئم وتلتحم لتخرج منه قطرات المطر ونسقي الأرض غيثًا، معجزةً من معجزات هذا الكون.

«أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ..».

ادخل في عالمنا، كن على موعدٍ مع غيمةٍ ثقيلة تمطر مسابقةً ضخمة، سنوضح لكم شروطها في الفصل القادم...

تأمّل حتى ترى إعجاز الوَدق❤️

فترى الودقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن