40 4 6
                                    

دائماً ما يكون الحب من أجمل الأشياء التي قد تحدث في حياتنا أو ربما أسوءها هكذا كان حال مريم. مريم فتاة في أواخر العشرينات تعمل في مكتب محاسبة لإحدى الشركات، نشأت في أسرة عادية متفاهمة متوسطة الحال و كانت مريم فتاة متواضعة و جميلة.
عاشت مريم أجمل أيام حياتها مع حبيبها هشام و اتفقا على الزواج حتى قبل زواجهما بثلاثة أسابيع حين اكتشفت خيانته لها و حُطم قلب مريم كثيراً من هَول الصدمة لأنها لم تتوقع منه أبداً شيئاً كهذا، كيف و هو يحبها إلى هذا الحد و هي أحبته أكثر من نفسها.

مرّ ميعاد زواج مريم و هي لا تزال تبكي و تتحسر، ولا تعرف كيف ستكمل حياتها و كيف سينظر لها الآخرون، و في إحدى الأيام جائت السيدة فاتن جارتها لزيارة والدة مريم و جلستا تتبادلان أطراف الحديث :

-" و ماذا عن مريم يا سعاد؟ كيف حالها؟ ألازالت حزينة و لا تريد الجلوس مع أحد؟ "
=" نعم، لا أعرف ماذا عليّ أن أفعل كي تتحسن "
-" هناك شئ ما أريد أن أتكلم معك فيه بخصوصها "
=" ما هو؟ "
-" ابني أحمد، لديه صديق أعزب يعمل بالخارج مهندساً زراعياً و يبحث عن عروس و رأى فتياتٍ كُثُر و لم يعجبه أينً منهن. فكرت أن اُرشح له مريم و .... "
=" فاتن! أجننتي؟ مريم لن توافق أبداً، ليست مستعدة لدخول علاقة جديدة في هذا الوقت و أنا أيضاً غير موافقة "
-" و ماذا بعد؟ أستظل هكذا طوال الوقت؟ كيف ستخرج من حالتها تلك؟ ربما إن تعرفت على هذا الشاب تعود لحياتها و تعيش بطبيعية "

شردت سعاد لبضع ثوانٍ تفكر فيما سمعته و من ثَمَ ردت بنبرة هادئة ...

=" دعيني أفكر في الأمر قليلاً، و أرد عليك لاحقاً "
-" حسناً و لكن ردي عليّ فور إنتهاء تفكيرك "

غادرت السيدة فاتن المنزل و سعاد لا تدري كيف تبدأ الحوار مع مريم فقررت أن تخبر والد مريم أولاً فربما يمكنه التحدث إليها.
و لم تنتظر سعاد كثيراً و أخبرت زوجها بالأمر فور عودته من العمل ...

-" ما رأيك يا أشرف؟ حاول أن تتحدث معها ربما وافقت "
=" لا أدري .... "
-" لا تدري ماذا؟ أيعجبك حال ابنتك؟ "
=" ألَم تفكري في شعورها؟ هل ستكون سعيدة أم أنها ستظل تفكر في هشام؟ "

في ذاك الحين كانت مريم في المطبخ لتشرب القليل من الماء و سمعت صوت والديها من بعيد فذهبت لترى ما الذي يحدث.

=" عليك ألّا تتسرعي يا سعاد. إنه زواج لا يمكنك أن تجبريها عليه "

و في تلك اللحظة قاطعت مريم ....

#" أنا موافقة! متي سيأتي لزيارتنا؟ "
=" مريم! أكنتي تسترقين السمع؟ "
#" لا يا أبي فقط ادعوه ليأتي "

غادرت مريم و تركت والداها ينظران لبعضهما في تعجب.

بالكاد انتظرت سعاد لليوم التالي و اتصلت ب فاتن كي تخبرها بموافقة مريم على رؤية المهندس و ردت عليها أنه سيأتي يوم الإثنين المقبل.
كانت مريم لا تبدي أي اهتمام أو حماس للأمر مما جعل والدها غير مسرور علي الإطلاق و لا حتى والدتها و لكن ما باليد حيلة.

دُموع لا تَجفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن