I

3.2K 237 136
                                    

بِسمِ الّله.💫
-

لم تكُن العديدُ مِن التّفاصيلِ لـتُذكرَ وقتها، أشياءٌ بسِيطة، مُكالمةٌ هاتفيّةٌ مُبهجة، ضحكٌ قوِيّ، إرتِطامٌ مُفاجِئ في سيّارةٍ مُقابلة، ثُمّ الشّعورُ بـلا شَيّء.

"لا نَدرِي ان كانَت سـتنجُو تلكَ الحالَة."

"لقد جائت الإصابةُ قويّةً لِلـغاية."

"لقد نجَت، لكِن سـتبقى غائبةً عنِ الوعي لـفترةٍ من الوقت."

"لقد مرَّ أُسبوعٌ على الوضعِ ذاتِه."

"لا يأتِي أحدٌ لـزيارتِها، لم يتّصل أحدٌ بها قط."

كانَت تستمِعُ الى تلكَ الأصواتِ من وقتٍ للـآخر، كانَ الألمُ والحُزنُ كلاهمُا يعتصرانِ قلبها، تُصارعُ لـإخراجِ بعضِ الكلماتِ من فمِها، الى فتحِ عيّنيّها، حتّى تحريكِ إصبع، ولكِن كُلّ مُحاولاتُها تفشَل، مُما يجعلُها تشعرُ بـثقلٍ كبيرٍ على جسدها.

هل ما سمِعتْهُ صحيح؟ لم يأتِ أيّ أحدٍ لـزيارتِها؟ أـلَم يلحظ أحدٌ غيابَها كُلّ تلكَ الفترة؟

أيّنَ رُودرِيك؟ أـلم يكُن هُو من كانَت هي تُحادِثُه، ماذا حدثَ الآن؟

باتَ عقلُها مُشوّشاً لِلـغايةِ وهي تشعرُ بـآلآمٍ لا مُتناهِيَة وهي لا تستطيعُ الإفصاحَ عنها، لا تقوى على فعلِ شيّء، حتّى سمِعت صوتَ البابِ يُفتح لـيهدأ خاطِرُها قليلاً، رُبّما هذا أحدُ المُمرّضينَ الّذي سـيكشُفُ تحديثاً جديداً عن حالتِها.

مرّت بِضعةُ دقائِقَ لم يحدُث أيّ شيّءٍ بها،  لم يصدُر أيّ صَوت، ولم تحدُث أيّةُ حرَكة، حتى شعَرت بـيدٍ ما تُمسُكُ بـيدِها لـتشعُرَ بـأنّ قلبها سـينفجِرُ فرحة.

كانَت تُريدُ مُعاتبتَه، لماذا لم تأتِ لـزيارتِي مُسبقاً؟ أـلم يهمّكَ أمرِي؟ لكنّها وضعت تلكَ الأُمورَ جانِباً، هيَ تشعرُ انّها بـأمانٍ الآن لـوجودِه معها.

"لستُ مُتأكّداً ان كُنتِ تستمعينَ إليّ او لا، لكِن سـأتحدّث." سمِعت صوتاً لم تألفْهُ قط، لـيفزعَ قلبُها، تُريدُ سحبَ يدِها وإخراجَ ذلكَ الغرِيب!

"لاحظتُ تغيّبُكِ عنِ الجامعةِ لـأجدكِ هُنا، لقد آلمنِي قلبِي كثيراً لـمعرفةِ هذا، ولا يزالُ يُؤلمنِي لـرُؤيتكِ بـتلكَ الحالةِ بيّنما تكونُ عادتكِ فتاةٌ جميلةٌ لِللغايةِ بـقلبٍ حنُون، لا تُفارقُ الضّحكةُ ابداً وجهكِ الجمِيل، وطّيبةُ المُعاملةِ مع الكُل." إسترسلَ الحديث.

"انا آسفٌ لِلـغاية بـشأنِ الحادِثة، وآملُ ان تستيّقظِي قريباً. لقد دفعتُ جميعَ التّكاليفِ لكِ ولا أُريدُ ان تُردّيها أبداً، انّها جُزءٌ بسِيط أردّه لكِ لـجعلكِ لِي سعيداً بـدونِ ان تقصدِي فعلَ ذلك، وبـدونِ ان تعلمِي من أكونُ حتّى."

"سـآتِي لكِ يوميّاً حتّى تستفِيقِي، سـأُحدّثُكِ عن كُل ما سـيحصُل، وعندَ إستيقاظكِ لن أُضايقكِ أبداً بـوجودِي، انا فقُط هُنا لـأُخفّف عنكِ، وآملُ انّي لا أُزعُجكِ، فلـتستفِيقي قرِيباً." إنتهى، تارِكاً يدها الباردةَ الّتي كانَ يُمسكُ بها طوال الوقت، ينظرُ لها نظرةً أخيرة بـحُزن قبلَ ان يخرجَ مِن الغُرفة.

-
السّلامُ عليّكُم.❤

يارب يكون الكُل بـخِير.💜

رُواية قصِيرة للـآيرلندِي، يارب تعجبكُم.❤

وان شاء الله بيكون في مغزى في النّهاية.❤

آرائكُم في البداية؟

كُونوا بـخير.🍇
-

نُشرت في العشرونَ من يناير، ألفيّنِ وعشرون.

A Visitor // n.h {Completed}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن