الثقافة الصحية الهدف منها إزالة الأمراض والتي هي حالة عرضية والصحة هي الأصل , فكلما إزددنا إهتمام بها , إبتعدنا عن دائرة الأمراض وأخطارها .
ولو نتتبع المجتمع الجزائري , نجد أن ثقافته الصحية مازالت ناقصة , على الرغم من أهميتها الكبرى , فلو نرى حوادث المرور نجد أن أغلب الجزائريين , عندما يساعدون الجرحى لايعرفون كيفية التعامل معهم ,و ربما خطأ واحد يمكن أن يزيد من تعقيد إصابتهأيضا سقوط شخص مغشي عليه في الطريق , نجد أن الناس تهلع ولاتعرف كيفية التصرف ..
وهنا يأتي السؤال ما مدى تشبع الفرد الجزائري بالثقافة الصحية ؟
أولا لابد علينا من التعريج على مفهوم الثقافة الصحية والذي يمكن تلخيصه في تقديم المعلومات الصحية لكافة الأفراد .
فهل قامت المنظمومة التربوية لدينا بذلك التي هي بئر الثقافة ؟
الثقافة الصحية مهمة، خصوصاً في المدرسة لسهولة دمجها في النظام التعليمي، لأن الطالب في هذه المرحلة العمرية يستوعب بسرعة وسهولة المعلومات التي يتم بثها إليه. من هنا ضرورة إيصال الرسالة الصحية كونها أولوية ومبنية على أساس علمي .
لكن كل من درس في المؤسسة التعليمية في الجزائر , وجد أن الثقافة الصحية فيها منحصرة عن بعض الأمراض وسبل الوقاية منه
لكن أين هو تدريس الإسعافات الأولية وتطبيقها ؟
في الدول الكبرى الإسعافات الأولية أمر لابد من تعلمها , حيث لايمكن إنتظار الإسعاف ليأتي , فكل ثانية تأخير هي خطر على المصاب .
وعلى العكس في الجزائر , أغلبية الأفراد لا يجيدون الإسعافات الأولية و لا يستطيعون تحديد مشاكلهم الصحية وإحتياجاتهم
فأين هو المشكل ؟ المنظومة التربوية أو المجتمع نفسه ؟
في الحقيقة الخطأ مشترك بينهما , فالمنظومة التربوية عوض أن ترهق أبنائها بتعلم التاريخ الغابر لبعض الشخصيات الأجنبية , كان عليها لزاما أن تستغل تلك الأوقات في بناء ثقافة صحية لأبنائها , والمجتمع يعلم أبنائه اللهث وراء الأموال , لكن يتناسى أن تلك الأموال التي يجمعها لربما ستذهب كلها لأجل علاج مرض كان يمكن معالجته في البداية لو كان ذلك الفرد على قدر بسيط من الثقافة الصحية .
إن الثقافة الصحية لابد أن تجعل عادة راسخة ولازمة في المجتمع الجزائري , إذا أردنا تحويل مجتمعنا إلى مجتمع صحي , ولن ننتظر ذلك من المنظومة التربوية الجزائرية , فقد أصبحت تعاني من سكرات الموت وهي أولى بالتثقيف الصحي .
في الفصول القادمة ، سأقوم بوضع مقالات ، مواضيع ، معلومات طبية سهلة الإستيعاب والتطبيق ، لنشر المزيد من الوعي الصحي في المجتمع .
أنت تقرأ
الثقافة الطبية ( د . ح/ هاجر )
Non-Fictionكيف تحصل على قدر من الثقافة الطبية حتى لو لم تكن طبيبا ؟ الثقافة الطبية مفتاح حل الطوارئ التي نقع فيها ، وهي الضامن لعدم تفاقم حالتنا الصحية ... إن التزود بالمعلومات والحقائق الطبية، أصبح اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، فالإنسان المثقف طبياً يحسب حسا...