أسندت رأسي على المقعد و إلتفت نحو النافذة الصغيرة بجانبي لأتأمل السماء التي تلونت بكل أطياف اللون البرتقالي .. كانت حركة المسافرين و حديثهم .. صراخ الأطفال و ضوضاؤهم .. محرك الطائرة و ضجيجها و كل تلك الأصوات مختلطة تملؤ الأجواء .. و لكن لم يكن يصلني سوى صوت دقات قلبي تكاد تخترق صدري .. كان التوتر يعتصرني .. ساعات معدودة تفصلني عن الوصول الى وجهتي .. الى المدينة التي فتحت فيها عيناي و عشت أول 18 عشر سنة من حياتي بين شوارعها .. 3 سنوات مرت على ٱخر مرة رأيت فيها والداي و كل الأشخاص الذين تركتهم ورائي .. إختلطت مشاعري بين شوق يدفعني و خوف يسحبني .. لم يكن الأمر انني لم أرد العودة ، و لكن الذكريات التي تحملها تلك المدينة كانت تخيفني .. أخاف أن اغوص و اغرق دون أن أجد طوق النجاة الذي يتنشلني من أمواج فضلت الغربة على مجابهتها .. كنت أشغل نفسي بروتين حياتي هناك ، احاول أن أنسى أو أتناسى إن صح القول و لكن مع أول مصادفة لي مع أحد رسائله التي كانت تصلني في بداية سفري كنت أغرق في كٱبة تغدق قلبي لأيام و لا أخرج منها الا بشق الأنفس .. كانت معركة خاسرة بالنسبة لي .. و لكن في نهاية الأمر كانت معركة لا بد أن أخوضها عاجلا أم ٱجلا ..
أنت تقرأ
تذكر ...
Romance" وأصبحت إستعادة الذكريات عندي أكثر من توليد الأفكار " Jean-Jacques Rousseau