الفصل الخامس

20 3 0
                                    

ينما وسيم لم يكف عن النظر إليها ، بعد فترة قصيرة و بعد شعور تيماء بأن ارتباكها بدى جليا عليها أخذت أغراضها ونوت المغادرة لولا ممانعة وسيم لها بسؤاله.
_هل أعجبتك الرسمة ؟
أخذت شهيقا محاولة بها أن تخفي توترها...نعم أنها جميلة ، لقد اتقنتها ، لطالما قلت بأنك رسام ماهر..
ارتسمت ابتسامة على شفتيه
_ارتحت لأنها أعجبتك ، كنت قلق حيال ذلك.
_و لكن لدي سؤال ..
_تفضلي ، لكٍ بذلك.
انحنى رأسها خجلا
_كيف تمكنت من رسمها بهذه الطريقة المتقنة و بكل هذه التفاصيل ، هل لديك صورة لي أم ماذا ؟
بانت غمازته اليسرى بانتصار وقال..
_هل يحتاج المتيم  لصورة ليرسم من تيم بحبها..
رفعت تيماء رأسها و نظرت إليه بابتسامة خجولة لطيفة و احمرت وجنتاها ..
وأردف وسيم قائلا...
. _ أكيد لا يحتاج  ، فكل تفصيل فيكٍ محفور في قلبي قبل عقلي ، و كل جزء منك يذكرني بشيء...عيناك كبحر فسيح يسوده الجمال و في كل مرة أحاول الإبحار في أعماقه و اكتشاف جمالها أغرق فيه .. أما انفك .. المرشوق.. يذكرني كم أنت فتاة مملوءة بالكبرياء والثقة و العز ..
و ابتسامتك .. تذكرني بأن كيف لابتسامة صغيرة من ثغرك الجميل تجعلني أذوب عشقا ..و لي وجنتاكٍ حديثُ آخر من الجمال...و هل علمتِ الآن كيف أجدت رسمك ؟!.
اكتفت الاخرى  بالنظر إليه و لسحره و سماع كلماته و صوته العذب ، و التفكير بكمية الثقة التي لديه وتساءلت أين أختف وسيم الخجول.
_وأتمنى  أنكٍ قرأت الرسالة المرفقة مع الرسمة.
_نعم ، لقد قرأتها.
_ما رأيك اذا..
_..........
_ أخبرتك بها بالقليل من حبي .. وانزل رأسه بعدها  كأنما يحمي نفسه بل قلبه من صدمة حينما قال ، وماذا عنك هل تحملين حباٌ لي في قلبك ، وهل ستسمحين لي بخطف قلبك ووضعه بين اضلعي بدلا من قلبي المخطوف.
_...........
_ ألم تقولي شيء.
_ ………..
_ حسنا لقد وجدت جوابي ، سامحيني إذا أخطأت بحقك و إلى اللقاء.
سحب كرسيه للخلف و أراد الوقوف ولكن ...
_ انتظر لنتحدث.
انار وجهه كأنما كلمتها ردت له الروح بعدما أن اختفت عندما شعر بعدم حبها له.
_ استمع لي جيدا. يا وسيم...أنت شاب رائع ..كل الصفات التي تتمناها أي فتاة موجودة فيك ولكن ..
_و لكن ليس لنا نصيب ان نبقى عشاق.. أليس كذلك يا تيماء؟!.
_ بلى ، و أرجوك أن لا تغضب مني ، و أن تبقى صداقتنا ولا تتأثر بذلك لأنك والله نعم الصديق.
_ ارتفعت غمازته اليسرى ثانيتا ولكن هذه المرة كانت مكسورة بالنيابة عنه … لا تقلقي لن يتغير شيء ..إلى اللقاء تيماء.
_إلى الل..
كأن الزمان والمكان توقف عندهما و خلا المكان من الجميع إلا هما كانا موجودين..
ظلت تفكر  بكل ما جرى بكلماته و نظراته و خاصة  اسمها في آخر مرة نطقه فيها ، اختلفت عن جميع المرات السابقة لها كأنه كأن  يجلدها بخيبته.. جرد أسمها من جميع جماليته و من سنفونيته العذبة التي لطالما أحسن عزفها عند مناداتها...
أخذت كتبها وحقيبتها وهمت بالخروج ...تمشي قليلا بحديقة الجامعة وشعور الأسى تجاه وسيم يعذبها لم ترد رؤيته مكسوراً هكذا لم ترد رؤيته مكسورٍ بسببها ، أما وسيم مضّى بقيت يومه مع صديقيه المقرب الذي يخبره بكل ما يشعر به من غضب ، فرح ، حيرة و أحيانا ندم وهو على يقين بأن سره في بير عميق ،  صديقه البحر الذي أعتاد أن يأتي إليها دوما ليلقي بما يشغل فكره و يزيح همومه من على صدره .
نزلت دمعة على خده ومن ثم  تجارت البقية تباعا لها ، وهو الذي لم يبكي أبدأ بسبب فتاة من قبل و  الآن بكى و بكى بحرقه ف دموع العشق لا تفرق بين قلب فتاة أم رجل كلهم سواسية ، كلهم يهبون قلوبهم و أرواحهم و عقلهم يهبون نفسهم لمن أحب و إذا ما حدث أمر سيء بينهم بكوا لربما تحن عليهم ما وهبوه و يرجع لهم كسابق عهده...
....................

_لو سمحتي عائشة بما أنك ستغادرين ، أرجو منك أن تذهبي لمتجر الورد المعتاد و تعطي له هذه البطاقة وأخبريه بانها مني و يرسلها للعنوان المعتاد و عندما أرجع للمنزل سأمر عليه وأعطيه نقوده.
_حسنا ، إلى اللقاء، نلتقي تيماء في الأيام القادمة .
_الى اللقاء عائشة ، بإذن الله.. قالتها تيماء بابتسامة .....ألم تخبريني بعد بسر هذه الورود ولما الساعة الثانية تحديدا؟
_لوسمحتي كوب من عصير البرتقال...
_هههههه لدي واحد ، تهرب فاشل من السؤال ، ضحكت اثنيهما .
_ألم أخبرك ؟..
_بماذا؟ ؟
_رأيت وسيم يوم أمس.
_قالت بفرح شديد أحقااا ، متى وأين ذلك أخبريني؟!.
_ضحكت الأخرى...استطعت التهرب من الموضوع بمهارة الآن....
_......
_ألم تشتاقي له ؟ لم يحن قلبك ولو قليلا ؟ و لاتظن أن شهر كفاية ليحن قلبك ولو قليلا.
_طبعا لا.  لم اشتاق...
ولكن حديث قلبها يحكي رواية أخرى ، رواية بطلها وسيم ...يحكي قلبها عن اشتياقها الكبير له ، لضحكته ، لحديثه، لنظراته..
تحن لكل تفصيل به ، و من دون أن تدرك وقعت بعشقه ، قلبها ينبض كل يوم باسمه ، لم يكن هذا الشعور جديدا عليها من بادئ الأمر أحبته ولكنها ظلت تكابر ؛ نرجسيتها منعتها من الإفصاح بذلك و ربما الفرق بين قبل والان هو أنها الآن غارقة بحبه و قبل كانت تتمشى على شاطئ حبه ، في كل يوم تتفقد أخبارها و صوره الجديد من على مواقع التواصل الاجتماعي ، تطمئن من بعيد عن كل تفاصيله ، أما وسيم بالمقابل كان كل يوم يستيقظ ويحاول محاربة حبه وهزيمته قبل أن يهزمه الحب ويبقى مسجونا بحب تيماء ، يستيقظ كل يوم يصلي ، يفطر مع والديه و يذهب لشغل مع أبيه واذا شعر بحنين شديد لها يذهب لصديقه البحر ليزيح الهم عن كاهليه بل يزيح الحب و يرجع لمنزلهم ويقضي بعض الوقت مع والديه و يخلد النوم، حاولت أمه جاهدة أن تفهم ما يجري معه و لكن عبسْ لم تجدي محاولاتها نفعا...

.............................

دخلت تيماء للبيت بعدما أوصلتها ميار و لفت انتباهها فورا دخولها حديث أبيها بالهاتف وانزعاجه لسبب ما...

______________

ما السبب وراء انزعاج سليم يا ترى ؟!
و هل سيستمر تيماء و وسيم على هذا النحو أم حب تيماء سينقشع في النهاية ؟
مارأيكم أصدقائي 🤔💜، شاركوني أفكاركم حول القصة ..
و أن نالت أعجابكم لا تنسوني بتعليق🤗 و تصويت للقصة💫💫 ..
مع كامل الحب و الاخلاص أقول لكم إلى اللقاء 🌸..

أحن( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن