الجزء السادس
باب آثار النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم التي كان يختص بها في حياته
من ثياب وسلاح ومراكب
ذكر الخاتم الذي كان يلبسه عليه السلام:
وقد أفرد له أبو داود في كتابه (السنن) كتاباً على حدة.
ولنذكر عيون ما ذكره في ذلك مع ما نضيفه إليه، والمعول في أصل ما نذكره عليه.
قال أبو داود: حدَّثنا عبد الرَّحيم بن مطرف الرؤاسيّ، حدَّثنا عيسى عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: أراد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يكتب إلى بعض الأعاجم فقيل له: إنهم لا يقرؤن كتاباً إلا بخاتم، فاتخذ خاتماً من فضة، ونقش فيه: محمد رسول الله.
وهكذا رواه البخاري عن عبد الأعلى بن حماد، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة به.
ثم قال أبو داود: حدثنا وهب بن بقية عن خالد، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بمعنى حديث عيسى بن يونس، زاد: فكان في يده حتى قُبض، وفي يد أبي بكر حتى قُبض، وفي يد عمر حتى قُبض، وفي يد عثمان فبينما هو عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت، فلم يقدر عليه.
تفرد به أبو داود من هذا الوجه.
ثم قال أبو داود رحمه الله: حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن صالح قالا: أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال: حدثني أنس قال: كان خاتم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من ورق فصَّه حبشي. (ج/ص:6/4)
وقد روى هذا الحديث البخاري من حديث الليث.
ومسلم من حديث ابن وهب، وطلحة عن يحيى الأنصاري، وسليمان بن بلال.
زاد النسائي وابن ماجه: وعثمان عن عمر خمستهم عن يونس بن يزيد الأيلي به.
وقال التّرمذيّ: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
ثم قال أبو داود: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: كان خاتم النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من فضة كله فصَّه منه.
وقد رواه التّرمذيّ والنسائي من حديث زهير بن معاوية الجعفي أبي خيثمة الكوفي به.
وقال التّرمذيّ: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وقال البخاري: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: اصطنع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خاتماً فقال: ((إنا اتخذنا خاتماً ونقشنا فيه نقشاً فلا ينقش عليه أحد)).
قال: فإني أرى بريقه في خنصره.
ثم قال أبو داود: حدثنا نصير بن الفرج، ثنا أبو أسامة عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر اتخذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خاتماً من ذهب وجعل فصَّه مما يلي بطن كفه، ونقش فيه: محمد رسول الله، فاتخذ الناس خواتم الذهب، فلما رآهم قد اتخذوها رمى به وقال: ((لا ألبسه أبداً)) ثم اتخذ خاتماً من فضة نُقش فيه: محمد رسول الله، ثم لبس الخاتم بعده أبو بكر، ثم لبسه بعد أبي بكر عمر، ثم لبسه بعده عثمان حتى وقع في بئر أريس.