نيزك

1 0 0
                                    

كفاح الدراسات العليا لم يبدأ كعادته منذ التخرج ، وانما منذ المرحلة الاولى
قُبلت مسائي في احدى الجامعات الحكومية بعد ان رفض الاهل ان اكمل دراستي في قبولي المركزي لكلية العلوم التي تبعدنا كثيراً في ظل الارهاب والاوضاع الصعبة. حلمي تبدد و طموحي شعرت بانه انتهى خصوصا ان والدي لم يمضي الكثير على وفاته اثر مرض عضال في رمضان المبارك .واحوالنا المادية كانت اقل من المتوسط لمصاريفنا الكثير كوننا عائلة كبيرة.
اكملت المرحلة الاولى والثانية والثالثة بتفوق و بصعوبة كبيرة. حتى اني لم اكن اشتري الملازم بل اكتبها في ورق واحفظها .
اتذكر ذات مرة وجب عليي شراء ملزمة في اقل قيمة ولم اكن حين ذاك املك المبلغ فاضطررت ان اكتبها وهكذا مع باقي المواد الدراسية.
اما عن باص الجامعة كنت اضطر للمشي والركض ان كنت مستعجلة في سبيل الوصول لقاعتي الدراسية لاني لا املك اجرة الباص.
كثير من الاحيان كنت اتضور جوعاً واحيانا اخرى كنت اكل البسكت مع الماء في الجامعة في زاوية لا يراني فيها احد.
في المرحلة الرابعة وليتها لم تأتي بل الحمدللرب انها مضت وانقضت قبل الاماحانات باسبوعان قد تقدم لخطبتي رجل وسيم جدا ذا مالٍ وجاه عراقي المولد و مقيم في احدى الدول الفاخرة ضننت ان الحياة ابتسمت لي و سانتقل للعيش في بلد الاحلام مع نصفي المكمل.
في امتحانات اخر السنة للامتحان قبل الاخير في الساعه التاسعه و خمس دقائق
كنت جالسة على مقعد الامتحان و بيدي الدفتر قبل توزيع الاسئلة.
اه يا رباه كم هو مؤلم ان تتذكر ما قد ألمك، ذاعت احدى المراقبات انها ستفتش الطلبة و ما ان وصلت لي رأت ان حاسبتي اليدوية مدون عليها بعض الكلمات والجمل. سحبت مني الحاسبة و بعد نصف ساعة وانا منهمكة في حل الاسئلة  جاء العميد على الكلية و قد حكوا اليه ما جرى مع الدكتورة ومعي. فامرت ان يسحب الدفتر مني.
سلمت الدفتر وانا مطمئنة لان سعيي كالعادة عالي و جوابي للاسئلة ممتاز . عدت الي البيت في عجل ولادرس الامتحان الاخير.
الساعه العاشرة ليلا اتصلت عليي احدى الزميلات تخبرني ان قد ترقن قيدي بسبب هذا الفعل و قد حسب انه غش. و تلزمت عليي ان لاابوح لاي احد بانها اخبرتني بما جرى لانها صديقة لاحدى الموضفات في الكلية و اخبرتها سراً .
بصراحة لم اصدق الكلام ضحكت و قلت لايعقل ... الجمل في الحاسبة مجرد كلمات عابرة ليس لها صلة بالمنهاج و الحاسبة قديمة جدا فيها الاف الكلمات و الرسوم لا يعقل ان يتم تحقيق على شخابيط عابرة غير مفهومة .
حدثت اخواتي بالكلام و شعرت بان تنفسي قد ضاق. لم استطع النوم لااعرف لماذا هذه المرة لكن كنت متأكدة ان الارق جاءني هذه المرة ليس كالميعاد مثل كل ليلة امتحان . صليت الفجر وانا على سجادة الصلاة ادهشت بالبكاء .
جرى الذي جرى .. ولم تنفع تزكية الاساتذة لي في مجلس تحقيق الكلية فقد كان العميد جديد المنصب و يريد ان يثبت كلمته بعين الفقراء الذين لاحول لهم ولا قوة . كان حلاً واحداً ينقذني من هذا المأزق وهو تراجع الدكتورة المراقبة عن شهادتها لرؤية الكتابة على الحاسبة، اتصل بها اخي واجابته : انني قلبي مكسور على اوضاع الحادثة واعرف اختك كابنتي اعرفها جدا مجدة و  مجتهدة لكن لا استطيع التنازل لسبب واحد فقط سيقولون لي انهم هددوك و ارغموك على التنازل و سوف افقد شيئا ما من مكانتي و تصريحي.
المهم / رسبت هذه السنة واعدتها لكن بصعوبة بالغة فلم اكن انا انا .. البكاء في كل يوم في الليل استيقظ كالمجنونة بل اني جننت فعلياً و كتمت كثيرا فلم يرى احداً ادمعي بل كنت اواسي نفسي سراً .
صديقتي المفضلةالتي كانت تضن باني ساخذ مقعد الماجستير منها  اكملت الماجستير في نفس الكلية و صديقتي الاخرى التي كانت تقول لي ستتزوجين قبلي لجمال مبسمك تزوجت قبلي .. وانا التي كنت متفوقة عليها ها هنا اندب حظي بايام اصعب من ان اوصفها بكلماتي.
الدكتورة المراقبة عند اعادتي للسنة اخذتنا بمنهاج تطبيقي و اثناء وصولي الدور للتطبيق كان المفترض ان يكتب الطالب حكمة ما على السبورة لكي لا تكون المحاظرة مملة كتب:" فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الارض من قاضي السماء) ردت لي الجواب علمت ذلك و وصلت الفكرة.
وعند شرحها للمادة في كل محاظرة كنت الهي نفسي متقصدة عن الانتباه لها اما باللعب بالجوال او الكتابة والرسم على الورق لكي اتلاشى صوتها و ذكراها الاليم.
في يوم ما سحبت مني الورقة التي اكتب بها لاتلاشى الانتباه اليها و فد كان مكتوب - (قالت لاخي هي كابنتي فاجبتها في قرارة نفسي : لو امي كـ انتِ لشككت في قول الوسول وقلت بان الجحيم تحت اقدام الامهات) انفعلت جدا بحزن و ذهبت الى رئيسة القسم بشكوى ضدي.
بعد ان ذهبت لرئيسة القسم بطلب منها اردت ان تعرف ماذا كتبت للدكتورة المراقبة في الورقة لانها انهارت جدا و خرجت . قلت لها: لا اقول ماذا كتبت الا بعد ان اقبل في الدراسات   .
تخرجت من البكالوريوس وانا بالمستوى الاولى على الدفعةلكن بصراحة تفاجئت كيف اكون الاولى وانا لم اقرأ شيئا في المرحلة الرابعة حتى ضننت اني سارسب مجدداً لاهمالي الدراسي.
هنا بدأت قصة كفاحي للدراسات بعد ان رفضت معاون العميد اعطائي وثيقة تخرج معونة للدراسات العليا لان لدي سنة رسوب بالغش.
فقدت الامل و ذهبت لاعلى مكان في الكلية اردت ان القي بنفسي لاهرب من هذه الحياة غير ان الله عز وجل الهمني الصبر والسلوان.
رجعت خائبة و رميت شهادات الاشتراك في الكفاءة لاني لااحتاجها بعد الان.
انتهى شهر الثاني واصلت العمل في مدرسة اهلية يملؤها التعب والذل للكادر التدريسي وكنت اتحمل لاني بحاجة الى مبلغ ولو صغير لاعانت اهلي.
بقى للتقديم ثلاثة ايام و يغلق اخي محمد .. سألني سيغلق التقديم هل اكملتِ الاجراءات ، اجبته باني لا اريد الدراسة واكرهها لكنه رفضت و الح عليي ان اكمل فصارحته بما جرى لي في الكلية و رفضهم لتسليمي الوثيقة فاستشاط غصباً و في اليوم التالي ذهب بنفسه و بعد معاناة و رفض وجدال ذهب الى وزارة التعليم العالي ليأتي اليهم بكتاب يبين ان شروط الدراسات العليا لا تحتوي هذا الشرط التعسفي. اتى لي بالوثيقة و اكمل اجراءاتي للتقديم في اخر يوم ولحظات قبل ان يغلق التقديم.
بعد ايام ذهبت للامتحان التنافسي وانا مملؤة بالامل و الحزن ايضا
كان مقعد واحد فقط متاح للقبول العام في تخصصي و قد حصلت عليه .
لم ينتهي مشوار كفاحي هنا زادت همومي والامي
كان اليوم لي للدوام في الدراسات العليا و المحاظرة الاولى مع العميد و قد رأني بنظراته الحاقدة  اسشاط غضباً و قام ب
الصراخ علينا نحن طلبة الدراسات لسبب اننا متأخرون في موعد المحاظرة .. بصراحة كنت اعلم ان غضبه لم يكون سوى لاني قبلت في الدراسات العليا.
مرت الايام  بصعوبة فادحة حتى اكملت الكورس الاول وانا الاولى من بين جميع الطلبة ثم تخرجت من الماجستير و انا ايضا الاولى فلله الحمد والشكر وحاليا مدربة تنمية بشرية و طالبة دكتوراه و تدريسية في احدى الجامعات العراقية. كان عنوان رسالتي للماجستير على كفاح للطالب في ظل الضروف القاهرة وقد توجت بتقدير امتياز بفضل الرحمن.
لا انسى فضل الرب فله الحمد والشكر عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته.
كان اهداء رسالتي الماجستير بالرغم من انه رفض ( الى من جعلني نيزكا عندما اوشكت على السقوط اخي محمد.. وعليك السلام )

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 15, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ايروكاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن