/3/Glass & Box

1.3K 76 56
                                    


Play ur fav song🎧

//


"جسدي حساسٌ لِلغاية تجاه البرد." تحدث مُفسراً كثرة الملابس التي يرتديها .

أبتسمتُ على مظهرهِ قائِلاً "لم أكن سأسأل. ولكنك تبدو ظريف هكذا."

رَمقني بإنزعاج ثم رَفع يديه نافِخاً بِباطنها ، بَللت شفتاي مُحدقاً به .

هادئ ، لطيف ، مُتذمر أحياناً ، عَميق ، دافئ رُغم برودته .

"لما لا تَتحدث بدلاً من التحديق بي هكذا؟" قال لِيُخرجني من شرودي الذي يتعلق به .

"هل أزعجك؟" تسائلت مُقترباً خطوتان منه لِينتشل عيناه مني ويُحدق بالمدينة أمامنا بِعدم تركيز ، من على شُرفته .

"كان الأمر سَيُزعجني قبل أسبوعين. لكن الآن الأمر مُختلف." هَمس واضعاً يديه في جيوب مِعطفه ، إشارة لرغبتهِ في الإختباء .

لوي لا يَفصح عن مشاعره أو يتحدث عنها معي ، لكنهُ فعل اليوم ، ليس كُلياً لكنهُ فعل وأشعرُ بالإمتنان .

"شكراً لإخباري بِذلك لوي." شكرتهُ بِشفافية ، هو لا يعلم مَدى تأثير هذهِ الأقوال الصغيرة بي ، لا يعلم بأني فقدتُ الأمل بالحصولِ على قلبه .

"لا تُشكرني. أنا حقاً أريد إخبارك كُل ما أشعرُ به معك." تفوه بِنبرة هادئة ، لكن غاضبة في ذات الآن .

هو غاضبٌ على نفسه .

"سيأتي هذا اليوم. لا تَقسو على نفسك." أردفتُ واضعاً يدي على ظهرهِ الذي أرتعش فورما شَعر بِلمستي .

"صحيح. سيأتي هذا اليوم. ولكن متى؟ عندما تبدأ تشعرُ بالملل وترحل.." تَمتم بِتهكم .

لا أعلم إن كان خوفاً منه أن أسمع ، أو إنهُ يصدق هذا السيناريو التي قام بِتأليفه بكل تأكيد .

مررتُ يدي ماسِحاً على ظهرهِ قائِلاً "أنت لن تتركني حِينها."

أدار رأسهُ لي بإبتسامة جانبية "أنت تعلم منذُ الآن."

أبتسمتُ تلقائياً مجرد رؤيتي له يبتسم ، تأملتُ زَرقاوتيه
بِعُمق ، كم أود العيش بهما للأبد .

"ها أنت ذا." تَذمر بِخجل وأدار رأسه مُقاطِعاً تحديقي به .

"أحبُ عيناك لوي." تفوهت رافِعاً كتفاي لِيُعقد ذراعيه مُعيداً نظرهِ على المدينة التي لم تنام بعد .

"شفافٌ لِلغاية. كالزجاج." قال بِهدوء وأبتسم على تَشبيههُ لي.

"مُتحفظ لِلغاية. كالصندوق." أردفت ويُدير رأسه سريعاً إلي "صندوق؟" تسائل بِملامح مُتعجبة .

"أجل."

"لم يُعجبني." قال وعقدت حاجباي مُتسائِلاً "لما؟"

"لا أعلم." أجاب رافِعاً كتفيه .

"إنهُ يعجبني. حجمك صغير لِذا حجمهُ صغير كذلك." تحدثت بإبتسامة قصيرة لِيُدير جسدهِ لي بِغضب طفيف "وما شأن حجمي؟"

"الصندوق لا يَتسع إلا لِشخصٍ واحد." أجبتُ رافِعاً حاجبي الأيمن ، أرى ملامحهُ ترتخي عند إدراكهِ مَعنى حديثي .

"والذي تعتقده بأنهُ أنت؟" قال لِأومى بِعجلة "بالطبع أنا."

"تسه." خرجت من ثغره الساخر مُديراً جسده نحو الجزء المكشوف من شُرفتهِ من جديد ، بِتحديقات عشوائية مُهملة .

ملامحهِ أصبحت هادئة ، عُقدة حاجب طفيفة على جبينه ، يَقتضم شفتهِ السُفلى .

"إذاً سأذهب الآن." قلت مُحاولاً قطع شروده .

وبالفعل ألتفت لي بِحدقتي المُحيط تلك "أوه. حسناً."

أبتسمتُ بِخفة له لِيُبادلني الإبتسام بِتشتت لاحظتهُ بِوضوح .

أستدرت وقدماي تأخذ خطواتها خارج شُرفته ، تحديداً خارج شقتهِ لِشقتي المُقابلة له .

"هاري." صوتهُ خلفي يُنادي بي ، أخفضتُ يدي عن لمسِ مقبض الباب وألتفتُ إليه .

"أجل؟"

تحرك نحوي بِخطوات بطيئة .

بَلل شفتيه أمام عيناي .

ألتقط نفساً .

"أريد إخبارك بأن مهما كان حجمي كَصندوق. صغيراً أم كبيراً. أنت الوحيد الذي ستدخله، وإن كان يَتسع لأكثر من غيرك."





//

The end.

Hope u like it!

ily all. Be Close.

One Shots حيث تعيش القصص. اكتشف الآن