قيل لعلي أبن أبي طالب( عليه السلام )
أي حروف العربية أكثر نطقاً وأكثر كتابة؟
قال الألف ( أ )
فقيل له : أتستطيع أن تخطب خطبة بلا ألف ؟
فوقف خطيباً وقال :حَمِدتُ مَن عَظُمَت مِنَّتُهُ وَ سَبَغَت نِعمَتُهُ وَسَبَقَت رَحمَتُهُ وَ تَمَّت کَلِمَتُهُ وَ نَفَذَت مَشیَّتُهُ وَبَلَغَت حُجَّتُهُ و عَدَلَت قَضیَّتُهُ وَحَمِدتُ حَمدَ مُقِرٍّ بِرُبوبیَّتِهِ مُتَخَضِّعٍ لِعُبودیَّتِهِ مُتَنَصِّلٍ مِن خَطیئتِهِ مُعتَرِفٍ بِتَوحیَدِهِ مُستَعیذٍ مِن وَعیدِهِ مُؤَمِّلٍ مِن رَبِّهِ مَغفِرَةً تُنجیهِ یَومَ یُشغَلُ عَن فَصیلَتِهِ وَبَنیهِ وَ نَستَعینُهُ وَ نَستَرشِدُهُ وَ نُؤمِنُ بِهِ وَنَتَوَکَّلُ عَلَیهِ وَ شَهِدتُ لَهُ بِضَمیرٍ
مُخلِصٍ موقِنٍ وَ فَرَّدَتُهُ تَفریدَ مُؤمِنٍ مُتقِنٍ وَوَحَّدَتُهُ تَوحیدَ عَبدٍ مُذعِنٍ لَیسَ لَهُ شَریکٌ فی مُلکِهِ وَ لَم یَکُن لَهُ وَلیٌّ فی صُنعِهِ جَلَّ عَن مُشیرٍ وَ وَزیرٍ وَ تَنَزَّهَ عَن مِثلٍ وَ نَظیرٍ عَلِمَ فَسَتَرَ وَ بَطَنَ فَخَبَرَ وَ مَلَکَ فَقَهَرَ وَعُصیَ فَغَفَرَ وَ عُبِدَ فَشَکَرَ وَ حَکَمَ فَعَدَلَ وَتَکَرَّمَ وَتَفَضَّلَ لَم یَزَل وَ لَم یَزولَ وَ لیسَ کَمِثلِهِ شَیءٌ وَهُوَ قَبلَ کُلِّ شَیءٍ وَ بَعدَ کُلِّ شَیءٍ
رَبٌّ مُتَفَرِّدٌ بِعِزَّتِهِ مَتَمَلِّکٌ بِقُوَّتِهِ مُتَقَدِّسٌ بِعُلُوِّهِ مُتَکَبِّرٌ بِسُمُوِّهِ لَیسَ یُدرِکُهُ بَصَرٌ
وَ لَم یُحِط بِهِ نَظَرٌ
قَویٌ مَنیعٌ بَصیرٌ سَمیعٌ علیٌّ حَکیمٌ رَئوفٌ رَحیمٌ عَزیزٌ عَلیمٌ عَجَزَ فی وَصفِهِمَن یَصِفُهُ وَ ضَلَّ فی نَعتِهِ مَن یَعرِفُهُ
قَرُبَ فَبَعُدَ وَ بَعُدَ فَقَرُبَ یُجیبُ دَعوَةَ مَن یَدعوهُ وَیَرزُقُ عَبدَهُ وَ یَحبوهُ ذو لُطفٍ خَفیٍّ وَ بَطشٍ قَویٍّ وَ رَحمَةٍ موسِعَةٍ وَعُقوبَةٍ موجِعَةٍرَحمَتُهُ جَنَّةٌ عَریضَةٌ مونِقَةٌ وَ عُقوبَتُهُ حَجیمٌ مؤصَدَةٌ موبِقَةٌ
وَ شَهِدتُ بِبَعثِ مُحَمَّدٍ عَبدِهِ وَرَسولِهِ صَفیِّهِ وَ حَبیبِهِ وَ خَلیلِهِ
بَعَثَهُ فی خَیرِ عَصرٍ وَ حینَ فَترَةٍ وَ کُفرٍ رَحمَةً لِعَبیدِهِ وَمِنَّةً لِمَزیدِهِ خَتَمَ بِهِ نُبُوَّتَهُ وَقَوّی بِهِ حُجَّتَهُ فَوَعَظَ وَ نَصَحَ وَ بَلَّغَ وَکَدَحَ رَؤفٌ بِکُلِّ مُؤمِنٍ
رَحیمٌ ولیٌّ سَخیٌّ ذَکیٌّ رَضیٌّ
عَلَیهِ رَحمَةٌ وَ تَسلیمٌ وَ بَرَکَةٌ وَ تَعظیمٌ وَتَکریمٌمِن رَبٍّ غَفورٍ رَحیمٍ قَریبٍ مُجیبٍ وَصیَّتُکُم مَعشَرَ مَن حَضَرَنی بِتَقوی رَبِّکُم وَذَکَّرتُکُم بِسُنَّةِ نَبیِّکُم
فَعَلَیکُم بِرَهبَةٍ تُسَکِّنُ قُلوبَکُم
وَخَشیَةٍ تَذری دُموعَکُم وَ تَقیَّةٍ تُنجیکُم یَومَ