الفصل الأول
لا أعلم من اين ابدأ قصتي هذه، حتى أني لا اجيد الكتابة فلم اتعلم الكتابة في صغري ولكن ساكتبها لانه من الصعب التعبير عن ما في مكنوني فكلمات هذه المذكرة ستعيش الى الأبد.
في بيت خشبي في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين كنت أعيش مع والدي بقرية ريفية قرب العاصمة، لا أتذكر كل شيء فلقد كنت في عامي التاسع، سأحدثكم قليلا عن ابي، لقد كان رجلا طويلا مربوعا، حاد الملامح، قوي البنية، وقد كان من الأبطال الذين شاركو بالحرب العالمية الأولى وقد تقاعد بعدها تحديدا بعد وفاة والدتي وكنت نجله الوحيد منها . والدي العقيد ادولف رجل مضطرب فاثر الحرب ووفاة والدتي قادوه للجنون قليلا حتى انه ببعض الليالي يستيقظ فجرا ويبدأ بالبكاأ وينادي بصوت امي، وأحيانا تأتيه نوبة غضب فيبدأ بضربي وتحطيم منزلنا الخشبي المهترئ ولكنه سرعان ما يهدأ ويبدأ بضمي اليه والاعتذار ووعدي بأنها ستكون المرة الأخيرة له. أردت تصديقه في وصدقته كل مرة فعلها. في بادى الأمر كنت اغضب واتالم ولكن سرعان ماتعودت على ضربه المستمر حتى انه لم يعد يؤثر بي مطلقا، كنت سعيدا لان هذا يخفف عن كاهله قليلا.
حينما بلغت الخامس عشر من عمري بدأ ابي بالإدمان على الكحول حيث كنت انا من يعتني بمزرعتنا، أقوم صباحا اسقي الزرع واقص الحشائش واعطي بعضا منها للدجاج والأبقار واغير دلو الماء لهم. لم أكن سيئا في رعاية المزرعة ولكن كان ابي يملك بصيرة وفطنة في الاعتناء بالمزرعة لأنه ورثها من جدي. وفي يوم من الأيام استيقظت على صياح الديك في صباح ضبابي يحمل الشئم في ضبابه، غسلت وجهي و بدأت بتفحص الحيوانات ولكن ما لم يكن بالحسبان هو موت عنزنا الاسود الوحيد، في البداية يجب ان اخبركم ماذ االذي ب عصر الامس ذهبت الى الغابة لارئ صديقي الوحيد قونتر، قونتر هو صبي بسني تقريبا لديه طلاسم على جسده وهو يعيش مختبى مع جده اعدم والديه لانخراطهم باعمال السحر حيث يقولون من في القرية انه والده كان يجر عنزا اسود وفوقه زوجته العارية والطلاسم تملا جسدها عملهم هذا بث الرعب في أهالي القرية وخافوا ان تحل عليهم اللعنة وطلبوا من الكنيسة البروتستانتية ان تتكفل بامرهم وبالفعل قيل انه اتو ٤ رجال من الكنيسة واخذوهم لها، كثرت الشائعات عما حل بهم قال البعض انهم حرقوا وقال البعض انهم سجنوا وتم استجوابهم بينما كان هناك شائعات قليلة تقول انهم هربوا. اكثر ما اقلقني في الموضوع هو كيف سيعيش قونتر وهو لا يدري بمصير ابويه، في ذلك اليوم اليوم السابق لموت العنز ذهبت الى الغابة ووجدت قونتر في مكاننا المعتاد بدانا بالحديث وكان قونتر شاب قليل الحديث وغريب قليلا حتى انه ببعض الأوقات احس انه عديم المشاعر، بدات بالحديث عن ابي حيث انه يكثر بالشرب دائما ويضربني كثيرا وفاجاني بمقاطعته بوجه الشاحب الحاد هل تريد التخلص منه؟ رردت عليه بعد ان دفعته اتمزح معي أيها المعتوه فرد بكل برود قائلا: لا احتاج الا لشيئ واحد فكر جيدا واخبرني اذا احتجت مساعدتي تركته وعدت للمنزل وانا افكر بما قاله. وحينما وجت عنزنا مقتولا بالصباح امتلائتني مشاعر الخوف والغضب كنت خائفا جدا فلا اعلم متى سيرجع ابي ولا اعلم أيضا ان كان هناك مكروها سيحل به، مع سرحاني بالتفكير عاد ابي من مركز المدينة واثار الشرب واضحة من ترنحه ولا اعلم ما قد يفعله بي، بدأت بالركض لمنزل جارنا العم روبرت وكان العم روبرت يعيش مع عائلته المكونة من ابنته وزوجته استقبلني بملامح استغراب فبدأ بتهديتي واخباري بان الأمور ستكون على ما يرام اتى ابي وطرق باب منزله بشدة وهذا ما اثار قلق عائلته فاخذ بندقيته وخرج لأبي، سمعنا أصوات صراخ وبدأ هذا الصراخ بالتعالي، لم اعلم ما ذا افعل ولكني لم ارغب بالتسبب بالمشاكل للعم روبرت لذا قررت مغادرة منزلهم وحينما ما فتحت الباب رأيت العم روبرت وأبي يشتبكان بالأيدي فصرخت أبي! أنا هنا هيا بنا لنغادر رد علي قائلا بتلعثم: ما الذي اخبرتهم به يا أيها الشيطان في البداية قتلت عنزنا والان قاطعه العم روبرت ليس خطأه انه لم ترد انجابه يا ادولف رد أبي: هذا ليس من شأنك تعال يا جون لنعد للمنزل، وقع هذه الكلمات علي كان قويا احسست بصداع قوي وكان السماء تضغط على راسي وعيني يسيل منها الدمع وامسحه كي لا يراه ادولف حيث كان بجانبي ونحن نسير حيث بدا مستاءا ، انتظرته بكل حرقة ان ينكر ما قال العم روبرت ان يخبرني فقط ولو كذبا بانه ارادني بانه يحبني بانه يهتم بي.
فتح أبي الباب وقال لي ادخل بصوت ملئ بالحزن، سارعت بالدخول وذهبت لغرفتي وأقفلت الباب ولكنه لم يوقفني او يقل لي شيئا. انتظرت لعدة دقائق في غرفتي الضيقة البائسة وصوت صرير انفاسي مزج مع صوت الرياح الداخل من النافذة لم اعلم ماذا يخبئ لي القدر ذلك اليوم، قاطعتني طرقات الباب وصوت ابي الهادئ تعال يا جون لنتحدث في صالة المنزل، ترددت بالخروج ولكن من الواضح بأن أبي العطوف قد عاد لسجيته، فتحت الباب وذهبت اليه فوجدته متكأ على كرسيه الخشبي وبيده سيجارة والموقد مشتعل امامه، جلست على الأرض بالقرب من الموقد وبدأت بالاعتذار عن خطائي فرد هذا ليس خطأك فأنا من عليه الاعتذار فأنا لم اكن بالأب الجيد في السنوات الأخيرة حتى اني اخلفت بوعدي لوالدتك بأن احسن تربيتك واعطيك الحياة التي تستحقها، اقترب ابي مني وقبل رأسي واخبرني بان الأمور ستكون على ما يرام. بادرته بالمثل فقال لي هل تريد ان نغني يا ابني رددن علي بكل بهجة بالتأكيد، اخذ عوده الباروكي القديم وبدأنا نغني:
"الشتاء القاتم الكئيب اتىىى
يلين ورد البالجوني ببردهي
تعال يا صوفي نتعانق هنا
ونصمد ليلة الشتاء القاتمِ
...
وساقي اشجارنا قد اتى
و طيورٌ امامي اغتنـــــت
باسمك الجميل من منقارها
وهذا البالجوني هديتي لكي
لكن لافرحة لي يمكنهم احضارها
...
مالم تكوني حاضرتا معي"
حينما انتهى من العزف على العود قال لي بحزنن شديد ما قاله روبرت صحيح فأمك صوفي هي من ارادت انجابك وقد كنت معارضا ولكنها أصرت فوافقت من اجلها، انا اسف جدا يا بني فانا لا أزال احبك رددت عليه بغضب : "اذا لماذا تعاملني بهذه الطريقة القذرة لماذا اخبرتني بهذه القصة اللعينة الان ، ليتك انت من فارقت الحياة وليست امي" ، عدت لغرفتي واخذت دموعي بالهطول وكأنها تسابق قطرات المطر الساقط الى نافذتي المكسورة مثل قلبي بعد ان سمعت كل هذا، نمت بعضب تلك الليلة واثناء نومي راودني حلم غريب كنت بمنتصف بحيرة وامامي والدتي اردت ان مناداتها انا أرى شكلها او اسمع صوتها ولكن لم استطع القيام باس شيئ بعد ثوان التفت التفت الي واقتربت قليلا وبدأت بصب دم على راسي استيقظت سريعا وانا اشعر بالهلع والتعب الشديد كانني لم انم ابدا ذهبت الى ابي لاتفقده وبينما انا ذاهب الى غرفته رايت باب المنزل مفتوحا استغربت قليلا وذهبت لاقفله وحينما اقفلته وجدت ابي جثة هامدة اما الموقد والدم ظاهر من رقبته، لم اتمالك نفسي وبدات بمناداته ابي ابي ارجوك استفق ابي لا تتركني فانت كل كم لدي ابييي وحينما وضعت يدي على صدره واحسست ان نبضه توقف هطلت الدمعة الأولى من عيني، وجدت بعدها ورقة كتب بها " يمكنكما شكري لاحقا".
YOU ARE READING
جسد بروحين
Mystery / Thrillerالقصة تتحدث عن مذكرات شاب يعيش مع والده في الريف في العقد الثالث من القرن العشرين وكيف ستتغير حياته بنهاية الفصل الاول من القصة وستناقش ايضا ظاهرة جدلية منذ عقود او حتى قرون نوقشت في جميع الأديان وهي ما ستعرفونه بالفصول القادمة ملاحظة: ثاني قصة اك...