"لقد فقدت شخصا ً واحداً لماذا يبدو العالم فارغ هكذا ؟"

201 24 13
                                    

هذا ما دار في عقل ايرا و هي تنظر بعيون تائهه الى القمر..ايرا فتاة تبلغ من العمر ال٢٠..اعتادت ان تكون مرحه مشرقة و مصدر بهجه و راحه لجميع من حولها..اعتبرت ان لديها الكثير من الاصدقاء لم يختلف مصطلح الصداقه عن العائله كثيرا في نظرها..تدرس الفنون في خارج بلدها..مرت ايرا بمرحلة صعبه لم تعلم من اين اتت ولا لماذا هي! ولا الذي فعلته لتعيش كل هذا؟ ..و بدأت افكارها تتغير تدريجياً..اصبحت هادئه علي غير العاده منطفأه قليلا..لا تعبأ بمن ترك حياتها..فهي ربما تظن انهم محقون بتركها..و ربما هي..فقط لا تعبأ!
اقتحم الظلام حياتها ف بدأت بالبحث عن شيء تلجأ اليه دون ان تعلم!
قد وجدت شخصاً لا تعلم عنه سوى شكله..مهلاً انه هو..من ايام مرحلتها المتوسطه لقد اعتادت سماع صوته..اعتادت معرفته ولكن اين هو الان؟
روبين..ايدول قد عرفته ايرا في ايام طفولتها..كانت هذه المرحلة مظلمه في حياتها حتي انها تتجنب ذكر اي شيء عنها..لما هو يظهر فقط في الايام المظلمه..كالقمر تماما ف هو يضفي علي السماء المظلمه دفئا و سحراً خاص
من الاشياء القليله التي اصبحت تسعدها هو وجوده معها..كانت تعاني من الارق و لكن دفء صوته و الطمأنينه التي يبثها جعلتها تنام بعمق..كان صوته يشعرها و كأن شخصاً ما يلعب في خصل شعرها القصير و يغني لها تهويدة ما قبل النوم..
اصبحت تجد طمأنينتها في كلماته..فكرت لما غابت كل هذه السنوات..
قد لجأت له ليصبح صديقها ليسمع صمتها و يشعر أنفاسها الخانقه..ربما هي فقط وسيلة للهروب من واقع ان البشر يرحلون..هي تعلم انه لن يتركها يوما و ربما يتواصل معها يوما ربما يحدث اي شيء الا انه قد يرحل كما رحل الاخرون!
بدأت حياتها شيء ما يتداخل البريق في ظلمتها التي لم تعتد عليها بعد!
في يوم ما استيقظت لتبدأ يومها برؤية الساعه و ضحكته التي هي بداية مثاليه لليوم!
بدأت بتصفح الاخبار..وجدت فتاة لم تعلم عنها سوى اسمها و ضحكتها المشرقه..يقولون انها رحلت بعد صراع مع الاكتئاب! تمنت لها ان ترتاح روحها و تمضي في سلام..
و لكن مهلاً ! بدأت صور روبين باقتحام الاخبار بجانب صورة الفتاة حتي انها ظنت انهم ربما كانا يتواعدان و هي لا تعلم.. بدأ التوتر يتخللها ببطء ..ماذا يحدث؟ ما هذه التواريخ؟ لما صوره في كل مكان؟ انه ليس و كأننا في خضم عودة !
حتى رأت صورته! انها ابتسامته التي طالما ما علت وجهه! بدأت الدموع تتساقط من عينيها..هي لا تعلم ماذا يحدث ..هل هي مازالت تحلم ..صرخ صوتها بداخلها ماذا يحدث!!! لما الصوره محاطه بالورود؟ لما الصوره ليست و كأنها في جلسة تصوير ؟ لما هي في اطار؟
ضحكت و هي تبكي .."انه بالتأكيد حلم..انا اعاني من الضغط هذه الايام و اظن ان هذا حلم ..انه كابوس.."
بدأت تهمس لنفسها "سينتهي سينتهي كل هذا سينتهي استيقظي فقط استيقظي!" و لكن اليوم مضى..و يوم اخر مضى و هي مصره على عدم ترك سريرها حتي تستيقظ!
استسلمت للامر الواقع..
كان هناك فستان من الدوام الماضي للجامعه..ارتدته ..مع حذاء  وجدته امامها حتى انها لم تنظر للطقس !
راحت تمشي في شوارع المدينه التي احبتها دائما و التي تبدو و كأنها موحشه..تبدو و كأن كمية ضخمه من الدخان الغير مرئيه قد اجتاحتها ..ربما هي فقط أنفاسها ولكنها لم تعد تتحملها ..تنظر بعيون تائهه و تفكر.."لقد فقدت شخصاً واحداً لما يبدو العالم و كأنه فارغ هكذا!.. لما لم آتي باكراً لما غبت كل هذه السنوات ماذا كنت افعل ؟ ماذا كان اهم من هذا؟ هل بإمكاني استعادة هذا الوقت..انتظر! ف أنا ما زلت اريد ان اشاركك يومي و لحظاتي حتي و ان لم تقرأها..اريد الاستماع ل دفء صوتك و لكلماتك ..اريد الدفاع عنك و اريد عناقك.. كيف ترحل عني هكذا..و لكني انا من رحلت اليس كذلك؟ ربما لو كنت موجودة وقتها.."
صرخت "كيف لي ان اضيع وقتي الثمين معه" و اصبح صوتها اضعف و هزمتها الدموع و خانتها رجليها لتقع في منتصف الشارع الذي قد سارت اليه و هي لا تعلم اين هي او ماذا جاء بها الي هنا.."كيف لي ان لا اعلم اني لن اراه مجدداً..كيف لي ان اعلم ان هذه كانت الضحكه الاخيره ..التحديث الاخير..الاغنيه الاخيره..لما لم ادرك هذا سوى الان..لما اهدرت وقتي معه! غبيه.."
في لحظة ايرا الضعيفه قد جاءت سيدة عجوز ترتدي عباءة قديمه مرقعه.."يا ابنتي ..لما تبكين؟."
نظرت ايرا بضعف الي السيده التي تحمل في يديها سلة ورود حمراء و التي بشكل ما ذكرتها بضحكة روبين النقيه ..ف استمرت دموعها ف الانهمار..ثم ابتسمت لها برفق "اسفه.."
نظرت العجوز بنظرة تحمل معنى غريب اليها و قالت لها بعطف و هي تعطيها ورده من السله "لم يفت الاوان بعد..حاولي مجددا"
"قد فات الاوان.."
ابتسمت العجوز و لم تقل شيء و تركت الورده في يد ايرا و ذهبت..
ظلت ايرا ممسكه بالورده برفق و كأنها تحمل شيء ثمين في يدها..ان هذه الورده لسبب ما تذكرها بضحكته و كأنها تراه
رجعت ايرا بروح خاويه الي سكنها تحديداً الي سريرها التي ارتمت عليه منعدمة القوى و سقطت في سبات عميق..

شتائي الدافئ 💙✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن