كابوس

7 0 0
                                    


ها انا اقف على الجسر الملون المضيء احمل طفلتي الصغيره و أراقب المارة  في انتظار ساعه النهايه .. ارى ذلك الرجل العجوز الفقير يبتسم لذلك الطفل المدلل وهو يعطيه البالون ، اتسأل لماذا يبتسم بائع البالونات هذا ؟ لماذا هو سعيد بحياته ؟ هل رضي ان ينقضي عمره هكذا ؟ كيف استطاع ان يعيش سنواته الطويلة مع الفقر والذل ؟ لماذا لا يثور مثلي ؟ ... ارى تلك الفتاة الشابه بثياب الخادمه وهي تمسك أغراض تلك المراه الغنيه وأتسأل لماذا رضيت تلك الشابه بهذه الحياه ؟ لماذا لا تثور مثلي ؟ ... ارى ذلك الرجل ينظف الطريق والأطفال يسخرون منه ، لماذا رضي ان يعيش هكذا لماذا لا يثور مثلي ؟ .... هل انا افكر بطريقه مختلفه ؟ هل انا العاقله ام المجنونه ؟ .. لم يعد الان يهمني شيء فساعة النهايه قد حانت سأترك خلفي هذا العالم المجنون سأنقذ ابنتي منه... فالحياة كابوس نستيقظ منه بالموت ...

ما زالت الساعه الثامنة مساءاً وما زال امامي سبع ساعات قبل ساعة النهاية ، الجو ربيعي جميل والنَّاس حولي سعداء وكأن الحياة تخبرني انني احزن مخلوقاتها .. اقتربت مني طفله صغيره بفستان جميل وحذاء لامع كانت الابتسامه تشق وجهها ، تبدو طفله سعيده تأملت ابنتي الرضيعة بوجهها الأزرق و ثيابها الباليه انها حتى لا تملك حذاءً ...تأملت انعكاسي في زجاجه نافذه بائع الحلوى انا أغطي وجهي بكمامه فانا لا املك القوة على خلعها منذ ذلك الحادث اللعين الذي ادى الى تكسر أسناني الاماميه لم املك المال للعلاج ومن يومها تخلصت من جميع المرايا في بيتي وأصبحت أغطي وجهي عند خروجي خوفاً ان انظر الى انعكاس وجهي في احد المرايا، خوفاًان اصرخ امام الناس ، خوفاً ان اسقط منهارة من شكلي ،انا لم أجرؤ ابداً على خلعها ... ما زلت أتأمل نفسي انظر الى ثياب الرجال التي ارتديها، نعم انا ارتدي ثياباً رجالية وأغطي شعري بقبعه بعد ان قمت بحلقه كان شعري طويلاً جداً كان اجمل شيء لدي لم يعد يهم شيء الان فانا لا اريد ان الفت النظر لي قبل ساعه النهايه ... انا اشعر بالجوع لا املك المال لشراء الطعام حتى لو كنت املك المال  لما اشتريت  فأنا لا ارغب بشيء من ملذات الحياة قبل ساعه النهايه ...لقد سرقت مني الحياة كل شيء سرقت طفولتي سرقت أحلامي سرقت طفلتي وهاي تسرق شبابي... لقد سرقتني مني ..................

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 10, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كابوس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن