صولجان ملك الجان "بقلم مني حارس"

49 2 0
                                    

لقد عشت سنوات طويله وسنين في رعب كبير وفزع شديد ووهم ، هل تعرفون أنا أعرف بأنني جبان جدا رغم كل شيء ، أنا لست ذلك الشاب القوى العضلات أبدا بل أنا هش ضعيف من الداخل ، والسبب هو جدي سامحه الله ورحمة وغفر له ، بدأت قصتي عندما كنت صغيرا في مرحلة الأبتدائي ، كنت اعتقد أن بيت جدي مسكون بالأشباح والأرواح الكثيرة كنت أسمع دوما كلمات أمي وهمساتها لأبي عندما يطلب منها أن نذهب لزيارة جدي ، كانت تردد تلك الكلمات أنا أخاف من أبيك الدرويش ، أخاف أن يؤذيني فهو لا يحبني ، كنت لا أفهم فجدي ليس أسمه درويش بل أسمه " مسعود " ، الشيخ مسعود كما يسميه الناس ، كنت أذهب له نادرا ،وكنت أسمع صرخات النساء والرجال تصدر من غرفته ، وكنت اتلصص عليه من الشارع الضيق فكانت الشقة السفلية هي شقة عمله ، والمنزل مكون من طابقين ويسكن بالطابق العلوي ،  كنت أرى من فتحات الشباك النساء وهي تصرخ  والرجال يسقطون على الارض ، ويحضر جدي عصا شكلها غريب ويضربهم ثلاث ضربات على رؤسهم ، وبعدها يفيقون ،  لم أزور جدي كثيرا بسبب أن أمي كانت ترفض .

وفي أحد الأيام حضر جدي لمنزلنا وحدثت مشكله كبيرة مع أمي وأبي  كنت لا أعرف ولكن أعتقد بأنه كان يريدني وسمعته يقول لأمى بأنهم أختاروني لتلك المهمة  صرخت أمي وقالت لن تأخذ ابني منى ، وخرج جدي غاضب وهو يردد لا أحد يقول لهم لا عندما يختارون أحد ، وثاني يوم مات أبي وأمي في حادث ،  وذهبت للعيش مع جدي فلم يكن لي أحد غيره ، ذهبت المنزل ووقتها لا ادري شعرت بشيء غريب وعدم الراحة للمكان  أبدا ،  كنت خائف جدا ولا اريد الجلوس مع جدي ولكن أين سأذهب ، في أول يوم أحضر جدي نفس العصى الغريبة التي يضرب بها الناس على رؤوسهم وضربني ثلاث ضربات وبعدها ابتسم ، ولم يتكلم لا افهم شيء كنت وقتها في التاسعة من عمري ، تركني جدي ولم يحدث معي ، وجعلني أذهب لمدرستي .

كنت أهرب من منزل جدي والعب في الشارع مع اصحابي ، وفي يوم عدت للمنزل وكان مدخل المنزل مظلم كثيرا ومرعب ،  كان الوقت متاخر وحتى الشارع الخلفي للمنزل كان مظلم بطريقة غريبة ، قررت الصعود ، ولكننى كنت خائف ناديت على جدي  برعب ، لم يرد علي وصلت الى باب الشقة ، وكان الباب مغلق ، اخذت ادق الباب  وانادي على جدي لم يفتح احد وهنا شعرت بالهواء البارد من حولي مرة واحدة ، كنت اشعر أن هناك من يقف خلفي و يتنفس خلفى ، التففت ببطىء وانا ارتعد وقلبي يدق بسرعة واعتقد بأنه جدي ، ولكن رأيت عيون حمراء  في الظلام ، فصرخت بهيستريا ،وبعدها فقدت الوعي .

أستيقظت وكان جدي يجلس على كرسي امامى ويمسك نفس العصى الغريبة وقال لي لماذا تاخرت بالخارج ، قلت له كنت ألعب ، وقتها قال لي جدي لا تتأخر بالخارج مرة أخرى ، وضربني بأعصى على رأسي ثلاث مرات ، شعرت بقشعريرة في جسدى كبيرة ، لم اقل لجدي شيء عن العيون الحمراء لانني كنت خائف منه ،  وقتها أصبحت أحلم أحلام بشعة وكوابيس كثيرة ،  عشت مع جدي ثلاث سنوات في رعب ، كنت أخاف الذهاب للحمام ليلا فأبلل فراشي أحيانا وكانت هناك أمرأه عجوز تنظف المنزل كل إسبوع وتعد لنا الطعام ،  كنت ارى الكثير من الاشياء الغريبة التي يحضرها جدي ، ولا أجرؤ على فتحها لان جدي حذرني من لمس أشيائه ، الكثير من القرون والحوافر واكياس دماء كنت أراها مع جدي ولم أتكلم ، كنت أحبس نفسي في غرفتي معظم الوقت ، وفي احد الايام دخل جدى الغرفة وقال لي بانه يريدني الآن في الأسفل في الغرفة التي يعمل فيها ، كنت خائف لا أعرف ماذا يريد منى ، ولكنني ذهبت معه وكانت الغرفة فيها سيدة ورجلان وأجلسنى جدي على احد المقاعد وسمعته يقول لهم ، بأنه سيحضر لهم روح ابنهم ، اخذ جدي يردد بعض الكلمات التي لا افهمها وهو يرفع العصى وبعدها فقدت الوعي لا أتذكر شيء ، عندما فتحت عيني كانت المرأة تنظر لي بذهول ورعب وتبكي ، وكنت أنا متعب جدا مما حدث ، وقال لي جدي أن أذهب لحجرتي ، كنت لا أستطيع السير وأشعر بالضعف لا أعرف ماذا حدث لي ، تكرر ذلك أكثر من مرة وكنت أشعر بالضعف في كل مرة ، لا أعرف ماذا يحدث وماذا يفعل جدي لي ، وكنت خائف من جدي ، استمر الحال حتى بلغت الثامنة عشر من عمري حصلت على دبلوم التجارة ، لم أكن متفوق بالدراسة ، وقتها قررت ترك جدي للأبد لأنني بدأت افهم كان جدي يستخدمنى كويسط روحي يسحضر به أرواح الموتى من خلال جسدي .

قررت أن ارحل ، خفت أن أخبره يؤذيني  ولكن كنت أريد معرفة سر تلك العصى التي يستخدمها دوما ، اخبرني بأنها صولحان الجان كنت لا هم ما معنى الكلمة ، قال لي من خلالها يتحكم بالجن ، شعرت بالرعب اكثر ، وقررت الرحيل ولكن لم استطع فلقد منعني جدي ، لن استطيع قول كيف منعني في الحقيقية .

المهم جلست ثلاث سنوات اخرى مع جدي ، حتى مات جدي يوما ، وقتها لا اعرف هل انا حزين ام سعيد لموته ، بعد دفنه لن اذكر شيء عن تلك الليله ايضا لانها صعبه على نفسي ، وقتها تركت المنزل بما فيه ورحلت ، ذهبت لمحافظة اخرى لاعمل هناك وابدأ من جديد ولكن مازالت الذكريات تطاردني والأحلام والكوابيس ، غير إنني أرى اشياء لا يراها احد غيري لا أعرف هل هذا بسبب جدي أو عصاه ، ولكنني أحاول التأقلم ذهبت لأحد الشيوخ في مسجد قريب وحكيت له قصتي ، أخبرني أن أستغفر الله فهو غفار لكل الذنوب وليس لي ذنب فيما حدث لي ، ووصاني ببعض الآيات القرآنية والالتزام بها والبعد عن المعاصي  والذنوب وأنا أفعل ذلك وأحاول قدر المستطاع،  لم أفكر يوما بالرجوع لمنزل جدي وعرضته للبيع  ، ولكن لا أحد يشتري المنزل منذ سنين .

🎉 لقد انتهيت من قراءة صولجان ملك الجان "بقلم مني حارس" 🎉
صولجان ملك الجان "بقلم مني حارس"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن