2؛ قاع البئر

21 4 8
                                    

«•°•°•°•»
.
.
.

ما تعلمته من الصعاب التي واجهتها ، كان أن الناس يولدون ، يؤذون بعضهم البعض ثم يموتون .

ليس هناك مغزى من كرههم تجاه بعضهم البعض ، أو حقدهم على بعضهم أيضا .

و كطفل لم يتجاوز السادسة من عمره لم أفهم لماذا .

لم قد يمقتون شخصا لأن لديه عيبا ؟
أو لأن لون بشرته مختلف ؟
أو حتى لطريقة عيشه ؟

كل شخص يملك عيبا بل عيوبا و هذا شيء مؤكد إذا لم يستنقصون بعضهم البعض ؟

كبرت الآن و لازلت لا أعرف الإجابة .

لم أحقد يوما على والدي ،إن صح تسميتهما بوالدي أصلا .

لأنني لولاهما لما كنت قد أصبحت مسلما بفضل جدي .

جدي كان الشخص الوحيد الذي أحببته من كل قلبي بعد أخي .

ولكنني قليلا ما علمت أن الحياة كانت لتسلب مني كل شخص أحبه .

توفي جدي ، و رمانا أعمامنا في الميتم .

حيث لم نعرف فرحا و لا نقطة ضوء منه .

كانت حياتنا عبارة عن أبيض و أسود .

لكن و رغم كل شيء ، كنت في داخلي موقنا أن الأبيض ليس لون السلام و الأسود ليس لون الظلام .

البياض لم يكن يوما عدوا للسواد

كان كلاهما يجريان ليلتقيا في نقطة واحدة هي اللون الرمادي ، الذي كان أسوء منهما .

حين تحولت حياتنا إلى رمادية أصبح كل شيء متماثلا ، الفرح و الحزن و الكآبة و الٱحباط كلها أصبحت شيئا واحدا .

كل أيامنا متماثلة بأفراحها البسيطة التي اندثرت و حزنها العميق الذي كفر ندوبا في قلوبنا .

كانت تلك النقطة بمثابة دوامة لا مخرج منها .

و كأن ورقة الخريف في قاع البئر ، و تغلغل الماء في عروقها حتى أتلفت .

.
.
.

« ᵉᶜᶜᵉᵈᵉⁿᵗᵉˢⁱᵃˢᵗ »

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 18, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

eccedentesiast حيث تعيش القصص. اكتشف الآن