قدر فتاة

33 5 2
                                    

حكايتنا مع فتاة غلبانة كانت في طيبتها ملهاش مثيل بس الدنيا غلبتها ولطمتها حبتين ونصيبها جه مع واحد مش بيقدر الست ولا يحترمها ولا بيقدر قيمتها ولا بيعملها  اعتبار وبدل ميصحيها  علي صباح الخير بيقومها علي إهانة وضرب من غير ما يراعي مشاعرها او يحترمها وكإنها عبدة او الجارية اللي امو جبتهالو عشان بس تخدمو وتخلفلو عيال وخلاص وهي يا عيني عليها غلبانة لا حول ليها ولا قوة اتجوزت واحد مفتري بيصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة .

وفي يوم تعبت وبعدها عرفت انها حامل وبطيبتها افتكرت انو هيعاملها كويس حبتين بس طبعا زي ما هو متغيرش وعايش في دور سي السيد وكإن قلبه انتزعت منو الرحمة ويوم بعد يوم وقساوته بتزيد والست الغلبانة دي يا عيني عليها مش راحمها من إهانة إلي ضرب وهي مستحملة .

وفي يوم كانت قاعدة مع جارتها وبتشكيلها همومها فبتقولها ايه اللي مصبرك علي الهم ده ما تطلقي وترتاحي قالتلها يا ريت لو كان بإيدي بس مليش حد ومكنش عندي حد غير امي هي ماتت بعد مجوزتني بإسبوعين فمقداميش غير اني استحمل وارضي باللي ربنا قسمهولي .

وعدت الايام والشهور فجأة صرخة جامدة في عز الفجر قام جوزها من جمبها مفزوع لقاها بتولد جبلها الداية ولسانه مبيقولش غير كلمة واحدة ي رب ولد وفجأة صوت عياط طفل برئ فابتسم للداية وقالها ولد هه صح فقالتلو مبروك جاتلك بنت زي القمر فسكت ووشو اتملي بالغضب وقال بنت ايه انا عايز واد وقام رازع الباب ونزل من غير ميطمن علي مراته حتي وهي في اودتها سامعة وبتبكي من الوجع جانب ومن جوزها جانب تاني وبعدين بنت لبنتها وابتسمت وضمتها لحضنها ودعتلها ربنا يحفظك يا بنتي ويهدي ابوكي لجل خاطرك.

بعد فترة جوزها اتقبل بالامر الواقع وان بقا عنه بنت لكن قلبه لا يزال به القسوة والجفاء فلم يحنو او يعطف عليها او يضمها اليه فكان قاسي القلب ومعاملته لمراته زي ما هي متغيرتش من إهانة إلي ضرب وبعد فترة مراته حملت تاني وفي خلال حملها التاني ضربها وكان الضرب شديد فمات الجنين وهو يادوب حتة لحمة حمرة في بطن امو ومش بس كده نتيجة ضربه ليها اثر عليها وحرمها من الخلفة نهائيا.

وجوزها مش فارق معاه كل ده ولا فارق معاه انه السبب في حالتها الصحية السيئة وكان كل اما يشوفها يعايرها بعدم قدرتها علي الخلفة رغم أن هو السبب في كل ده وهي مستحملة عشان خاطر بنتها.

وبعدها بمفيش راح اتجوز عليها واحدة تانية بحجة انه عايز يجيب الواد وبعد فترة مراته الجديدة حملت وجابت لسيتو الواد وبقت تسلطه كمان علي مراته الأولي وهو بقا فين وفين لو أداها قرشين تمشي بيهم حالها هي وبنتها الغلبانة وكإن مخلفش الا الواد وهي ملهاش اي قيمة.

وعدت الايام والشهور وبنتها كبرت وتمت ٣ سنين وامها شايفة بنتها بتكبر قدام عنيها ومصاريفها بتزيد وابوها الشح نزل عليه ومبيصرفش عليها
فقررت تشتغل في البيت في الخياطة والتفصيل وفعلا اشتغلت وربنا كرمها وبقت تكسب مبلغ مش بطال مكفيها هي وبنتها .

وفي يوم جوزها صاحي من النوم ومراته كانت قاعدة علي المكنة ومن غير أسباب قام ضربها والبنت ي عيني شايفة المنظر ده وكانت ماسكة عروستها وبتعيط وابوها بصلها وزعقلها بس يا بت صدعتيني وشدها من ايدها ورمي عروستها
فجريت عليها امها وخدتها في حضنها وهي بتردد بصوت خافت منك لله يا ظالم ربنا ينتقم منك
لكن الست بردو كانت مستحملة وراضية عشان خاطر بنتها وصغيرة علي الراجل اللي اتنزعت من قلبه الرحمة وصابرة علي ظلمه وتفرقته بين بنته وابنه فكانت معاملته لابنه دلع وتلبية سريعة للمطالب اما بنته كان معها أشد قسوة وجفاء
لكن امها كانت بتحاول توفرلها الحب والحنان اللي ابوها كرمها منهم في وجوده .

ويوم ورا يوم وبنتها بتكبر فوصلت إلي الاعدادية وكانت مجتهدة والمعلمون يثنون علي ذكائها لكن في نفس الوقت كان دايما قلبها مليان بالحزن والألم فهي كانت بتشوف ابوها وهو بيضرب مامتها  وده اثر عليها نفسيا
وفي يوم كانت راجعة من المدرسة بقا ابوها بيزعق جامد وبيمد ايده علي مامتها وبكل براءة وقفت قدام مامتها بتحوش عنها فقام زقها ورماها بايده جامد علي الأرض وكانت ضربة شديدة فالبنت اغمي عليها ومبقتش بتتحرك وامها فضلت تصوت ااااه ي بنتي
ومنك لله يا ظالم وأبوها بلم كده وسكت وبعدين خدوها المستشفي والدكتور قال ان جالها شلل ومش هتقدر تتحرك وامها بصوت عالي تبكي ااه يا بنتي
ومنك لله اشوف فيك يوم عجزت البت اللي حيلتي انت السبب روح منك لله
فجأة سكت الاب ولسانه عجز عن الكلام وزي ميكون شلل بنته فوقه وخرجه من جبروته وظلمه اللي كان مالي قلبه .

وبعدين دخل لبنته لقاها نايمة ومش دريانة بحاجة وبصلها بحزن شديد سامحيني يا بنتي انا كنت ظالم معاكي وحرمتك من حاجات كتير وبعدين دخلت مراته وقالتله اخيرا اتعظت بعد ايه بعد ما شليت البنت اللي طلعت بيها من الدنيا وقعدتها علي كرسي بعد ما مررت علينا عشيتنا بعد ايه فرد عليها انا غلطان وظلمتكو كتير بس سامحيني عشان خاطر بنتنا فردت عليه دلوقتي بقت بنتنا كنت فين وانا بربيها لوحدي وطافحة عليها الكوتة ولو علي السماح فالمسامح ربنا.


ومن هنا فهم الاب غلطو وندم علي اللي عملو معاهم  وفي كل مرة كان بيشوف بنته قعدة علي كرسي بيزداد في الندم والحسرة عليها وبقا بيحاول يعوضها عن كل ده ويعاملها بأطيب ما يكون وبعد ما كانت بنته بتخاف منه بقت تحبه وحياتهم اتغيرت للأحسن بفضل بنته .

ومن ناحية تعليم البنت انها كانت دايما بتساعدها وتذاكرلها والبنت كانت متفوقة
وامها كانت بتحاول بكل طاقتها انها تخفف عن بنتها عدم قدرتها علي الحركة
وكانت البنت متفوقة في دراستها ورغم عجزها حصلت علي تعليم عالي وكل ده بفضل والدتها اللي كانت ليها ضهر وسند.

ودي كانت حكاية الست الغلبانة اللي صبرت واستحملت عشان خاطر بنتها وفعلا تستحق كل التقدير والاحترام فكانت مثال عظيم للزوجة الصالحة والأم المثالية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة قدر فتاة 🎉
قدر فتاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن