الفصل الأول

18.5K 338 36
                                    

The masked man
(الرجل المقنع) .....
#الفصل_الأول...
تراجعت للخلف بخوفاً يكاد يصيبها بذبحة صدرية وهى ترى السكين مقرب من جسدها ،أزداردت ريقها بصعوبة محاولة خروج الكلمات بلطف لتستميل عاطفته
_ماذا تفعل ؟ دعني وشأني ...
علت ضحكاته اللامعة بالشر قائلاٍ بصوته المقزز _ أخرجي كل ما تملكين والا أخترق السكين جسدك يا فتاة...
قالت ببكاء حارق_أعطيتك كل ما أملك دعني أذهب أرجوك ...
رفع السكين الحاد بتسلية من رؤية دموعها ثم قربها من وجهها فهمست بدموع وعيناه تتابع نصل السكين بأرتجاف_ لا تقتلني أرجوك  . 
تطلع لها بنظرة لعينة فعلمت أنها هالكة لا محالة ! ...
على مسافة قريبة منها كان يخطو بخطواته البطيئة المحفورة بالغموض ، يرتدي حقيبته السوداء على كتفيه ويديه بجيب سترته حتى قبعة السترة السوداء تخفى ملامح وجهه بحرافية ، توقف حينما رأى هذا المشهد الذي أشعل النيران بدمائه فتأجج كأنه على وشك الأنفجار ليغدو على طبيعته ! ..
خلع الكاب المغطي لخصلات شعره السوداء الذي يغطي رقبته بحرافية فيجعله خلاباً للغاية ، أنعكس ضوء القمر الخافت ليشع نور عيناه ذات اللون الأزرق الداكن! ...لوناً مميز للغاية ربما لأنه ليس بشرياً!!!....
أطبق معصمه بقوة أجتمعت على أثرها هالة زرقاء حولها تكاد تفتك بأعتى المنشئات ،أقترب منهم وقد ختم قرر القضاء عليه بشهادة أخيرة ،خطى مسرعاً ليتوقف على أخر خطوة تفصله عنهما  ليترنح حديث جده على مسمعه ،تذكر تحذيراته الدائمة بعدم أظهار قواه للبشر ...تذكر وعده القاطع بأن يحتفظ بمظهره كبشري بجوارهم ،سادت عيناه النيران ما بين الوعود ورجولته ،بقى هكذا يديه تكاد تنفجر من فرط قوته ، أنهي إبتسامته الماكرة بأن وضع حقيبته أرضاً ثم أخرج منها تيشرت خاص به ليرتديه كقناع أخفي وجهه بأكمله ولم يتبقى سوى عيناه المعبأة لغضب يكاد يبتلع عالم بأكمله ! ..
حاوط الرجل السارق عدد من الرجال التابعين له فمنهم من قال بضحكة دانيئة_أنها جميلة حقاً يا رجل فماذا تنتظر  بعد ؟ ..
تعالت الضحكات بينهما والفتاة تتوسل بدموع _أرجوك دعني أذهب ..
جذبها من خصلات شعرها بقوة ثم كاد بتمزيق ملابسها ولكن تخشبت حركة يديه كأنه أصيب بشلل رباعي ،أستدار ليجد شاباً مقنع يقف أمامه ،عيناه تقذفه بنظرات لا تنذر بالخير ،أشار له بسخرية _أمضي فى طرقك يا فتي وحينها لن يصيبك مكروه ...
كان يقف محله بثباتٍ مريب ....حتى كلماته لم تهز لعيناه جفنٍ! ...ربما دعس يديه كان الأجابة على سؤاله ، صرخ الرجل بقوة جعلت أحد الرجال يشير للأخر _تفقده ...
أقتربوا منه جميعاً والفتاة تتأمل ما يحدث برعباً كبير ، ثباته الفتاك جعلهم بحيرة من أمره فأقتربوا منه لينالوا منه ولكن حطم رأس أحداهم وكسر أقدام أخر ، غضب الرئيس التابع إليهم فأخرج سلاحه ليقضي عليه ، أنطلقت الطلقات من سلاحه فتمزقت ثياب "يوناس" لتظهر من خلفه جناحين  كبيرين للغاية باللون الرمادي  ، حملوه عن الأرض ليحلق بالسماء فأصاب الجميع بدهشة شديدة حتى الفتاة تطلعت له بصدمة كبيرة حتى كادت بأن يغشي عليها ،جلست أرضاً تتابع ما يحديث فأذا بالشاب يكور يديه ليستجمع قواه فتجمعت هالة زرقاء خفية حول معصمه فقذفها بقوة علي الرجل الذي لاقي حتفه على الفور ! ...
أغلق "يوناس" عيناه حتى تلامس قدميه الأرض وعاد لهيئته البشرية ثم جذب حقيبته سريعاً ليخرج من ذلك المكان قبل أن يكتشف هويته ! ...
**************
بمكانٍ أخر قريب من نور القمر الخافت ...
كانت تتطلع له بدموع تلمع بعيناها ، تنظر لقدمياها العاجزة عن الحركة بحزن بعدما فقدت الحركة على أثر حادث سيارة أفتكت بها ، خرج صوتها بعد وهلات طالت بالصمت
_يا الله لم أعترض يوماً على حكمك فأنت تريد الخير لي على الدوام ولكني كيف سأتحلى بالقوة لأواجه هذا العالم  وأنا بمفردي وعاجزة عن الحركة! ..
_لست بمفردك "مياسين" فأنا لجوارك عزيزتي ...
أستدارت بمقعدها المتحرك لتجده يقف أمامها بعيناه البنيتان وشعره الحريري ذو اللون الأسود ،قالت بصوتٍ مبحوح على أثر بكائها
_"جوليان" ...أخي..
وأسرعت بمقعدها إليه لينحني سريعاً ويحتضنها بحزن لم حدث معها ولكن سريعاً ما تحلى بالثبات قائلاٍ بمرح
_حسناً  عنيدتي الآن سأتمكن من السيطرة علي جنونك ..
لكمته بخفة ودموعها تكتسح معالم وجهها القمحي ،رفع يديه يزيح دموعها قائلاٍ بجدية _ لا أريد رؤيتك هكذا مجدداً "مياسين" ،أنتِ لست ضعيفة حتى تهربين من جامعتك لتأتين هنا ! ...
وضعت عيناها أرضاً بحزن_ لم أستطع مواجهة أصدقائي بالجامعة أخي لذا سافرت لهنا ...
رفع وجهها قائلاٍ ببسمة تضاهي وسامته طرب _ نقلت لكِ الأوراق من المغرب لأحدى جامعات أمريكا ..ستكملين دراستك ..
أشارت له ببسمة صغيرة فقبل رأسها قائلاٍ _هذة شقيقتي القوية التى أعرفها لذا سأعد لها الييتزا أحتفالاٍ بهذة المناسبة السعيدة ..
علت ضحكاتها قائلة بفرحة
_أن كنت أعلم بأني سأحظى بطعام من صنع أخي لكنت ألتحقت بالكثير من الجامعات ..
أشمر عن ساعديه لتظهر عضلات جسده المتين قائلاٍ بنصف نظرة _حسناً أيتها المخادعة لنعدها سوياً ..
وحملها بين يديه للمطبخ ، أجلسها برفق على أحد المقاعد ثم شرع بأعداد الطعام تحت نظرات حماسها ..
هبطت مسرعة حينما لم تجدها جوارها فأسرعت  بالبحث عنها بهلع ، فصاحت بفزع_"مياااسين" أين أنتِ ؟ ..
خرج صوتها البعيد فى نهاية الروق_أنا هنا "جاسمين" ..
تتابعت الصوت حتى وجدت ذاتها أمام المطبخ ولجت للداخل سريعاً قائلة بغضب دون الأنتباه لمن يقف جوارها هائم النظرات بأبنة خالته التى لم يراها منذ ما يقرب الخمسة عشر عاماً
_أخبرتك أن لا تتركي الغرفة دون أن تبلغيني ولكنك كالعادة لا تستمعين لأحداً ؟..
هل فكرتي بعقابي الأحمق الذي سأناله من  خالتي حينما تعلم بأمر هبوطك ؟؟؟....
إبتسمت "مياسين" فرفعت يدها بمرح_أهدائي قليلاٍ "جاسمين" أعلم  بأنكِ أتيتِ من المغرب للأعتناء بي ولكني شعرت بالملل بالغرفة لذا فكرت بالهبوط للأسفل ..
ثم قالت بغرور_وأخي هنا فلا داعي للقلق ..
أستقامت بوقفتها _ماذا؟! ..
أشارت بعيناها للمكان الذي يقف به "جوليان" فأستدارت لتجده يقف أمام عيناها بطالته الخاطفة للأنفاس نعم أنه إبن خالتها المتغيب بأمريكا منذ 15 عاماً فحينما كان يهبط  زوج خالتها للمغرب كان يهبط بمفرده أما "جوليان" فكان يرفض الهبوط لدولة والدته كان منغمس بالعادات الامريكية المتحررة ...
أنقطع شرودها بصدمة فرفعت يدها تتحسس حجابها لتزداد صدماتها حينما وجدت ذاتها بدونها فهرولت للأعلى سريعاً وسط ضحكات "مياسين" المرتفعة ، تطلع لها وهى تهرول للأعلي كأنها تحلق بالهواء ،خصلات شعرها السوداء تتناثر خلفها كالليل الأسود الكحيل حينما يغطي العالم بأكمله فيخفي الضوء ويتربع هو على عرش الظلام ! ....عيناها المتسعة التى كانت تتأمله منذ قليل جعلته متبلد الأحاسيس فأقسم بأنه لم يري جمالاٍ هكذا ...فربما الآن بات على ثقة بحديث أصدقائه عن جمال المرأة العربية! ...، زين وجهه بسمة مكر للتملك بها لا يعلم بأن المرأة العربية ليست سهلة المنال مثلما توقع هو ! ...فربما الآن حان الوقت لمعركة ستخوضها فتاة عربية ضد شاب أمريكي !!! ..
رفعت يدها حينما طال شروده _هاااي ...أخي أين ذهبت ؟..
عاد لأرض الواقع على تلويحة يدي شقيقته فأقترب منها بعد تفكير _هل هذة هى إبنة خالتك ؟ ..
أشارت له ببسمة مكر _هل أعجبتك ؟ ..
لوى فمه بخبث _ربما ...ولكن لم هرولت هكذا حينما رأتني هل هذة عادات التحية لديهم بالمغرب ؟ ..
تعالت ضحكاتها لتقول بصعوبة _أعتقد بأنها رأت شبحاً ...
رمقها بنظرة غاضبة فقالت بجدية وهى تجاهد للثبات _حسناً ...لم تتوقع وجودك فهى تعلم بأنك تعيش بمنزل منفرد عن مسكن أبي لذا هبطت دون أرتدائها للحجاب ....
لوي فمه بتهكم _بربك يا فتاة لا تخبريني بأنها ترتدي هذا الوشاح الأحمق ؟ ..
تطلعت له بغضب _أخبرتك من  قبل أن لا تستهزأ بحجابي"جوليان" ..
وتركته وكادت بالرحيل حينما حركت مقعدها فأسرع إليها قائلاٍ بهدوء _لم أقصد ذلك ..
رمقته بنظرة شك فقال بأستسلام
_حسناً أنا أعتذر ...
حركت كتفيها بغرور _وأنا لن أقبل  أعتذرك قبل الأنتهاء من صنع البيتزا ..
أقترب من المنضدة الطويلة ببسمة زادت من حروف وسامته _أنتهيت
وحملها إليها فتناولتها بسعادة مشيرة له بأنها طيبة الطعم فصنع واحدة أخرى فقالت بأستغراب _لمن هذة ؟ ..
ضيق عيناه الساحرة بنظرة ماكرة_ليس من الظريف أن نتجاهل ضيوفنا  ...
إبتسمت على جملته فغمز بعيناه وأكمل ما فعله بتفكير بتلك الفتاة ذات الملامح المثيرة ...
*************
صعد الدرج المودي للطابق الذي يقطن به بلمح البصر حتى ولج للداخل ، أغلق الباب وتوجه لغرفته سريعاً دون الأهتمام بجده الجالس أمام التلفاز يستمع لحديث الفتاة التى أنقذها حفيده منذ قليل كان لجوارها عدد من الصحف فوصفت بحماس جعل الصحفي يتأملها بسخرية من حديثها
_كان يمتلك جناحين كبيرين للغاية باللون الرمادي ....أعتقد أنه شابٍ فى الخامسة والعشرون من عمره ...
أعتصر الجد يديه بغضب فنهض متوجهاً لغرفة حفيده...
أبدل "يوناس" ثيابه وأرتدى سروال أسود اللون ثم ترك قميصه الأبيض دون أغلاقه ،أنتبه لغضب الجد المكمن بعيناه رغم صمته ؛ فوضع محتويات حقيبته على مكتبه الخاص بصمت قطعه بزفرة قوية
_حسناً ..لقد وعدتك بأبقاء هويتي سراً ولكني لم أتمكن من ذلك بعد رؤيتي لمجموعة من اللعناء يعتدون على فتاة رفضت أن أمضي بطريقي كجباناً أحمق ..
رمقه الجد بنظرة مطولة ثم قال بسخرية _ألم يكن بوسعك أنقاذها كبشري أم أنك دون قواك ضعيفٍ لعين؟ ..
أشار له بتحذير _ليس اليوم جدي أرجوك ..
صاح بغضب _أخبرتك من قبل "يوناس" أن لا تستخدم قواك أمام أحد ولكنك فى كل مرة تحطم وعودك الكاذبة لقد سئمت الحديث معك لذا سأبلغ والدك بأني فشلت بحمايتك فليأتي ويصطحبك للعيش معه ..
وتوجه الجد لمغادرة الغرفة فلحق به قائلاٍ بهدوء تحلى به عن تعمد _كنت أخفي وجهي جيداً ....
لم يستمع له الجد فقال سريعاً _أرجوك جدي لا تفعل أعدك أنني لن أعيدها مجدداً ...
أستدار الجد بأستسلام فهو الأقرب لقلبه بعد أن توالى تربيته فقال برجاء ألتمسه "يوناس" بصوته _هذا وعدك الأخير "يوناس" ..
إبتسم ذو الوجه الوسيم والجسد القوي قائلاٍ بثبات _حسناً لك ذلك ..
رفع يديه على كتفيه _سأعد لك الطعام...
أكتفى بأشارة بسيطة له ثم ولج يكمل ترتيب حقيبته الجامعية ....
****************
بغرفة "جاسمين" ...
جلست على فراشها بخجل تتذكر ما حدث منذ قليل فلعنت ذاتها على هبوطها دون أرتدائها الحجاب ، شردت قليلاٍ بملامح ذلك الوسيم فرُسمت بسمة بسيطة على وجهها ولكن سرعان ما أنفضت ذلك الفكر المحرم عنها ! ..
أنتبهت على طرق الباب الخافت فجذبت حجابها لترى من؟ ، ف "مياسين" لا تطرق باب غرفتها ....
وجدته يقف أمامها مستنداً بجسده على الحائط وبيديه طبق  من البيتزا قال ببسمة هادئة _أن كنتِ لا تمانعين تذوق ما أعددته ..
إبتسمت بلطف _بالطبع لا ..
قدم لها الطبق بنظرة جعلت قلبها ينبض بقوة غريبة ! ،جذبت أحدهما ثم تذوقتها لتقول بأعجاب _لذيذة للغاية ..
أشار لها بتحية ملكية _شكراً على هذا الأطراء الجميل ..
تعالت ضحكاتها قائلة بصعوبة بالحديث _أخبرك الحقيقة ...
قال ببسمة هائمة بتأملها _لم أكن أتوقع أن البلاد العربية تحوى هذا الجمال ! ..
تلونت وجنتها لحمرة تكاد تشتعل من كثرتها فأقترب منها ببسمة ماكؤة من ظنه بأنه تمكن منها _لو أعلم ذلك لكنت لحقت بأمي وشقيقتي للمغرب منذ خمسة عشر عاماً لرؤيتك ...
فرشت عيناها الأرض بأرتباك فرفع يديه يلامس وجهها ثم أقترب منها ظناً بأنها كحال فتيات الغرب ، أقترب ليقبلها فأذا بها تهوى على وجهه بصفعة قوية للغاية جعلته يتطلع لها بصدمة وزهول مما فعلته لتصيح بصوتٍ كالرعد _ربما مكوثك وسط فتيات أمريكا جعلتك تعتقد بأن الفتيات جميعهم هكذا .....
ثم قالت بغضباً جامح _لو كنت أعلم بأنك حقير لهذا الحد لما أتيت إلي هنا حتى وأن كانت لمساعدة صديقتي ...
وصفقت الباب بوجهه فرفع يديه يحتضن وجهه بعينان تنبعان جحيم وتوعد لمن جرأت على فعل ذلك فربما المعركة بينهما ستكون طويلة للغاية ولكن مطافها العشق لا محالة! ...
********************
تقلب يميناً ويساراً حتى يتمكن من النوم ولكن كعادته قلبه يؤلمه بقوة كأن خنجر يتوسطه !! ، كالعادة يجد فتاة بحلمه تبكي بقوة ويدها تمتد إليه للعون ، يحاول الأقتراب منها ولكن هناك ستاراً عازل حول جسدها بأكمله فلا يستطيع لمسها ولا حتى رؤيتها !! ..
نهض عن فراشه والعرق يتوسط صدره العري فيوضح عضلات صدره المصفحة بفعل طبيعته المجهولة ، وقف أمام الشرفة يتطلع مياه المطر المصاحبة لحبات الثلج بأستغراب من كونه لا يشعر بالبرودة ! ، يرتدي مثلما يريد جده حتى لا يلفت الأنتباه ولكنه لا يشعر بالبرودة ...
زفر بملل هامساً لذاته _ترى أين أنتِ وكيف يمكنني العثور عليكِ ؟! ..
*************
على الجانب الأخر ..
ترددت كلماته بحلمها كالعادة فجلست على الفراش تتذكر ذلك الصوت الذي يلحق بها منذ الطفولة ...
شعرت "مياسين" بالأحباط كعادتها كلما قصت رؤياها على أحد يخبرها بأنه مجرد حلماً !! ..ولكنها تشعر بأنه ءكثر من ذلك ...
تمددت على فراشها فى محاولات مستميتة للنوم فعليها أن تستيقظ باكراً لجامعتها الجديدة بالغد وسرعان ما غفلت مجدداً . 
**************
بالصباح الباكر ...
هبطت "جاسمين" للأسفل لأصطحاب "مياسين" لجامعتها فسلكت المصعد للهبوط ، وضع قدماه سريعاً ثم ولج معها فأشاحت بنظراتها عنه ، تأملها بنظرة مطولة محفورة بوعيد الأنتقام ليقطعها بصوتٍ يكمن المجهول _أعتذر لكِ عما فعلته بالأمس فلم أكن أعني ما فهمتيه ..
رفعت عيناها البريئة له ببعض الحرج فالفتاة العربية هى الوحيدة التى تدري بأهمية خدش رجولة الرجل حينما ترفع أمرأة يدها عليه فقالت بأرتباك _وأنا أيضاً أعتذر عما فعلته ..
رمقها بنظرة مخبأت بما يناويه ثم قال مدعي البسمة _لا عليكِ فقد تماديت بالحديث معكِ وهذا ما أستحق ..
شعرت بالفرحة لسوء فهمها له لا تعلم بأنها سترى الجحيم بعيناها عاقبة ما فعلت !!! ...
توقف المصعد فوجدت "مياسين" بأنتظارها فأصطحبتها للجامعة على الفور حتى تتهرب من نظراته الغائمة بأعجاب بها أو هكذا تصنع!! ...
****************
بالجامعة ....
ولج للداخل غير عابئ بنظرات الفتيات الجريئة إليه ، جذب مقعده بجوار صديقه ليجلس دون أن يعبئ بهم ، الثبات هو الحلف الودود إليه حتى وأن كان المرغوب من فتيات جامعته فكن يجنوا من كونه لا يتحدث مع واحدة منهن ولكن لم يعينه الأمر ..
قال صديقه ونظراته على الفتيات التى تستدير عن طاولتهم للتطلع ليوناس _أتمنى أن أكون مثلك ..
تطلع له "يوناس" ببسمة ساخرة _هل أتركك مع أحلامك الحمقاء وأذهب للجلوس بالخلف ..
أستدار له "كيفن" بغضب _هيا يا رجل كنت أمزح فحسب ..
رمقه بنظرة غاضبة ثم أخرج أقلامه من الحقيبة ليتطلع  للمعلم الذي ولج إليهم يتابع ما يقوله بأهتمام ..
توقف المعلم عن الحديث حينما وجد "جاسمين" تدفش المقعد الذي يحمل "مياسين"  بلطف فهو على علم بالطالبة التى ستلحق بهما فأشار لها ببسمة هادئة _أهلا بكِ ...
إبتسمت مشيرة له بهدوء ، تطلع لها الجميع بسخرية لما ترتديه من ملابس محتشمة وحجابٍ يزيدها سخرية من وجهة نظرهم فساد بينهم الهمسات الجانبية عليها ، رفع "يوناس" عيناه دون أكتثار ثم سحبها ولكن مهلاٍ لما طرب قلبه !! ..
رفع عيناه مجدداً ليحدق بها بذهول حينما تغمد القلب عاصفة من المشاعر الجياشة ، يشعر بشيء غريب يقيده ما بين الحيرة والدهشة ....تردد الحلم بذهنه وعيناه كالخاضعة لحكم ما !! ..
أنحنت "جاسمين" هامسة لها _سأنتظرك بالأسفل ..
أشارت لها بهدوء فأقترب منها المعلم ببسمة صغيرة _ما أسمكِ ؟ ..
قالت وعيناها أرضاً تكبت الدموع لرؤيتها التنمر الذي يحدث عليها فلا تعلم لأحتشامها أم لمقعدها المتحرك فقالت بصوتٍ محتقن _أدعى "مياسين" ..
قال المعلم بأعجاب _يا له من أسماً رائع ...
ثم أستكمل حديثه بفضول _ما معناه ؟..
أجابته بهدوء بدأ حينما تذكرت حديث اخيها بالبقاء قوية _النجمة بعيدة المنال ...
لم يكن "يوناس" على أرض واقعه كان ما بين بؤرة أحلامه ورؤيته تلك الفتاة ذات الوجه الملائكي ، صوته غرسه بينبوع من الأزهار غامضة المصدر لم يعد يعي بكنيته ولا بتحذيرات جده بالوقوع بالحب شعر بأنه على وشك خطفها بين ذراعيه ليحلق بها بأجنحته بعيداً عن الكرة الأرضية فهل سيتمكن من ذلك ؟ ...
ما السر الكامن وراء تلك الفتاة ولما يربطهم هذا الرابط الغامض ؟! ...
من هو "يوناس" ؟؟؟..ولما يفضل البقاء كبشري ؟ ...
هل ستتمكن "جاسمين" من موجهة هذا الغربى ؟؟ ..
روابط عشق فرضت بين عادات الغرب وبين الاصول العربية فايهما ستتحدى العادات للانتصار ؟؟ ...
#الرجل_المقنع ...(عشقٍ محاط بالعوائق) ....
#بقلمي_ملكة_الأبداع....
#آية_محمد_رفعت....
******
مش عارفة دي هتكون نوفيلا ولا راوية اللي عارفاه اني لقيت نفسي بكتبها ...حتى مواعيد نزولها معرفوش بس خاليكم عارفين ان الاهتمام الكلي هيكون على الجارحي4 ودي هتنزل باي وقت رايكم بيها يهمني جداااااا لانها نوع جديد عليااا هنتظر رايكم بالفصل بفارغ الصبر وحماس بجد المرة دي ريفيوهاتكم وارائكم هتفرق جامد  ..بحبكم فى الله ....
#aya...
******_______******_____*******

الرجل المقنع_لملكة الابداع _ايه محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن