همسات الماضي

1

_(عندما تنطوى الصحف، ينقطع الأمل، تجف

العيون، يعتاد القلب على الفراغ، وتفيض

الاحزان عليك، حيث تجد نفسك لوحدك في

شرنقتك ولا تعرف متى سيحل الربيع عليك

لتخرج منها فرداً جناحيك لتعيش السعادة

التي كانت تتوغل في أحلامك وترسم لك

طريق الهناء الذي تريده وتتطلع اليه لتريح

ذلك الفراغ الذي يعتليك لأنك تذرك ان في

يوم ما ستجد ذلك الطريق، ولكن لا تعلم

متى ستجده) _

F.B

في تلك الاثناء كان يجلس أميرنا الصغير أمام السماء على تلك الأرض القاسية يتأمل النجوم المضيئة حيث اخد يروى لها تفصيل يومه.... كم هذا مضحك كيف اتخد من النجوم رفيقة له تؤنس وحدته وتنير دربه الطويل وما يحمله من ظلمة وقسوة....

"لم استطع اليوم ان اسرق الا محفظة واحدة لذلك غضب الرئيس البذين وضربني ولم يطعمني اليوم" قال ذلك بطريقة طفولية بريئه.

وضع يده على معدته عندما اصدرت صوت الجوع قائلا:

"كم أشعر بالجوع، ذلك البذين لم يكلف نفسه ان يعطيني لقمة واحدة مقابله تلك المحفظة كم هو لئيم" ليتنهد تنهيدة تعب، كيف لا وطفل مثله يعمل طوال النهار او بالأحرى يسرق.

"ذلك الرجل المسكين ربما كان بحاجة هذا المال، ولكن ياسماء لو لم اسرق لكان حرقني كالمرة السابقة" قال ذلك بنظرة تملأها الدموع والحزن والتعب.
" رغم ذلك لا اريد ان اسرق مرة أخرى
نظرات تلك الفتاة وابتسامتها هي ووالدها غريبة"  الذي لم يفهم مغزها الا بعد نضوجه

" لذلك سأبحث عن عمل.... لا اريد ان يشفق عليا احد" اردف بعزم طفولي وهو يأمل بذلك.

كم هذا مضحك طفل في التاسعة من عمره يبحث عن عمل لكى لا يسرق ولا يتعرض للجوع والضرب والحرق والشفقة في عيون الناس....
فلما الاستغراب فهذه هي الحياة فيها من الظلم والقسوة و الاستعباد الكثير والكثير....
والعطف والإحسان والطيبة التي جعلت من هذا القلب الصغير يشعر بالكره اتجاه تلك النظرة او بالأحرى الضعف، لكن السؤال الأكبر هو كيف للطفل صغير ان يدرك نظرة الشفقة، ويميزها ويكرها ويبغضها أيضآ.

**************************
كانت تلك الذكريات تتدفق اليه دائما طول تلك السنين حيث أصبح الان في 25 من عمره
يتذكر كل تلك الأوقات والاحظات.... وهو مغلق عينيه جالس على كرسيه المريح وضعاً قدميه فوق بعض على مكتبه المتواضع يستمع الي صوت مرور الثواني التي تصدره الساعة ويسترجع مع كل ثانية ذلك الماضي المؤلم.