تِسعُ نِيرانٍ أُوقِدت.
خرَّت شُهُبٌ خرِيرَ المطَر، تَسابَقَت وتَدَاعَت حتَّى ارتَقَت عَنَانَ السَّماءِ، أَيَا نُجُومًا فِي الأرِض أَنْ أَفِيقِي واستَفِيقِي، تَيقَّظِي مَدْمَعًا لَا يَجِفُّ، وأَنِينًا لا يَكِفُّ، ورَاحةً لا تُرتَجى، وهَناءً لا يُرتَقَب.
ظَنَنتُهُ سَرَابًا لَا مَآبًا، وأنَّها لَمْ تكُن إلَّا سُوَيعاتٌ، لكِّنَّها تَحامَلَت وطَغَت وتَجبَّرَت تَجَبُّرَ الجُهَّالِ فِي غَسَقِ الدُّجَى، مُدلَّسٌ قَد كُنتُ مَوهُومًا بِهِم، ولِي قَلبٌ يَكِرُّ عَلَيَّ أنَّ أَفِق ولَا تَغْفَل؛ فالحَياةُ وإِنِ ازدَانَت لَا تَعدِل.
انطَفَأتِ الثَّمانِ وظلَّت آخِرُهُنَّ تدعُو مُترنِّحة تُنَازِعُ الخُمُود، مُغَشَّى العَيْنَيْنِ، مُحدَودِبَ الظَّهرِ، أَهدِجُ غيرَ مَعضُودٍ والمآسِي على أذنابِي.
ولكِن، حَنِقٌ أنا وشَرارَتِي لا تنطَفِئ! ولِي غَضَبٌ إِنِ اشْتَطَّ أحرَق الأرضَ ومَا تَحتَها، ومَا يَحبُو علَيْها ويَدِبُّ، ومَا يُحلِّقُ فِي سمَائِها، ومَا يسبَحُ فِي مِيَاهِها، مَا كَان ومَا سَيكُون، حتَّى تمِيعَ الأصلَابُ فِي الدُّلْمِ.
وكذَا عَشرٌ مِنَ الأنقَاضِ أَجَّت.
أربَعُ ضمَائِدَ وخَمسُون جُرْحًا.
- آف.