استيقظت على صوت المنبه في صباح يوم بارد من ايام أوكتوبر كعادة شتاء السويد الكئيبة.. أطفأت المنبه ونظرت الى هاتفي كانت الساعه ٦:٠٠ صباحا..
نهضت من على سريري المريح، نضرت من النافذة كان لا يزال الضلام هو المسيطر.. ذهبت الى الحمام، استحميت، لبست ثيابي، رجعت الى الحمام فرشت أسناني أخذت فرشت أسناني و بعض أشيائي من الحمام ذهبت الى غرفتي وضعتهم في حقيبة ملابسي الكبيره، نشفت شعري الاسود الطويل، صففته على شكل كعكه،غيرت ملابسي، ارتديت( بيجاما اديداس، تيشرت رصاصي، لفيت سكارف اسود صوف على رقبتي، ولبست جاكيت خفيف اسود) ذهبت عند مراتي وضعت بعض مساحيق التجميل، ثم اخذت كل الاشياء الباقيه في غرفتي ووضعتها في حقيبة سفري الكبيره. نضرت الى غرفتي وقلت" سوف اشتاق لكي كثيرا". سمعت صوت من الأسفل، صوت والدتي
ماما: رنوده حبيبتي صارت الساعه ٨ لازم نكون بالمطار ع الأقل قبل ٣ ساعات.
رند: نعم امي لقد انتهيت، احتاج لأحد ان يساعدني في حمل حقيبة السفر لانها ثقيله.
صعدت امي الي، دخلت الى غرفتي وقالت
ماما: ماما رنوده أَحنه قلنه انو لازم تحجين عربي، انسي السويدي لان بالعراق هسه يكولون هاي دتتفيك علينه، وانتي مو زغيره حبيبتي.
رند: اوكي ماما راح احاول ما احجي بس بالعربي بس ماما على الأقل خليني احجي مثل ما اريد لحد ما نطلع من السويد( بعد ذالك سوف اتكلم عربي هناك).
ماما: لازم جملتج تخلين بيها سويدي بس يلا حبيبي حاولي.
رند: انشالله ماما
سوف أعرفكم على نفسي.
اسمي رند،عراقيه أعيش منذ ان كان عمري ٣ سنوات في السويد. عمري الان ١٨ سنه، انهيت دراسة الثانويه، تخرجت في الصيف قبل ٥ شهور، كنت ادرس علمي. قدمت للجامعه لاكن أجلت الموضوع، فجدي وصل اخر مراحله مع المرض، فهو مصاب بالسرطان. جدي أراد ان يرانا جميعا، فقررو عائلتي ان ننتقل ونعيش في العراق لمدة عام. كانت صدمه بالنسبه لي فأنا لم اذهب للعراق منذ ان خرجت منه اي منذ ١٥ سنه. وافقت بالرغم عني طبعا. منذ ان سمعت الخبر وانا اشعر نفسي ضائعه، انا لا أستطيع العيش هناك. لدي مشكله مع اللغه ألعربيه، أستطيع ان اتكلم لاكن اشعر نفسي مرتاحة اكثر اذا تكلمت اللغه السويديه، أستطيع ان اقرأ واكتب عربي لاكن بصعوبة نوعا ما. لهذا فقد أوصتني امي ان احاول التكلم بالعربي فقط بالعراق، ومنه فرصه لكي اتعلَّم عربي اكثر.
لدي اخت واحده اكبر مني بسنتين اسمها ميرنا شخصيتنا مختلفه جدا عن بعض فهي تدرس علم نفس و تتكلم عربي بلباقه، تحب ان تقرا بالعربي كثيرا، عكسي تماما، هيه هادئة وانا عصبيه، هي قصيره وانا طويله. كلانا لدينا عيون خضراوتان ولاكن لا نشبه بَعضُنَا كثيرا. لدي ايضا اخ اصغر مني ب سنتين، اسمه آدم يدرس اول سنه في الثانوي قسم طيران. هو ايضا لا يتكلم عربي كثيرا مثلي، طويل أشقر ولديه عينان خضراوتان مثلي انا وأختي، فنحن الثلاثه ورثناهم من امي...... في المطار
ذهبنا الى المطار وكانت الطياره تقلع الساعه ١٢ ضهراًو ونصل الى مطار بغداد الساعه ٧ في المساء . جلست في الطائرة وضعت سماعات الهاتف في أذني وجلست استمع اغاني اجنبيه. اخرجت كتاب ( the fault in our stars) وجلست اقرأ، كان في اللغه السويديه، فأنا اخذت كثيرا من الكتب السويديه معي لكي اتسلا بها في العراق.
.. وصلنا الى العراق اتا عمي ابو علي مع زوجته لاستقبالنا، هم يعيشون في العراق مع جدي.
عمي ابو علي الوحيد الذي يعيش في بغداد مع جدي، لديه ولد و ابنتان، حسب ما علمت من امي، علي عمره ٢٤ سنه، يدرس الطب، نور ٢٠ سنه تدرس صيدله، و سارا ١٧ سنه في الثانويه.
عمي ابو علي: حبيبي ابو ميرنا شلونكم، شكد مشتاقلك، كولش فرحان انو انتو راح تعيشون ويانا.
سلم ابي على عمي وقال: ابو علي مشتاقلك اكثر، اخيرا حترجع اياما سويه، رند آدم ميرنا تعالو سلمو على عمكم ومرت عمكم.
سلمنا على بعض، ركبنا السياره، كنت اجلس في الخلف وأراقب شوارع بغداد، كل شي مختلف عن السويد، الناس، الشوارع ، الجو، البيوت، طريقة اللبس، كل شي جلست أفكر كيف ساتاقلم مع الوضع هنا يا ربي.
قطع تفكيري صوت ابي
بابا: وصلنا هذا بيتنا الي عشنا بي سنوات، شوفو بعده مثل ما هوه احلى ايام عمري قضيتها هنا.
ماما: اي والله ايام ما تنسه، شكد مشتاقه للبيت.
ام علي: حضرتلكم غرفكم، ابو ميرنا غرفتك نفسها بس غيرنا الاثاث.
بابا: كولش زين .
ترجلت من السياره ونظرت الى البيت كان كبيرا جداً، كل البيوت المجاورة كانت كبيره جدا، بيت جدي عباره عن ٣ طوابق و حديقه كبيره جدا، دخلت الحديقه كان يوجد ارجوحه في نهايتها، (گراج السيارات) كبير. دخلنا الى الداخل. كان بيت عربي جميل، توجهنا لغرفة جدي، كان نائما على سريره، فرح كثيرا بقدومنا. احتضنته
رند: جدو شتاقيت ألك هواي.
جدي وهو يقبلني من راسي: حبيبة جدو هواي كبرانه.
سلم البقيه عليه ثُمَّ قالت زوجة عمي هيا لاريكم البيت وغرفكم. ذهبنا معها قالت هاي غرفت بابا وماما بالطابق الأخير غرفكم، صعدنا الى الطابق الثالث.. يوجد خمس غرف متوسطة الحجم.
ام علي: بنات هاي غرفتكم، وهاي الغرفه الي بصفكم غرفة علي وآدم حبيبي انت حتكعد ويه علي بنفس الغرفه. هاي الغرفه الثالثه مالت ساره ونور. والغرفتين البقيه للأولاد عمكم يوصلون من أمريكا بعد يومين.
دخلت الى غرفتنا انا وأختي رتبنا ملابسنا وحاجياتنا. دخلت امي بعد فتره.
ماما: بنات يلا نزلو اجوي اولاد عمكم جانو يم بيت جدهم أهل امهم، يلا دنتعشه سوه وحته تتعرفون عليهم.
ميرنا: اي ماما هسه نازلين.
ماما: يلا لتتاخرون ننتضركم.
ميرنا: رند يلا شدتسوين امشي خلي ننزل، كولش متحمسه حشوف بنات عمو، وعلي هم.
رند: انا لست متحمسه، اووف لا اعلم اذا أستطيع التأقلم هنا، اشتاق الى السويد من الان، لا اعلم لما انتي سعيده لهذه الدرجه انا.. قاطعتني
ميرنا: رند احجي عربي كم مره قلنالج، بعدين راح تتاقلمين، بعدنا بِسْم الله اول يوم أكيد ما متعوده، يلا خلي ننزل ولتنسين عربي احجي عربي.
نضرت لها وقلت "اوكي"
أنت تقرأ
انا وابن عمي والقدر
Romanceسوف أعرفكم على نفسي. اسمي رند،عراقيه أعيش منذ ان كان عمري ٣ سنوات في السويد. عمري الان ١٨ سنه، انهيت دراسة الثانويه، تخرجت في الصيف قبل ٥ شهور، كنت ادرس علمي. قدمت للجامعه لاكن أجلت الموضوع، فجدي وصل اخر مراحله مع المرض، فهو مصاب بالسرطان. جدي أرا...