أَتدرين مَا الأَكثر قسوةٍ من لوعةِ الإشتياقِ... ؟
أنَّ تَزداد صيحاتٌ قلبيّ، مُستغيثًا بقلبكِ طالباً للمساعدةِ، بينمَا عشقكِ كعاصفيةِ مدمرةٍ لا تَكترث بأغصانِ الأشجارِ، سواءٍ كَانت سَتصمدٌ أَم لَا....
كَانت تستنشق الهواء في الخارجِ، تَنتظر قدوم ميرآ، فإذا بصوتِ يأتيها من الخلفِ قائلاً
- يعني لولا فرح ميرآ مكنش حد شافك يعني ؟
نظرت تتفحص من يكون لتجده أحمد، تحدثت بإبتسامة قائلاً:-
= قال يعني حد بيشوفك أنتَ ؟
- والله ي سيتي انا دايمًا بشوف عمي ؟
= والمفروض بقي إني هكون في الشغل هناك يعني، دا ع حساب إن البيت بعيد عنك ؟
- طب بذمتك مش بعيد ؟
= لا في دي عندك حق
- طب قوليلي ي سيتي اخبارك أيه بقي؟
= بخير الحمد لله، وأنتَ أيه أخبار الكلية معاك ؟
- والله طالع عيني
= لا إجمد كدا أهو لسه سنة، ولا أي ي حضرت الظابط ؟
- تصدقي الحلم خلاص ؟
= صح خلاص أوشكَ على التحققِ
كاد يتحدث فإذا بميرآ تأتي تتحدث إلي أحمدِ بسعادةِ غامرةِ...
- أنتَ عارف مين بره ؟
= مين ي مصدر إزعاجي؟
- آسر ي سيدي
= بتهزري معقول آسر جه هنا، غريبه دي ؟
- ماهو طبيعي يجي، هو أنا مش اخته ولا أيه، والمفروض فرحي قرب يعني؟
لحظاتٍ ودلف آسر إلي الحديقةِ مُلقي السلام، لتنظر له بصدمةِ قائلاً...
- هو أنتَ ؟
= شوفي الصدف بقي !
- أه دي مش صدفه، دي صدمة
نظر أحمد إلي آسر مُتحدثاً....
- أعتقد مش محتاج أعرفكم ببعض، الظاهر إنكم تعرفوا بعض.
= لا دي كانت مجرد صدفه مش أكتر ...
نظر إليها مُتحدثاً
- نور دا آسر أخويا الكبير، طبعاً يمكن مكنتيش تعرفيه عشان هو مكنش عايش معانا هنا ..؟
= والله أحسن إني مكنتش أعرفه، معقول دا أخوك ؟
- ليه بقي ي ست نور شيفاني بعرج، وبعدين ما إنتِ مش شبه باباكِ عادي يعني ؟
= وأنتَ تعرف بابا أصلاً، ولا تعرفني ؟
- أمال أنا أعرفه عز المعرفه أكتر من أحمد كمان، حتي إسأليه ؟
= مش عايزه أسأله أنا ؟
- أحسن
= بارد جداً
نظرت إليهم ميرآ بإستغرابِ مُتحدثاً :-
- في أيه ي شباب، مالكم كدا مش طايقين بعض، في أيه ي آسر ؟
تحدث آسر بإستفزاز ..
= أنا كنت بس بقولها إنها مفهاش حاجه من عمي خالص، يعني هو طول عمره صاحب بابا وعشرة عمر وأنا علطول معاهم وعارف أسلوبه كويس ..
- محدش خد رأيك أصلاً
= أنا بكلم ميرآ، ع فكره
- وبتتكلم عني ع فكره
تحدث أحمد قائلاً :-
