بقايا الماضي

162 2 4
                                    

—————————-
((بداية عامي الثامن عشر ))

اقتنت لي صديقتي هدية لي بمناسبة عامي ال١٨ وهي هذه المذكرات واقتنت لها مثلها وعدتها بأن املأها بكل ما يحدث معي من اول صفحاتها لاخرها بدون ان اترك يوما واحدا من ايامي بدون تدوينه لهذا انا الان ادون ما حصل اليوم معي من بدايته لنهايته اعذروني على سوء كتابتي فهي تجربتي الاولى ......
—————————-

فتاة بشعر كستنائي ناعم واعين صفراء باهته استقرت بقع سوداء حولها من قلة النوم تجلس متقاطعة الساقين على الارض تحدق بالكتاب امامها ..

انزلقت دمعة على وجنتها من احدى قزحيتيها الصفراوتين بصمت وسقطت على تلك الورقة التي نقش عليها بعض الكلمات ...

هذه الكلمات التي خطت على هذه الورقة من قبل والدتها نعم والدتها المرأة التي انجبتها وربتها واعتنت بها الى ان اصبحت بالغة ...

من احبتها بكل صدق من سهرت قلقا عليها من بكت من اجلها و فخرت بها ..

تلك الام التي ارادت ان تتفوق عليها ابنتها ...

ولكن لم تستطع البقاء معها للنهاية ....

رفعت الفتاة يدها والتقطت منديلا لتمسح عينيها من اثار دموعها ..

طعم مرير ثار في فمها وهي تتذكر اليوم نعم اليوم الذي يوافق ذكرى وفاتها ...

مر عام بالفعل على ذلك اليوم الذي اختبرت فيه معنى الحياة بلا ام ...

ذلك اليوم الذي علمت به بإصابة امها بالخبيث وتأخر العلاج الذي ادى الى منيتها

تذكرت كيف انهارت امها وهي تتحدث معها وتضحكان معا تتمازحان معا كصديقتين حميمتين اكثر من والدة و ابنة

صرخت ذلك اليوم باعلى صوتها حين انهارت عليها فجأة بلا سابق انذار ركض والدها بفزع ليرى ما حصل وحالما سقطت عيناه على زوجته ازدادت سرعة ركضه

هزت الفتاة امها وصرخت عليها بفزع
محاولة جعلها تستيقظ بيأس ولكن بلا فائدة

امسك الاب يد ابنته واوقفها ليحمل زوجته ويجعلها تستلقي

اخرجت الفتاة هاتفها بسرعة واتصلت على المشفى ليأتوا بسيارة اسعاف وحثتهم على الاسراع

وعندما سمعت صوت انقطاع الخط رمت بهاتفها واسرعت بجانب والدتها

دقيقتان ووصلت سيارة الاسعاف بصوتها الصاخب فركض الوالد للباب فاتحا اياه وصارخا على الممرضين ليسرعوا

دخل ممرضان بحمالتهم ليضعوا تلك المرأة الطريحة على الاريكة ويسارعوا بنقلها للمشفى
ركب الاب مع الممرضين في السيارة وانطلقوا نحو المشفى

ذهبت الفتاة راكضة لتغير لباسها بسرعة ولم تستغرق الا بعض الثواني وخرجت بعدها من البيت لتلحق والدها في المشفى ...

علمت بعدها عن المرض وعلمت ان والدتها قد وافتها المنية بالفعل لحظة دخولها للغرفة

"""""""""""""""""""

اوقفت الفتاة ذكراياتها عن التجوال وبدأت بتقليب صفحات المذكرة تقرأ كل يوم بصمت وتحدق بكل كلمة وكل حرف

قلبت صفحة تليها صفحة ....

واخيرا بعد ساعة ونصف الساعة تقريبا وصلت لآخر يوم قد تم تدوينه وهو بعنوان

————————-
(( يوم ولادة ابنتي ))

١٢/٧

اليوم بعد ٤ سنوات من زفافي اصبح لدي ابنة اتذكر الحفلة التي اقامها زوجي وصديقتي واقاربي ذلك اليوم تم اضافة فرد جديد للعائلة ........

————————-

كانت هذه اخر صفحة دونت في هذه المذكرة يوم ولادتها وكانت الورقة الوحيدة التي تم تدوين التاريخ بها

تأملت الفتاة بصمت تلك الورقة وسرعان ما ادركت ان هنالك صفحة اخرى تم تدوينها
وكان عنوانها

————————-
(( الخاتمة ))

اليوم اتممت وعدي لصديقتي بتدوين كل ايامي الى نهاية صفحات هذه المذكرة ..

وساخبر نفسي مرارا وتكرارا انني تعلمت الكثير طيلة هذه السنوات وخضت العديد من التجارب وبالنهاية حصلت على خلاصة لكيف اريد ان اعيش
وبأي طريقة ارى هذا العالم

وبالنهايه سأقول

" ان العالم ما زال جميلا لا بل العالم بحقيقته جميل ولكن من يقطنون به هم من قد اقول عنهم مسيئين لان العالم جماد والمخلوقات التي تعيش به هي التي افسدته"

" هناك العديد من الكيانات التي تعيش به فعند الحيوانات هناك قانون (القوي يأكل الضعيف) ولا اعلم لاي سبب قد قلد البشر هذا القانون المخزي ولكن انا لا اهتم ما اهتم به هو قانوني الخاص الذي هو سر دفين لي ولكن انا لست الوحيدة التي تؤمن بهذا فهناك العديد غيري "

سأكرر مرة اخرى " العالم لا يزال جيملا ولا يزال الخير وفيرا "

النهاية ..
——————————-

اطلقت الفتاة تنهيدة صغيرة مع اغلاقها للمذكرة
استقامت بعدها لتضع هذه المذكرة في صندوق وتدخلها الخزانة

نظرت مرة اخيرة عليها قبل ان تغلق الخزانة وتستدير تاركة الغرفة .

🎉 لقد انتهيت من قراءة بقايا الماضي 🎉
بقايا الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن