" متحمس؟ أضن أنك تقصد متعصب ... لا يهمني هذا، فقط أبقى هادئاً أيها المزعج" عندها خطوت للخلف هادفتاً العودة لمنزلي سمعته يقول و هو يلف يدهُ حول بعضها.
" ليس و كأنكِ تقومين بشيء مهم هناك على أي حال، بينما أنا أجني الآلاف فقط بجلوسي أمام حاسوبي و اللعب".
"أنا كاتبة، أكتب الروايات، هل تعتقد بأنني أستطيع فعل ذلك مع ضوضائك، أنت تقطع حبل أفكاري مع كل صرخة و تشتتني ... اوه و بالمناسبة أفزعتني منذ قليل و بسببك سكبت القهوة على حاسوبي و تعطل، ضاع كل عملي و حرقت نفسي، أنظر إلىّ جلدي أصبح محمر بسبب تهورك" .
" هاه، هل تعتقدين بأن هناك من سيقرأ كتاباتك؟ تبدين جديدة في هذا المجال لذا دعيني أعطيك نصيحة، الناس لم تعد تقرأ بعد الآن الجميع منشغل بمشاهدة المسلسلات أو مقاطع الفيديو، إضافتاً إلى أنني أكثر نجاح منك و أمتلك متابعين أكثر من ما قد تحصلين عليهم في سنين، هذا دون ذكر المال الطائل الذي أجنيه لذا توقفي عن تضييع وقتي الثمين و إذهبي للبحث عن عمل حقيقي".
و هكذا أحلامي الزهرية تحطمت، فقط بسبب فاشل يلعب في الإنترنت، لم أرد بشيء و لم أستطع التحدث، شعرت بدموعي تشق طريقها بين خداي، عندها وضعت رجلاي و بدأت أركض عائدتاً لجحري. فور أن وصلت لبر الأمان إتكأت على الجدار و بدأت أبكي.
~
الظلام الدامس يسود في السماء، هدوء تام و غريب بعض الشيء، فقط يمكنني سماع صوت غلاية الماء تغلي و تثور الماء، عيناي تتفحص علبة الشعيرية سريعة التحضير ، إنني أتناولها كلما شعرت بالإحباط. لففت يديد ثم وضعتها على الطاولة قبل أن أسند رأسي عليها. ماذا سأفعل من أجل حاسوبي؟ تبقى ساعة على موعد التسليم لن أستطيع كتابة تلك الجزئية في وقت قصير، هل أتصل على المسؤول؟
بدأت العمل مع هذه الشركة منذ خمسة أشهر إذا تأخرت في التسليم سيفقدون ثقتهم بي و ستفسد العلاقة التي بيننا، تعبت للحصول على عقد مع هذه الشركة كونها معروفة على مستوى محلي و أنا بحاجةٍ لهم لتحرير و طباعة رواياتي، حتى أنني إنتقلت لهذا المنزل الصغير لأركز على العمل.
كل ذلك بسبب جاري الأحمق.
و فقط هكذا مع ذكري لأسمه طرق أحدهم باب منزلي، رفعت رأسي من على الطاولة ببطئ، لا أشعر بالراحة لصوت هذه الطرقات، بدأ قلبي بالخفق بسرعة جنونية، إلتفت لأنظر للساعة المعلقة على الجدار تكاد تصبح الساعة العاشرة مساءً، من قد يأتي في مثل هذا الوقت؟
إقتربت من الباب أكثر قبل أن أسمع الطارق يتحدث إليّ و تمكنت من تمييز صوته سريعاً، كان جاري و قد حدثني قائلاً " أسمعي أعلم بأنكي لم تنامي بعد ذلك لأنك لم تطبخي شيء لتتناوليه ... بالعادة أستطيع شم الطعام الذي تعديه و تبكي معدتي كثيراً لأنها تريد تذوق ما يشمه أنفي ... هل فقدتي الشهية بسبب ما قلتهُ لك؟... أريد أن أعتذر منك فقد قلت كلاماً جارحاً".
أنت تقرأ
أيها المزعج
Short Storyسأقول ذلك بأبسط طريقة ممكنه ... جاري مزعجٌ جداً. " كيف يمكنني مساعدتك؟" " بإخفاض صوتك " " عذراً؟" " أهدأ قليلًا" " ما الذي تقصدينه؟" " أنك مزعج"