⁽ كُـن شاهـدًا ⇣✦ ₎

1K 160 204
                                    

※•┈•ʚ♚ɞ•┈‏ •※                                                                                

أهلًا وَسهلًا قُرائي الأعزاء.

أرجو أن تكونـوا جميعًا بأفضل حالٍ مع ما يُعانيه العالم الآن.

ما سأسرده لكم اليوم هو قصةٌ لطالما عانت بطلتها على مر العصور، عُذبِت، أُهِينَت، أُستَغُلَت، ضُرِبَت فقط لأنها تَحمِل إسم إمرأة!

في خيالي دائمًا ما رَسمتُ صورة هذه البطلة على أنها الماجدة، الحاكمة، المُفكرة، أصل العطف في الكون، أساس التغيير وهَدفُ الثورات على مَر الأزمان، كيف هذا؟
تَمعن في لفظة الحُرية، أليست مؤنثة؟ 
دَقق في جملة حياة كريمة، مؤنثة أيضًا صحيح؟!
هَلّا رَكزت في كلمة كرامة؟ كذلك مؤنثة، أحسنت!
لكن ما كان يُقابِلُ المؤنث ذَكرٌ يقسم عود القوانين ويستحقرها: استعبادٌ يسرق مكان الحُرية، ضَنْكٌ يقتلُ الحياة الكريمة، ذُلٌ يُهين الكرامة، وعلى أساس هذا أُضطُهِدَت المؤنث على حساب المذكر.
إن فَكرَت في سبب هذا، لَن تَجِدَ سوى مصالِحٌ ذاتية تَخدِمُ أصحاب السُلطةِ فقط، لم يَنُصَ عليها دينٌ ولا مذهب، شريعةٌ ولا كتاب، إلا همسات الشياطين.

قصتي اليوم بطلتها أنثى، ومذنبها ذكر.
غزالُها أنتِ، وقاتِلها أنتَ.
جلادُها جريمة، وبريئتها روح.

كان يا مكان، في ماضي الأزمان وحاضر الآن، قاعةُ محكمةٍ تُدعى حياة، تُقام فيها أعظمُ قضايا التاريخ وأشهرها، شابةٌ قصيرةُ القامة ممتلئةُ الجسد سمراءُ البشرة، عيناها السوداوتان تحكيان قصة مأساتها وقسوة ألمها على قلبها الرقيق. يحتضنها قفص الإتهام بين أضلعه الباردة، بينما كفاها الناعمان يحتضنان قضبانين منه برأفةٍ؛ عَلهُ يُبادلها ذات الملمس.
قد تظنها قتلت أحدهم، سرقت مالًا، دخلت مشاجرةً ما، لكنها في الحقيقة لم تَفعل ذلك، كانت مُتهمةٌ بجلب العار لأهلها؛ حيث أنها لم تترك بقعًا حمراءً بعد ليلتها الأولى مع زوجها.

بعدما نادى أحد رجال المحكمة بـ:
" محكمة! "
حتى اجتذب الإنتباهُ وصارت النظرات تتبع القاضي ومستشاريه وهم يدخلون القاعة جالسين في أماكنهم.

يَجلِسُ مَن رَفع ضِدها القضيةُ أمام منصة القاضي على يمينه، السيد مُجتمع يُراقب من تجاوزت على حدوده ويتهمها بجالبةُ العار وعيناه تقدحان شررًا؛ يتمنى لها الموت دون أن تُحاكم حتى!
السيد مُجتمع كان قد كَلف مُحاميًا شرسًا يُدعى بالعادات والتقاليد، ذلك المُحامي لم يُدافع عن قضيةٍ إلا وفاز فيها! 

على منصةُ الحُكمِ يجلس والدها القاضي برفقةِ أخويها وزوجها كمستشارين له، وجوههم الجادة قاسية الملامح تحكي عن مأساوية موقفهم وخطورته. يتناقشون فيما بينهم على إصدار حُكمٍ يُبرأ شرفهم مما أجرَمت بحقه أنثاهم.

محكمة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن