ون شوت

33 2 0
                                    

:
:
سواد مسبل في فراغِ تاهت روحي فيه و عُميت عيناي عن النور  و تفرقت سبل نجاتي مهاجرة من أعماقي.

كزهره منسية ، كنعجة وحيدة ضعيفة لا تتكاتف حواجز القوة حولها ؛ فتغرق في ظلام حالك ،  و يُمحى ذكري من الوجود....

و مع زخات الإنكسار الساقطة عليَ من غيوم الفشل تحقق أسواء كوابيسي.

- لا.... لا أريد أن أُنسئ أنجدوني من هذه العسعسة .

متخبطة الخطوات و قفت أتلمس في الظلام من يذكرني ولو بوهج مشكاة خافت .

تعثرت قدماي و مال جسدي للأمام ، و كدت أسقط على أرض نَشأت من منبت حالك بارد حُرِّمَ الدفءُ من وضع خُطاه فيه.

تَألمتُ و نَزفت أحلامي تسربت هاربة من ذلك الثقب الصغير  ،  و غدت روحي جثه هامدة .
احتضنتُ بقعة السواد تلك و سال ما تبقئ من أمل فيَّ - على شكل قطرات بلورية-  من عيني .
فأعلنت استسلامي.

- أُعيد كلامي فلا تسمعين، تتجاهليني و تكّذبين ما أقول لك... لقد حذرتك و الأن ذوقي ما كنتي تصنعين.

سماع ذاك الصوت أرجف أوصالي . حوَّل البرودة تحتي إلى بركان ثائر  ،  و أحرق ما تبقي من شغفي .

رفعت جذعي برهبة و صرخت بكل صوتي

- الــنــــــجـــــدة

نهضت من بقعه اللهيب الحارق و حبالي الصوتية تأن و تشكي
و لم يخبو صراخي

خاطبني ببرود
- لا توجد منفعة من عويلك فصوتك بلا صدى و لن يبلغ طوله حِفش فرد و احداً.

تابعت ركضي و أردف بهمسهِ قُرب أُذني

- أنتي أنا لا يمكن الاختباء مني أعيش بداخلك و ألحقك بكل خطواتك.

فعلى صوتي ببرطمه بلا أي صدى. ....
.
.
.

تعبت قدماي و تلاحقت أنفاسي و ستتحطم عظامي إن زدت في خطاي
همست بصوت ضعيف:

- لماذا

خارت قواي و انَسدحتُ بين أحضان السواد
أجابني

- ربما لأنك أمراة.

غطيتُ وجهي البّئِس بيدي.

هذه الجملة
أردت بأحلامي قتيلة  بوابل من الرصاص تمركز في منبعها....

- أليست هذه الحقيقة؟

تدافعت دموعي و سقط قلبي المجروح في نبع من بُرادة حديد ساخنة

إنه ينزف .

أعتقد أنّه منذ وقت طويل... ربما من تلك اللحظة ..منذ أن افتتحت بصوتِ الباكئ حضوري على الحياة
فسُلب صدايَ عند  إعلان كوني فتاة

- أرجوك توقف

وضعت يدي على قلبي أتلمسه
فتَلطختْ بِدمائة و تمتمتُ بصوتٍ منهُ

 صرخة إستعاثة " بـلا صدى"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن