P.1

374 29 51
                                    



-
١٩٩٩.٥.٣١

بينمَا كانتْ تُناظر السمَاء مُشابكةً أصابعُ يدهَا بِ يدْ زوجُها ،
كَانتْ تلكَ السيدَة الفرنسّية ذَات الشعرِ الأشقر تحتفلْ بمِيلادِ زواجُها السابِع وسطُ كُوريا،سيُول.
"عزِيزتِي، لدّي مكَان لآخذكِ له،" قَال الزَوج محدثًا زوجتهُ .
" أينْ؟!" أجابتهُ سائلةً إياه عَن ما لمّح لهُ الزَوج سيّد ليُو بوربُون.
"سُرُبرِيس!" حدثهَا فرنسِيًا قاصدًا أن يُفاجئهَا.
-
بعدَ نصفِ ساعَة،
علَى ساحِل نهر الهَان كَان يمشي بأتجاه المصطبَة البسِيطة ساحبًا يدهَا،
بينما شفتَاها ترسمُ أبتسامةً وسط محياهَا ناظرتًا بعيونهَا نحُو المكَان تتفقد كُل زاوِية بهِ،إن كانَ هنَاك زوايَا!

-
بعدَ حدِيث طوِيل بينهُم ملِيء بغزَلٍ وحبٌّ كَان يحتضنها بذراعِه يشاهدُون غرُوب الشمسِ ،
لينظرُوا بأعِين بعضهُم مقربِين شفاههُم
علَى وشكِ حدُوثِ قُبلة قاطعهَا صوتُ أنين وبُكاء خافِت.

علَى بُعدِ ٣٠ مترًا كَان يجلسُ الصغِير بعينَان باكيةً وملابِس مُمزقة ومتسخةً ،
واضعًا بأيدِيه فوقَ رُكب أقدامه متكئًا برأسه علَى يدِيه
كَان كالمُشرد!
-
تقدمَت السَيدة نحُو الصغير لتجلسُ أمامه ماسحةً بيدَاها دمُوعهُ المُتسربة على وجنتَاه لتقُول ؛
"أكُل شيءٍ بخَير حبِيبي الصغِير؟ لِما البُكاء؟"
وهِي تحاوِل رؤية عينَاه المخفِية أسفل يدَاه مُبتسمةً له.

بينمَا كَان زوجُها خلفهَا جالسٌ مائلًا برأسه نحُو الصغِير مُبتسمًا لعلّهُ يزرعُ الأمَل وسطَ قلب الباكِي أمامهُم.
" أخبرنَا مَا بك، أأنت ضائع؟ إن كَان كذلكَ فَ لا بأس،الشُرطة سيجدُون والدَيك وتعُود لهُم بسلَام.،!"
قَال مُطمئنًا الآخر إلا إن الصغِير أجاب العَكس،
" أنهُم فِي السمَاء،" شهقةً وسط حدِيثه "لقد تركُوني وسط الشارِع ولم يأخذونِي ،إنّي هاربٌ مِن الميتَم." قال مُنهيًا كلامَه لتنفجر عينَاه باكيةً ويعُود لنفس وضعيتَه الاُولى.

Les françaises || VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن