طاف داخل عقله وهو نائم
ليتذكر ايامه هناك معهم
ليتذكر سبب وجوده وسبب رحيله
كان يقف على حافة جبل
يقف وينادي بأعلى صوت له
اريزونا !
بدا كالمجنون ولكنه كان قد فاض به
يريد العودة ولكن لا يستطيع
يتمنى ان يحصل على دقيقة واحدة في نفس المكان مرة اخرى
وليته يستطيع ان يفعل
افاقته امه من احلامه وهي ترى كيف سائت حالته كثيراً منذ عاد
اخبرها بكل شئ وكانت الوحيدة التى صدقته
كان يشعر بالرعب كل ليلة خوفاً من عودة ارياس لقتله بعد ما فعل
كان يشعر بالفقدان عندما يتذكر اصدقائه هناك
كان أيضاً يكن ذكرى خاصة لأحد هاؤلاء الاصدقاءاريزونا "
-امي
=نعم يا حبيبي
تنهد وهو يعتدل على سريره
-تفتكري هعرف ارجعلهم تاني ؟
=ترجع فين يا ايمن بس دنا مسدقت انك رجعتلي سليم
و بعدين انت نسيت الجدع الاسمه ارياس دة ، دة حالف ليقطعك لو شاف وشك
يا حبيبي د هيعملك شيش طاووك ولا هيقطع راسك ويعلقها على باب بيتهم ولا يعمل لنفسه باب زويله عشان يحط راسك مخصوص وانا بقول اهو
-مش مهم
= يا حوستي يا سواد ليلي ونهاااري ، يا ابني انت مش هتبطل غباءك الموديك فداهية دة
ربنا يهديك عليا يا ابني
يا حبيبي انا شوية وربنا هيكتب على عمري ينتهى انا عايزة اشوف عيال صغيرة قبل ما اموت
ولا انت مش ناوي تفرح امك يا روح امك ؟
-يا ماما اهدي عليا بس عيال صغيرة اية ؟
=عادي يا ابني تتجوز وتجيبلي عيل ولا عيلين اربيهم اية المعضلة يعني
-محسساني اني هشتريهوملك من سوبر ماركت
=والله ياريت
الله صحيح قولي يا واد
مش كانت عاجباك البت الاسمها اريزونا دي
متجوزتهاش لية ؟ضحك وتذكر ايامه معها او مع الفرقة كلها ولكن كانت ذكراها اقوى من الجميع
-اريزونا تاني يا ماما
منا مش راجع تاني
وياريتني عارف انسى الحصلي هناك
الفترة الغيبتها دي غيرتني جدا يا ماما
=يا عيني عليك يا قلب امك
طب بص
قوم كدة يلا وصحصح واغسل وشك علبال ما اعملك فطار على مزاج كدة يروقك وانت عارف اكليضحك وابتسم ابتيامة يائسة وقال : ماشي يا ماما تسلم ايدك يا غالية
تركت امه الغرفة متجهتاً للمطبخ بينما جلس هو مكانه
هو يعرف انه من المستحيل العودة هناك
ولكن يتمنى
وما العيب فالتمنى ؟
فليس امامه سوى امنياته وخياله_____________
ترك سريره واتجه ليغسل وجهه ووقف ينظر فالمرأه فرأى ذلك الانعكاس
كانت هي
انها هي حقاً !
وقف ينظر لا يسدق عينه يظن انه خيال وعلى الارجح هذا ما كان يجب ان يكون
ولكنه لم يكن
وضح السراب وصار صورةً واضحة لأريزونا
كانت تبكي وتضع يدها على المرأة وتتحدث بسرعة
وكان هو مصدوماً فقط
سرعان ما حاول تهدأتها فوجدها تقول : ايمن ، إن كنت تسمعني فأرجوا ان تستمع جيداً ، ايمن الوضع اصبح خطيراً ، ايمن انا ...
ايمن !واختفى السراب
لازال مذهولاً
لازال يقف مكانه متخشباً وكأنه قد دق إلى الارض بمسامير
مرت امه بجانب الباب ورأت حالته فنادته
-ايمن !
لم يتمالك اعصابه في تلك اللحظه وحطم المرآه
ثم وقف ينظر لها وهي مكسورة وقد تبعثر الزجاج في انحاء المكان وامتلأت يداه بالدماء بينما لم يهتم لهما
=يا امي انا تعبت من البيحصل دة
بتختفي وتظهر
وتروح وتيجي
وهي عارفة كويس اني مقدرش ارجع البوابة اتقفلت !
-يا حبيبي اهدى كدة بس ومتفكرش فالموضوع
=مفكرش اية بس يا ماما ما حياتي كلها هي الموضوع
يا امي انا حاسس ان مكاني هناك مش هنا
بس مش قادر ارجع !
صعب اسيب الدنيا كدة وامشي
صعب عليا اسيبك انتِ بالذات
انا عيشتي هناك خلاص خلصت لازام ارجع لحياتي الطبيعية مينفعش اعيش كدة !
بس انا مش قادر
عايز أقسم نفسي نصين ونص يفضل هنا ونص يروح هناك
انا بقيت غريب
بقيت بحلم بيه كل يوم
وهي كانت بتحلى حلمي
معرفش هي بتعمل معايا كدة لية يا ماما بجد انا تعبت !كان يبكي بشدة يحاول ان يجمع نفسه ولكن لا يستطيع
لا يعرف ما خطوته التاليه لا يعرف شيئا !
توجه عائداً نحو غرفته وامسك بالكتاب مرة اخرى
وقرأ عنوانه بصوت هافت يملئه التعب ثم قال
-انتِ لية بتعملى معايا كدة
مكاني مش معاكوا
انتم اسطورة اسطورة قديمة
بنحكيها للاطفال
بس انا كنت الطفل الفضولي
انا الوصلت
انا التعبت
مليش مكان غير هنا دي ارض الواقع
ودة تذكير ليا
ان مكاني هنا
