Equals-TK | 18+

II: rythem

الشهقات تعالَت عِند إنتهاء حديثي ذاك، ولا أستطيع كبّح شبح إبتسامتي الذي إقتحَم وجهي بالفِعل بعد أن ترائا الىٰ أعيُننا جميعًا تساقط الستُون شخصًا مُعلنين إنتهاء حياتِهم الإجبارِية مغادرِين أقفاص أجسادِهم

حادثة إنتحارٍ جماعّي من أعلىٰ مباني شينيكي سيُكتب ذلك بالخَط العريض علىٰ أغلب الصُحف المَرموقة بالتأكيد

أرحتُ جفناي بإطبقاهما علىٰ بعَضهما تزامنًا مع ضمي ليدّاي سويًا لأردف"غادروا بسلام"

غادروا بسلامٍ فلن ندفع ثمَن وُجودنا بعد الآن، لم يكن وجودنا هاهُنا خطيئةً تمت مِن قبلنا فلا مُبرر اذًا لإستمرارية تِلك العُقوبة

ها نَحن أصبحنا نستطيع المُغادرة متىٰ ما شئنا حامليِن مناديلنا المُدماة ملوحِين بها نحو الحياة ومُحلقين بأجسادِنا نحو النجوم.

سن قانونٌ كهذا ظاهِرة يشكلّة كجريمةِ قتلٍ عمدِي بينما هو يحمِل بين طياتِه الرحمَة والإغتفارِ

قربتُ الكأس من محيَاي لينزلق ذلك القرمزِي راويًا دواخِلي المُتهالكة وناظري يتهافت بين الحُضور، وكأنهم يتقاتلون لكسبِ إهتمامي

ملامِح يكسوهَا الغضب وأخرىٰ تعتليها الصدمة بينما لم يغب عن ناظري إنزلاق الدموع علىٰ خدِ إحداهُن لتُقاطع سلاسة ذلك الإنزلاق سريعًا بطرفِ منديل سُترة ذلك النبيل بِجانبها

الكُل موبوء بهذا الحُزن اللامبّرر وكأنهم يحملون علىٰ أكتافهم لوح نعش، كيف لتصلبِ الأحلام، إنطواء الذكريات، تلاشِي الألم وتوقف الوقت أن يكون بالأمرِ المُحزن؟

لقد شَاخ العالم وأصبحت أكثر الغزواتِ مشقةً غزوةُ الرأس بفكرةٍ جديدة، لكن رأسي هذا لا يبلىٰ ولم تظهر تجاعِيدة

قدماي قادتَني للخارجِ سريعًا لأن عملي قد انتهى هُنا بالفعل وما عادت تعابير الحضور تستهوِيني

وبدلًا من تشغيل مُحرك السيارة أصابعِي وجدت طرِيقها لهاتفي بحثًا عما يُمحي ما يؤرقني
" تايهيونغ، أشتقت إليك لماذا لم تُهاتفني كما وعدتني؟" هذه النبرة وهذا الصوت قادرين علىٰ بث كُل السكينة بداخلي
"أردت أن أهاتفك كثيرًا لكن خشيت أن اقاط...."

قاطعتها بدوري بسرد ما يرهق عقلي لأردف
"أوليس من الأفضل أن أكون كوبر أو أبن أخي من أن أكون أنا نفسي؟"

"وما الذي يجعلك تقول هذا تايهيونغ؟ما خطبك؟"

" بمجرد أن وطأت أقدامي تلك القاعه، كنتُ محملاً بالثقة نيابةً عن كَل حرفٍ يخرج من ثناياي والآن أصبحت متزعزعًا لرؤيتي الحزن البادي علىٰ أحد الحضور لعجز عقّلي القاصرعن تفهم مشاعرٍ بدائية كهذه! أن أكون كوبر أو أبن أخي أفضل من أن أكون مجلبة ومنبعٌ للآلآم"