The Other Side

889 57 146
                                    

" كلّ أفكاري تبددت منذ أدركت أنّ حياتنا هنا مجرّد دوامة مفرغة..أقصى حلمنا هو الإستمرار في العيش أو الموت بطريقة رحيمة، لم نفكرّ يوما أن نشعر بالسعادة فهي كانت محرمة هنا.."

الغيوم متلبدة في السماء حتى أشعة الشمس تصل باهتة، و للبعض هذا الطقس يعكرّ مزاجهم و يفسد يومهم بحيث يؤثر على شخصياتهم سلبًا، أمّا البعض الآخر فيحبون الطقس الغائم و الممطر و يتأقلمون معه..

في الأخير، الناس أذواق و لكلٍ إختياراته الخاصة و هو حرّ فيها..

لكن...أهل هذا العالم الذي تدور فيه قصتنا لم يكن لديهم الإختيار، مغيما الطقس أو مشمسا كان، لا مجال للإختيار..

في هذا العالم، السعادة ليست جائزة و الجميع يعيش حياته بتعاسة و لا شيء غيرها، السكان يتعاملون مع بعضهم بعبارات لاذعة و جارحة، لكن لا إختلاف فالجميع حزين و غاضب أساسًا..

هل سيتغيّر يوما ؟

" صباح الخير تاي " قال فتى ذو شعر أشقر و قامة قصيرة و عيون جميلة كانت لتكون ساحرة لولا إنعدام البريق فيهما، شفتاه الثخينتان رسمتا إبتسامة حزينة متكلفة

" صباح الخير جيمين " الأمر سيان مع هذا الشاب الطويل الوسيم صاحب العيون البنية الآسرة و المدعو بتاي..

الحياة هنا مملّة جدّا و بارِدَة جدّا.. حصيلة السكان الذين يموتون منتحرين تتجاوز حصيلة أولئك الذين يقتلون..

" غدا ستصبح في الرابعة و العشرين...كل عام و أنت بخير مين مين.."
من المفترض أن الأصدقاء سهنؤون بعضهم بكلمات مبتهجة و نبرة صاخبة مع إبتسامة مشرقة، لكن هذا لم يكن الحال هنا، فقط بضع كلمات عاديّة و صوت فاترٌ..

" إنه فقط عام آخر في هذا الجحيم..أتمنى أن تمضي السنين بسرعة حتى أرتاح في موتي بدل العيش في هذا العذاب لمدة أطول.."
علّق جيمين و عيناه مركزة على الكتاب بين يديه، يتحدثون خلسة عن الأستاذ المنغمس في شرح درسه..

رنّ الجرسُ و إنصرف الجميع إلى غرفة الأكل، الكافيتريا العادية لأي مدرسة أو ثانوية أو جامعة من المفترض أن تعج بالأصوات و الضجيج، لكن ليس هنا..

هدوء و صمت قاتلين يحلان على المكان، صوت الإبرة إذا سقطت سيبدو مرعبا، و كانت تلك الأجساد كأنها خالية من الأرواح..بل هي خالية من الأمل و الرغبة في الحياة..

هذا تماما ما يُريده حكام هذا العالم، لذا فرضوا قوانين تمنع الفرح و السعادة، و كان العقاب شديدا للمخالفين..

The Other Side | الجانبُ الآخرُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن