ما قبل منتصف الذاكرة

19 4 44
                                    

هالووو بيوريفول بيبل❤
أول قصة مكتملة لي👏
كتبتها منذ زمن، سو قلت علاش ماننشرهاشي😁

قراءة ممتعة❤

___


بياض السقف كان في استقبالي عند فتحي لعيناي لأول مرة، والزغاريد الصادرة عن جهاز قياس دقات القلب بجانبي، في الواقع تلك لم تكن ولادتي الأولى، فمن ذا الذي يولد بشعر طويل وجسد مراهقة في عز شبابها، تلك كانت هدية من القدر، وولادة من جديد.

لم أستطع الحركة، بل لم أشعر بأي جزء من جسدي، لذا بت أتأمل السقف وأصغي لألحان تلك الآلة المنتظمة.

قاطع خلوتي صوت فتح الباب لأحاول رفع ظهري، إلا أن جسدي يأبى الاستجابة.

حدقت بها لثوان بينما تضع الوسادة بطريقة مريحة لعمودي الفقري الذي لا أستطيع الشعور به بالفعل، أعتقد أنني كنت مستلقية لمدة طويلة مما جعل أطرافي تتخدر، إلا إن كان ذلك راجعا لمحلول أو مخدر ما.

بينما اتأمل المزهرية التي احتوت وردة ياسمين لائم بياضها صفاء لون الغرفة، بادرت إلى ذهني أسئلة أخرى أهم من سابقاتها؛ هل زارني شخص ما هذا الصباح؟ هل هو من وضع الزهرة التي بدت عليها حداثة الاقتطاف هنا؟ وهل يزورني دائما؟

انتبهت الممرضة لاستيقاظي فنبست: "سأخبر الطبيب كيم باستيقاظك" وعادت مهرولة أدراجها بعد أن أخرجتني من بحر أسئلتي.

بعد هنيهة داهم الغرفة ذلك الطبيب، ليقف بجانب سريري وتقف الممرضة على يساره.

"آنسة جوردون، لقد تعرضت لحادثة أدت إلي شلل مرحلي، وبعض الكسور والأضرار، كما أنك تلقيت ضربة أدت إلى فقدان للذاكرة " نطق ممسكا دفترا وقلما اسود منقوشا ببعض الخربشات باللون الفضي.

كان ذلك كالصاعقة، كنت مدهوشة، أقال فقدان ذاكرة أم أنني أصبت بالصمم؟ كنت فقط تائهة في الفراغ الذي يحتل عقلي.

استيقظت من شرودي جراء فتح الباب من طرف أحدهم، كانت فتاة بشعر أسود قصير بنهايات رمادية اللون كعينيها، ترتدي معطفا طويلا وحذاء شتوي اسود بكعب عال قليلا، استطعت معرفة ذلك من صوت خطواتها.

"أوه، استيقظت أخيرا عزيزتي" اقتربت مسرعة مني فور انتباهها لاستيقاظي، حدقت بها لثوان معدودة قبل أن ينطق الطبيب:

"آنسة جوردون احرصي على الحصول على بعض الراحة ولا تظغطي على ذاكرتك كثيرا" ثم وجه بصره نحو الرمادية مسترسلا: "آنسة واتسون رافقيني للخارج قليلا".

غادر الاثنان بينما اكملت تحديقي بالنافذة التي كانت على مستوى بصري لأسمع بعد حين صوت الباب وانقل نظري نحو تلك الرمادية التي تقدمت مني مبتسمة، جلست فوق كرسي كان بجانبي لتنطق:

ما قبل منتصف الذاكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن