⭑ Prologue

20.1K 568 113
                                    

==

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

==

جونغكوك؛

استلقيتُ على ظهري؛ مواجهًا السقف المُرتفع لغرفة نومي في صمتٍ مُدقع ومليءٍ بالدفء. تتموضعُ ملصقات النجوم البلاستيكية على السقف بشكلٍ مائلٍ في نوعٍ منَ التشكيل، تظهرُ العديد من الفجواتِ البيضاء في منطقةٍ مُعينة إعتاد نجمٌ ما أن يملؤها فيما مَضى.

أجدُ أنّ الوضع برمتهِ واضحٌ للغاية؛ تموتُ النجوم الحقيقة بعد فترةٍ منَ الزمن، وقد ماتت بعضُ نجومي بسبب نفاذ اللاصق المتواجدِ على ظهورها.

تمتدُ ذراعي في محاولةٍ للوصولِ إلى السَقف مما يضعني في نوعٍ من النَشوة وغشية البَصر. أتمنى أن أتمكنَ من لمسِ النجوم، النجوم الحقيقة، ومشاهدتها وهي تتألقُ كالضوءِ اللامع الذي هي عليهِ. أرغبُ في رؤيةِ تلكَ النجوم التي فقدتها لمرةٍ واحدة فقط.

أريد أن أشعر بالدفء الذي ينقلونه، تمامًا مثلما يفعلُ المصباح بعدَ ساعةٍ من الإستخدام حيثُ أشعرَ بالضوء يحرقُ أصبعي في اللحظةِ التي ألمسُ فيها مصدرَ الطاقة.

على أيّة حالٍ، لقد تُركت مع نجومٍ بلاستيكية تتوهجُ في الظلامِ، بالإضافة إلى أنها عاليةٌ جدًا بحيثُ لا يُمكن الوصول إليها، تمامًا مثل النجوم الحقيقة.

يتدحرجُ رأسي إلى اليمين حيثُ أخطفُ نظرةً نحو الساعةِ الإلكترونية القابعة على المنضدةِ إلى جانبي بأرقامٍ متوهجة وخضراء اللون.

الواحدة والرابعة وثلاثون دقيقةٍ صباحًا؛ عدا أنني ما زلتُ أرتدي ملابسَ النهار. قد تكونُ الأضواء مطفأة وقد أبدو نائمًا كما هو ظاهرٌ من خارج نافذتي، لكنّ ذهني مُستيقظٌ تمامًا وأعلمُ أنّه لن يخمد في أيّ وقتٍ قريب.

لقد تعمقتُ كثيرًا في أفكار الساعةِ الثانيةِ صباحًا الخاصةِ بعقلي على الرُغم من أنّ الساعة تشيرُ فقط إلى الواحدةِ والنصف.

تزحفُ عيناي الداكنة من النجوم البلاستيكية خاصتي نحو العالم المتواجدِ خارجَ نافذتي، على معرفةٍ تامة بمقدار الشر الذي يحتويهِ في هذهِ اللحظة، على معرفةٍ بأنّ الناس يعانون حتى لو كانَ ذلك بدرجاتٍ مُختلفة.

تبدو النجومُ كواحةٍ في الصحراء، هذهِ الليلة هم منتشرونَ إلى أبعدِ الحدود. على الأقلِ، إنّها مُنتشرةٌ بهذهِ الطريقةِ التي تجعلها أشبهُ بالملاذاتِ الآمنة في سماء الليل المُظلمة.

منتصفُ الليل المُزرق والممزوجِ بالأسود، بالإضافةِ إلى الوسط الدافىء الذي يملأ الأجواء؛ ينشرُ نوعًا من الغبارِ الذي من شأنهِ جعلُ معظم الناسِ نيام، جميعهم باستثنائي أنا، في هذهِ اللحظة.

أنا أعلم أنّه إذا ما كانَ هذا نوعًا من الأفلام، ربما الرومانسية، فإنّ زاوية الكاميرا ستأتي بالتحديد من حيثُ تقع نجومي. سيكونُ شعري الأسود ممتدًا مثلُ عُرفِ أسدٍ¹ قصيرٍ للغاية. سوفَ يسقطُ القميص الأبيض الفضاض من جوانب جسدي الضعيف مُشكلًا تجاعيدَ مُتقنةٌ بمثالية.

سيكونُ بنطال الجينز الأزرق والمُمزق بمثابة منارةٍ ضد ملاءات سريري البيضاء. أنا أستمتع بمشاهدةِ اللونِ الأبيض المُحايد والناعم، ولكنّه لا يزالُ يتمتع بتأثيرٍ قوي.

في هذهِ اللحظةِ التي يسودها السلام، لديَّ رغبةٌ في التَحدث، أخرجتُ همهمةً خافتة لكنني قررتُ أنّه من الأفضل لو أنني لم أفعل. إنّه لأمرٌ فظيع كيفَ أنني صامتٌ في المنزلِ تمامًا مثلما أكونُ في المدرسة.

في بعضِ الأحيانِ، كانَ كوني صامتًا أمرًا لطيفًا؛ حيثُ أعلم أنّه لن يجرؤ أحدٌ على إزعاجي لكونهم يعلمون أنني لن أتحلى بالأدبِ وأجيبهم، لكن في أوقاتٍ أخرى، كانَ الأمرُ محبطًا وجعلني أشعرُ برغبةٍ في تمزيقِ شعري بمقدارِ ما تحويهِ أذني الصغيرة من أقراط.

تنفصلُ شفتاي الصغيرةُ والوردية ببطءٍ شديد أكثرُ من أيّ وقتٍ مضى ثُم يسمعُ صوتٌ ضعيف لفتى يبلغُ من العمر سبعة عشرَ عامًا في غرفتي الصامتة بشكلٍ مُميت.

عندَ ذلكَ، تُغلق عيني، وأغمر نفسي بقدرِ الإمكان إلى أن يتوقفَ صوتُ الهمهمةِ ثم يبدأ الظلامُ الحقيقي، ويملأ كُل كياني؛ مساسُ جلدي، عضلاتي، أوتاري، أربطتي، عظامي، وأخيرًا عقلي.

يترسخُ عالمُ الإحلامِ عدا أنّه باهتٌ جدًا هذهِ الليلة، حيثُ يتأكد من تركي دون أيّ ذكرى عما شكلهُ ذهني خلال النَوم، بمجردِ حلول الصباح.

من المُفترض أن تكونَ الأحلامُ جميلة، وهي كذلك، ولكن عندما تُفكر وتُدرك أنّ الأحلام ليست سِوى هلوسات داخل عقلك وتظهرُ أثناء فترةِ الراحة، عندها لا يمكن إلا أن تبدو أقل سحرًا مما كانت عليهِ من قبل، وبالنسبة للآخرين يُمكن أن تجعلهم أكثر جمالًا.

==

¹عرف الأسد: نوع من أنواع نبات الفِطر.

هذهِ فقط المُقدمة، الفصول الفعلية ستبدأ بعد شهر رمضان.

رأيكم في الترجمة؟ وهل هناكَ أيّ تطلعات؟

إلى اللقاء قريبًا ~

Pretty Boy | TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن