رحلة مُميزة بينَ طالب صغير في سنتهِ الأولى يُسمى جيون جونغكوك والذي يُحب الأشياء البراقة وبينَ طالب عذبُ اللسان في سنتهِ الأخيرة ويدعى كيم تايهيونق والذي يلعبُ كرةَ القدم.
✧ تحذير: يحتوي الكتاب على؛ لغة قوية، اضطراب القلق، عنف، مواضيع سوداوية، مشاه...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
==
بدا جيمين كروحٍ ضائعة في الآونةِ الأخيرة. لقد ذهب الشخصُ الوحيد الذي اعتاد على إضفاءِ معنى لحياتهِ، وحماقةُ أفعاله كانت السبب الوحيد الذي يمكنهُ إلقاء اللومِ عليه. لم يكن هذا مطلبهُ أبدًا؛ لم يكن يرغبُ أبدًا في أن يكون الوحش الذي يدعي الجميعُ أنّه هو الآن. كانَ هناك سببٌ وراء إخفاء جيمين لمشكلتهِ طوال هذهِ السنوات، لكنّه الآن يشعر بالندمِ على إتخاذهِ لمثلِ هذا القرار الغبي، لأنّه قد كلّفه صداقةٌ كانَ يأملُ أن تتحول يومًا ما إلى شيءٍ أكبر.
وهذا شيءٌ آخر: لم يكن لدى جيمين أيّ فكرةٍ عن كيفية إلتقاط التلميحات. كانت الأعلامُ الحمراء الواضحة التي حملها جونغكوك تسقطُ بتَوقٍ من أجل تايهيونق وتحاولُ أن تظهرَ لهُ أنّه لم يكن هناكَ أيّ أمل على الإطلاق، إلى أن وقعت تلك الحادثة الشائنة. لم يكن هناك من طريقةٍ يُمكن أن يتوقف فيها جيمين عن كُرهِ نفسه لما فعله؛ إيذاء شخصٍ لم يفعلُ أيّ شيء ليستحق ذلكَ الألم.
كانَ ذلك خطأهُ بالكامل، وهو يعلمُ هذا، تظهرُ مشاعرهُ عبر زوجٍ من الأعينِ الفارغة والتي استمرت في التحديق في العُشب، و حفرِ ثقوبٍ داخلَ الرمال بينما تتساقط الدموع كقطراتِ الندى المالحة فوق حِجرِهِ.
جسد، شخص، أحدٌ ما فضوليّ، جلسَ إلى جوار الصبي الباكي بصمت، حزينًا لرؤيتهِ في مثلِ هذهِ الحالة. لم يكن لدى هذا الأخير أيّ فكرةٍ عمّا جذبهُ نحو الفتى ذو الشعر البرتقالي، ولكن ربما كانت الطريقة التي انكمشَ بها ضد جدارِ القرميد كما لو أنّهُ قد تخلى عن كُل شيء، خاصةً ذاته.
كانَ يونقي على درايةٍ بشعورِ خيانةِ شخصٍ آخر. لقد شعرَ بهِ في كُلّ مرةٍ كانت عيناهُ البُنيتان تتجهانِ نحو صديقهِ المُفضل والذي يُدعى هوسوك. كانَ الصبيان قريبانِ من بعضهما البعض، لكنّ أحدهما كانَ مُهتمًا جدًا بشأنِ كُلّ شيء، و وقع بلا حولٍ ولا قوةٍ للفتى ذو الشعر النعناعي الذي لم يستطع مبادلتهُ ذاتَ المشاعر. كانَ الأمر على الأرجح خطأهُ بسبب تقمُصهِ لمثلِ هذهِ الشخصية.
"ما الخطب؟" كانَ صوتُ الفتى ذو الشعرِ النعناعي هادئًا ولطيفًا، نبرةٌ كان يصعبُ عليهِ التحدثُ بها، إلا أنّ الأمر كانَ سهلًا للغاية بالنسبة لهُ في هذهِ اللحظة. لا أثرَ لشخصية الأحمق الساخر حيثُ أنّه فعل ما في وسعهِ للحفاظ على التواصل البصري مع الآخر الذي لم يكن يسمحُ لهذا الأمر بالحدوث.
