1

164 8 0
                                    

بين الحب والكرة شعرة واحدة ، ليس بغريب ان تكرة من كان يمتلك قلبك ، فهما وجههين لنفس العملة ، ما ان ياتي الحب حتى يتبعه الكرة ، ذاك ما كان يجول بخاطرة ، ظهره مستند على الجدار ، امامه نائمة ماضيه وايضا حاضرة وربما مستقبله ، عينيه ثابته تتامل ملامحها المنحوته بقلبه ، يشعر بانفاسه ثقيله ، و كان ثقل هذا العالم على صدرة ، يحاول يخفف هذا الحمل وهو يستنشق من سيجارته بقوة ، لكن مع كل نفس يثقل الحمل ويزداد غضبه .

لربما بقى هكذا لساعات يتاملها فهي ملكه لكن هي ايضا ليست له

عالق بها و يريد الهرب منها لكنه يعلم بانه دوما سيعود لها

مهما هرب وابتعد و اخفى نفسه في ظلمه الحانات ، يشغل فكرة بتلك الالحان ، يغلق هاتفه رغم علمه بانها لن تتصل ، فهي متاكدة بانه سيعود ، باحثا عن عطرها و عن حرارة جسدها

رغم ألمه منها سيشدها له و يجلسها في حضنه لعله يشعر بها

فهي بعيدة عنه ، عينيها لم تعد تشع بحبه ، لكن هي ايضا عالقه به

لا تستطيع ايضا المضي بدونه .

ما يربطه بها ليس حبا او حتى احتياج فهو تعيس بها

لكنها كمخدر يعلم بانها تقتله ببطئ ففي كل ليلة تسرق جزء منه

يبقيها بقربه ، يستنشقها لتحيه لبعض ثواني و لتخفيه من عالمه

وتبقى هي الوحيدة في عينيه ، من يستطيع بلا اي فعل او حتى حرف ان تكسرة و تظهر الطفل المخفي بداخله .

بضعف ابعد جسدة عن الجدار و ترك خطواته تاخذة بعيدا عنها ،

للحظة شعر بها تنده اسمه ، يده على مرفق الباب

وعينيه تتامل جسدها الغارق في اغطية سريره، يتمنى ان تندهه و تتمسك به ، لكنها لن تفعل .

كانت اخر افكاره وهو ينزل عتبات منزلهم بانه سيعود لها مثل كل ليلة ، خائبا من ضعف قلبه .

لم تتفاجاء عندما استيقظت لتجد السرير فراغ و السكون المميت يحيط بالمكان ، كذلك لم تعد تصدمها رائحة غيرها الملتصقة بعنقه و ببقايا

اثار قبلات احدهن على رجلها ، فهي لم تعد تشعر به ، ملامحه اختلفت كثيرا عن تلك المتواجدة في ذاكرتها .

استصعب عليها قراءة مشاعره ، فهو لا يبتسم كذلك لا يتألم

كل الذي تراه هو اجزاء رجل ذات يوم كان امير أحلامها

سبب سعادتها و اجمل لحظاتها كانت معه

لكن اميرها فقد فخره و ترك الظلال تاخذه بعيدا عنها

ضائعة هي بينهم الكلمات ، لا حرف ينطق بينهم ، فقط تبقى واقفة

تتامل شكله المنكسر ، نظراته تائه تبحث بها عن حضن يعود له

عن من كانت تتفهم حزنه و تحاول اشفاء جروحه

لكن هي ايضا خسرت عزتها وبقيت مذلولة بذكرياته ، جسدها الصغير مخفي في قميصه الكبير ، اكمامه أطول بكثير من ذراعيها

لا اثر لكفيها ، تشعر بدموعها تتجمع في عينيها

عندما اقترب و أخذ يدها في يدية ، بهدوء حطم قلبها الضعيف

بداء في رفع اكمام القميص لنصف ذراعها ، أخذ يدها الثانيه

ليفعل نفس الشي

نظراته تتجول في الغرفة هرب من عينيها المتسائلة ، من نظرة الم قادرة على قتله .

بضعف اخذ كفها في يده ، يعقد اصابعه بها لثواني ليعود ويحرر اصابعها المرتجفة ، يرسم بعبث على ظهر كفها .

لينهي لعبته بقبلة في وسط يدها ، فقدت الحس بالوقت وهي

واقفة في نصف الغرفة ، تتامل مكانه الفارغ ، و تشعر بمكان

شفتيه يحرقها .

خيال !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن