تعيش اسرة السيد ياسر في حي نشط من مدينة قسنطينة الجزائرية و هي متكونة منه و زوجته احلام و ابنه الاصغر انس صاحب السبع اعوام و التوأمين آدم و حواء صاحبا الاحد عشر ربيعا .
استيقظت حواء صباح السبت فتوجهت الى المطبخ لتجد والدها يشرب قهوته الصباحية و والدتها تحظر الطاولة "صباح الخير امي ،ابي" "صباح النور" رد كلاهما لتعقب احلام"ايقظي اخويك " "لكني لا اريد هما مزعجا..." بترت الجملة بعد نظرة ثاقبة من والدتها لتتوجه بانزعاج الى غرفتهما .
طرقت الباب بصخب ثم اقتحمت الغرفة بهمجية افزعتهما
"ايتها البربرية اهكذا تدخلين غرف الاخرين؟!!!" سأل ادم بفزع
" عادةً لا لكن مع امثالك نعم" صرخت حواء
ليردف انس " ان كنتما لا تطيقان بعضكما فما ذنبي انا!!"
" اووو رجاء لا تتظاهر بانك البريء لم انسى كسرك لزجاجة عطري إحمد الله ان ابي وعدني بشراء اخرى"قالت اروى ليرد آدم بسخرية "اجل خفت ان تضربيه فلا استغربها من بربرية مثلك"
دلف الاب الغرفة قاطعا المشاجرة "لما هذا الصراخ؟" " هي المخطئة ابي لوهلة ظننت ان مكتب التحقيقات الفدرالية اقتحم الغرفة" دافع رامي عن نفسه ليرد والده"هي شقيقتك و انت لست طفلا لتشاجرها ،انت رجل لذا اعقل و حسن الفاظك معها"
رُسِمَ الانزعاج على ملامح المعني ليس من كلام والده انما من الشيطانة التي تقف خلفه تُرَاقِص حاجبيها و تخرج له لسانها "حواء اوقفي هذه الحركات السخيفة و هيا الى الافطار جميعا" نطق الاب بملل ليسحب معه ابنته.
على مائدة الافطار قال الاب"حواء ساحظر لك العطر عند عودتي " ثم توجه الى المستشفى فهو طبيب
"سعيدة انك سامحتِ شقيقك سريعا "قالت الام ثم اكملت بابتسامة " خططت بالفعل لعقابك لو شاجرته آآآ خسارة " لتبلع حواء ريقها خوفا بينما فكر انس"و كأنني ارتكبت جريمة،الزجاجة كانت على وشك النفاذ ،اصلا لو لم تكن فلا اتخيل ماذا كانت لتفعل بي تلك العفريتة".
كان صباحا حافلا لم يخلو من شجارات التوأمين ،في البداية فكرت الام في ايقافهما لكنها اعرضت عن الفكرة و جلست مع انس يشاهدان صراع الكلبين المسعورين امامهما حول من هو الاذكى .
عاد ياسر الى البيت و اعطى حواء العطر فشكرته و و عدته بالحفاظ عليها ثم تركته على الطاولة لتحظر كأس ماء لوالدها في حين خاطب هو ادم"آدم احرص دائما ان تحافظ على سعادة اختك فهذا واجبك"اومأ آدم فاخته ثاني اعز مرأة في قلبه بعد امه.ثم نهض الى غرفته ليحضر هاتفه الذي دوى صوت رنينه لكن لشدة عجلته صدم قدمه بالطاولة بقوة فسقط عليها و وسط هذا الضجيج،تعلقت الانظار بتلك الزجاجة التي تدحرجت بهدوء حتى وصلت الى الحافة لتسقط نحو الاسفل ثم يُسْمَعَ ذلك الصوت الحاد و تتناثر شضايا الزجاج على الارض التي بُلِلَت بالعطر.
هدوء مخيف خيّم على الارجاء لا يُسْمَع سوى صوت رنين الهاتف بينما خُطِفَ لون آدم و هو ينظر الى فعلته ،اخته تحب هذا العطر و هو هدية من والدها و هذه ثاني مرة يُكْسَر
"ايها المزعج هل اصابك الصمم،هاتفك المزعج يرن منذ ساعة"صدح صوت حواء فجأة يليه دخولها الى الصالة لتنظر تلقائيا الى القنينة المكسورة اطالت النظر بضع دقائق و الكل يترقبون ردة فعلها حتى رفعت نظرها الى توأمها بغضب و حقد و دموعها تتزحلق على وجنتيها لتصرخ به"اكهرك!!اكرهك كثيرا!!!!!ليتني لم امتلك اخا ابدا"لتتوجه الى غرفتها و تغلق الباب بقوة.
عند العشاء لم ترد النزول لتأخذ لها احلام صحنا من الكسكس،كانت جائعة لتتناوله بصمت"اعلم انك غاضبة لكن السبب تافه،تعلمين انني وحيدة جدتك لهذا لا اعلم كيف يكون شعور امتلاك اخ و رغم ذلك اعلم ان الاخ اول صديق،اكثر شخص يخاف و يغار على اخته و هو سندها بعد والدها و بالمناسبة سبق و سمعت ان احب الناس الى قلوبنا هم اولئك الذين نشاجرهم على الدوام "قالت الام لتخرج من الغرفة.
بعد التفكير في كلام والدتها وجدت ان كليهما مخطىء لذا قررت نسيان الموضوع فهو يبقى شقيقها الذي تحبه.
استيقظت غدا باكرا فهو يوم دراسي ،مرت الامور على مايرام و عادت لشجاراتها التافهة مع آدم و في نهاية الدوام عادت وحدها لتستلقي على سريرها و تنام .بعد ساعة استيقظت بكسل و لما همت للنهوض عن السرير لاحظت ذلك العطر الموضوع على مكتبها، انه نفسه العطر الذي كسر لكنه جديد لتلوح في ذهنها صورة آدم حين اخبرها ان تعود وحدها لانه يريد شراء شيء ما ،رسمت على وجهها ابتسامة واسعة و شكرت الرب على نعمة اخيها ثم توجهت لتغير ملابسها
بينما في غرفة الشقيقين جلس آدم يحدق باحباط و كآبة في حصالته الفارغة و هو يسب ذوق اخته التي تحب العطور الغالية " آآآ خسارة ،استغرقت 3 اشهر لجمعه سأعود الآن الى نقطة البداية"
أنت تقرأ
🌹الأُخوة🌹
Sachbücherلست كاتبة لكن امي و شقيقتي تؤمنان انني كذلك و ارضاء لهما كتبت هذه القصة القصيرة و شاركت بها في مسابقة و لانها اول قصة اكتبها اردت وضعها هنا القصة فيها عبرة عن الأخوة حسنا هذا كل ما يمكنني قوله عنها فحقا لا اجد وصفا مناسبا لانها في الاصل موقف و ليست...