صَليبُ الحبْ

البداية

ظننت بأنني قادرة على أن أبتدئ من جديد لكن البدايات ما هي إلا نهاية لحادثة أخرى 

البدايات هي مجرد كذبة نكذبها ونصدقها فقط لنخلق أملا جديدا يضيء لنا العتمة 

أنت قلت لي هذا يا حنين ذات مرة أن الحب كالزجاج الرقيق ومن السهل خدشه ولا شيء يمكنه إعادته إلى حاله 

ضحكت كثيرا حينها لأنك تؤمنين بالحب شعرت أنك ساذجة وأن الواقع مجرد أحلام وردية تعيشينها بكل براءة 

أذكر بعد عودة عمي من أمريكا كنا نجتمع في غرفة الجلوس مرحبين به ...

دلفت حينها بإبتسامتك المشرقة. إبتسامة أدرك جيدا أنها أثمن من أن نستحقها نحن 

جلست بجانبي وبروحك المرحة أخذت تتأملين الهدايا التي أحضرها والدك 

أذكر صرختك القوية حين وجدت أن هديتك هي مجموعة من أقراص لفرقتك الموسيقية المفضلة قمت من مكانك بسرعة واحتضنت والدك كنت جد سعيدة حينها ... أشبه بالطفل الصغير 
قلت لعمي
_شكرا لك عمي مصطفى الكتب جد رائعة لقد قرأت كتب كثيرة لهذا الأديب أنا فعلا شاكرة لك
_ لا داعي بنيتي هذا واجبي إستمتعي بهم 
قال سيف
_ أيات ما رأيك أن أعطيك دروس إنجليزية هذه الأيام ؟
قلت 
-لا أمانع 
قالت عمتي 
_ ما هذا سيف الأن قد عاد والدك من السفر وأنت تريد إعطائها دروس خصوصية أظن أن هناك أشياء أهم صحيح؟

شعرت بالخجل الشديد لكلامها فأردف سيف 

_ إهدئي أمي... لا داعي لهذا الكلام 
     .......
كان عمري 5 سنوات حين أقدمت إلى منزلكم .... بعد وفاة والداي في حادث سيارة  

عمي مصطفى هو من تولى رعايتي منذ ذلك الحين 

بت من عائلتكم وجزء منكم تعلقت بكم وأصبحت أنت لي كل الحياة 

لقد تأكدت أخيرا أنني وجدت منزلي من جديد بينكم 

كنت يا حنين أقرب إلي من حبل الوريد لقد كنا أشبه بروح واحدة كنت أنا نصفك الثاني وانت كلي 

نحن أشبه بعملة واحدة لوجهين لا يمكننا أن نكتمل بدون بعضنا أبدا يا حنين لا يمكننا 

أذكر أن سيف أخبرني أنه يريد أن يقلني لقد تفاجأت كثيرا كانت علاقتنا قوية حينها تجمعنا ذكريات ولحظات من نسج الطفولة 

كنت أحبه تماما كأخي ولم أكن أدري أن تلك الذكريات ستتحول يوما إلى حب 

عندما إلتقينا في المطعم بصحبته كان كل شيء مربك ...

تلك السهرة الجميلة والرومنسية والشموع الحمراء والأطباق اللذيذة وخاتم الخطوبة