شعر بالدماء وهي تجري في مريئة ... امتلأت حنجرته بها !، اغمض عيناه استعدادا للموت وهناك فراغ يملأ قلبه لا يزال يشعر به ؟!، في العادة يملئ هذا الفراغ ... الشعور بالالم !!، الم الموت ....
_ ابني !، استيقظ يا عزيزي ... حان موعد الذهاب إلى المدرسة ...
_ امي !!!.
نظر حوله واذا هو في منزله ؟!!. نهض فزعا من السرير وقال متفاجئا :
_ اعرف هذا المكان !!، انها غرفتي !!، وانتِ !!، انت امي ... لقد تذكرت الآن .. نعم انت امي وهذا منزلي ... ولكن !!، كيف ؟! كيف عدت إلا هنا ؟! وأين كنت ؟! وما الذي حصل لي ؟!!.
سحب يوتا بقوة من سريره مخترقا المكان والزمن ليسقط في مكان آخر ... مكان يعرفه جيدا ... مستودع المنزل ... امسك رأسه وهو يتمتم والرعب قد ملأ ملامح وجهه ( اهذا مستودع منزلنا ؟!! يا إلهي !!، كلا !!، انه حلم مزعج .. انه كابوس !!، لقد مت .. كل ما يحدث الآن هو محض تخيلات ) .
توقفت ام يوتا أمام يوتا الذي يتربع في زاوية المستودع مخبأ رأسه خلف يديه ... تحمل في يدها عصا غليظة ، تضرب بها كفها بشكل متكرر وكأنها تتوعده !!!...
ام يوتا بصوت حنون :
_ لا اريد فعلها ولكنك تعرف بأني مرغمة !... هذه المرة لن اطيل عقابك يا ولدي العزيز .. اعدك .. هيا تشجع !!، اتريد ان يقال بأنك ولد بكاء جبان ...
رفعت ام يوتا العصى عاليا لتضربه فصرخ يوتا بكل قوته .... لم تصله الضربة بعد ؟!.. فتح عيناه .. مكان شديد الظلام !!، سواد حالك لا يخترقه شيء .. صوت انفاس بدأ يسمعه يوتا !!، انفاس متعبة .. بالكاد تسمع .. اشتعلت نار بعيد عن يوتا ... صوت الانفاس المتعبة يصدر من نفس مكان النار المشتعلة .. بخطوات مترددة وخائفة ، تقدم يوتا نحو النار ... امرأة ممددة على الأرض وتبدو انها على وشك الموت !!، بالكاد تقدر على لحاق أنفاسها !!. يرقد على يدها المبسوطة طفل رضيع !!، انه الطفل الذي رآه في الغابة ؟!!، جثى يوتا بجانب رأس المرأة وقال :
_ اتريدين مساعدة ؟!!
_ أجل ... ولكن ... تخلص من السرعوف أولا ...
امسك يوتا بيد السرعوف المغروزة في صدره بكل قوته .... ثم بدأ بدفعها بعيدا عن صدره بصرخة عالية أخرجت الدماء المتجمعة في حنجرته !!!، سرعان ما انهار يوتا خائر القوى امام قوة قائمة السرعوف لتعود وتنغرس في صدره مرة أخرى ..... ( لا استطيع .. لا استطيع انه يفوقني قوة !، اريد مساعدتك ولكنني لا استطيع ) كانت هذه كلماته فيما كان يتمسك بآخر ماتبقى له من قوة :
_ ها !!، السرعوف لقد قتلني على مايبدو !!.
_ كلا ... مازلت متمسكا في الحياة يا غلام .. لقد احضرتك إلى هنا ولكن جسدك مازال يقاتل السرعوف هناك ...
_ ماذا ؟!!
_ سأعطيك شيئا مما تبقى لي من قوة لعلك تستطيع احضار ابني لي ..
امسك يوتا بقائمة السرعوف مرة أخرى ... ولكن هناك شيئ مختلف .. استطاع إخراجها من صدره بسهولة !!!. لوى يوتا قائمة السرعوف بيده .. ثم زاد الضغط وهو يقف على قائمة السرعوف حتى سمع صوت تحطمها !!، تراجع السرعوف للوراء متألما .... هالة سوداء قاتمة تشكلت على شكل قرنين فوق رأس يوتا رآها السرعوف .. بدى يوتا وكأنه تحت تأثير شيء ما ؟!!، عيناه بالكاد مفتوحتان .... كان يوتا يمسك برأس السرعوف محاولا فصله .. متى قطع المسافة الفاصلة بينهم وكيف وصل لرأس السرعوف ... لم يستطع احد رؤيته ماحدث وحتى السرعوف نفسه !!، يصرخ يوتا بأعلى صوته وهو يسحب بيده المتبقية له رأس السرعوف لينزعه من جسده ... استطاع السرعوف تسديد عدة ضربات حادة لقدم يوتا حتى اوشكت على الانفصال بالكامل عن جسد يوتا !، اطبق يوتا اسنانه على رقبة السرعوف لتخترق انيابة طبقة الجلد وتصل إلى شربايين السرعوف !!، سقط يوتا ارضا .... ثم سقط السرعوف ليتدحرج رأسه بالقرب منه !!. يلهث يوتا مثل كلب مسعور فيما يزحف بإتجاه الطفل .. قدمه اليسرى محطمة تماما ومملوءة بجروح غائرة .... امسك يوتا الطفل بأسنانه ..... ( من هنا ... اجل استمر بالسير ) كان يسمع صوتا داخل رأسه يرشده للطريق .... بالكاد استطاع الوصول عند مدخل كهف كائنات صغيرة بحجم الحشرات لها ارجل وايادي كالبشر بدأت بالتجمع حول يوتا ثم بدأت بجره إلا داخل الكهف .....
فتح يوتا عيناه ليجد نفسه في نفس المكان الذي الذي رآه في خيالاته !!، وعند النار ترقد المرأة المتعبة ويتوسد الطفل الرضيع يدها .....
_ انت هي المرأة التي رأيتها !!!._____________________________________________
يتبع ....

أنت تقرأ
ابن الشيطانة نصف البشري ...
Fantasyتدور احداث الرواية حول فتى لايتذكر اي شيء يجد نفسه فجأة في عالم غريب ممتلئ بمخلوقات متنوعه ! وتبدأ الاحداث بالتوالي اثناء بحثه عن اجابات تطفئ حيرته وطريقة للرجوع حيث كان !!.