انظر الآن إلى ما حولك، هل تجد المكان الذي تمكث فيه خالياً من أي قطعة بلاستيكية؟
ألا يحتوي جهازك الذي تقرأ منه الآن قطعاً بلاستيكية؟البلاستيك أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، عندما تقوم بالتركيز على روتينك اليومي ستجده مليئاً باستخدام البلاستيك إذ تَقوم بشرب المياه عبر قنينة بلاستيكية، كما تَستخدم الأكياس البلاستيكية فتقوم بوضع النفايات داخلها ورميها في القمامة، أليس كذلك؟
البلاستيك أو ما يعرف باللدائن هي مادة سهلة التشكيل بصور مختلفة تتكون أساساً من سلاسل تدعى البوليميرات. ظهرت الصناعة البلاستيكية وازدهرت وأصبحت اليوم تحتل الصدارة بالنسبة للصناعات الحالية نظرا لاستخداماتها العديدة في الحياة اليومية وذلك لأنها تدخل في تركيب الأشياء والأدوات المحيطة بنا ويتم استخلاصها من المواد التالية:
1. البترول.
2. الغاز الطبيعي.
3. الفحم.ولكن ما ضرر البلاستيك؟
يتكوّن البلاستيك من بوليمرات ذات جزيئات بحجم كبير، والبوليمرات أساساً من مشتقات البترول التي يصعب تحللها فتبقى موجودةً في مختلف البيئات لعدد كبير من السنوات بسبب غير قابليتها للتحلل، كما أن عادة لا يتم وضع المخلفات البلاستيكية في مدافن النفايات، والمحارق، بل يتم التخلص منها بطرق غير صحيحة عوضاً عن ذلك كإلقائها في البحار والمحيطات، مما يؤدي لاعتبارها من الملوثات على نطاق واسع، مؤدياً هذا لحدوث التلوّث بفعل البلاستيك في كافة أنحاء العالم.
يمكننا القول بأن البيئة البحرية هي البيئة الأكثر عرضة للتلوث بسبب البلاستيك، حيث يتم التخلص من النفايات التي تحتوي على كمية كبيرة من البلاستيك في البحار والمحيطات، فتتسرب هذه المواد إلى داخل المياه، وتشكل خطراً كبيراً على حياة الكائنات الحية فيها، إذ يؤدي لقتل الحياة البحريّة، حيث تتناول الأسماك الصغيرة بعض شظايا وألياف المواد الكيميائيّة المكوّنة للبلاستيك، ومن ثم تتناولها الأسماك الأكبر منها، وتسبب لها أضرار جمّة سواء أكانت من ناحية تقليل رغبتها بالطعام، أو التأثير على الجهاز الهضمي لها مؤدياً لتضوّرها من الجوع وقتلها حيث تشعرها بامتلاء معدتها إلى أن تموت، كما أنها تسبب في دخوله للسلسلة الغذائية فعند تناول الإنسان للأسماك المليئة بالبلاستيك واللدائن الدقيقة يطاله الضرر، ويصاب بالأمراض.
لقد وُجد أن أكثر من 400000 نوع من الثدييات البحرية يهلك سنوياً بسبب البلاستيك، وتم العثور على نسب كبيرة من البلاستيك موجودة في معدة الثدييات البحرية، والذي أثر سلباً على فاعلية جهازها الهضمي ووظيفته، ولكن لم يقتصر الأمر على الثدييات البحرية فحسب، فقد وجد العديد من جثث الطيور البحرية التي تحتوي أحشاؤها على كميات من البلاستيك نتيجة لابتلاعها الحطام البحري المحتوي عليه والذي كان سبباً في موتها، كما الحال في اللافقاريات وغيرها الكثير من الكائنات البحرية المتضررة منه.
بالتالي لم ينجُ الإنسان من التعرض لمخاطر البلاستيك، فقد أكدت الدراسات على احتواء البلاستيك على مواد كيميائية خطيرة على صحة الإنسان وحياته، فيؤدي وجود هذه المواد إلى العديد من المشاكل كتهيج العين، وأمراض الجلد، ومشاكل في الرئتين، والصداع، وأنواع مختلفة من السرطانات، وغيرها الكثير من المشاكل التي لا يمكن حصرها. تؤكد العديد من الدراسات والأبحاث وجود آثار سلبية وخطيرة للتلوث الناتج عن البلاستيك على الأطفال، حيث تظهر هذه الآثار في وقت متقدم من العمر، مما يؤثر على نشاطهم بالعمل وفي أمور الحياة المتعددة.
ينتج عن عملية تصنيع البلاستيك عدد من المواد الكيميائية ذات التأثير السام، والتي تُسبب السرطانات وتدمر الهرمونات وتتلف الأعصاب لدى الإنسان، وغالباً ما تكون هذه المواد المدمرة للأعصاب إما مواد أساسية في تصنيع البلاستيك، أو نفايات ناتجة عن تصنيعه، والتي تصل إلى الإنسان عن طريق تلوث الهواء والماء بها، ومن هذه المُركبات الأكثر شيوعاً كلوريد الفينيل، والديوكسينات والبنزين، والفثالات والفورمالديهايد، ويُعتبر العديد منها من الملوثات العضوية الثابتة، والتي تُعد أحد السموم الأكثر ضرراً على الأرض؛ نظراً لبقائها في الأرض وارتفاع مستوى السُمّية فيها، لذا يُحذَّر من إطلاقها غير المدروس في البيئة والذي سيؤثر على الحياة البرية والبحرية أيضاً.
فيما يأتي بعض الأمثلة على المواد المُستخدمة وكذلك الناتجة عن البلاستيك، والتي تؤثر على صحة الإنسان:
1. المواد الكيميائية المُضافة إلى البلاستيك: هذه المواد تمتصها الأجساد البشرية، وقد وجد أن بعض هذه الكيماويات قد أدت إلى تغيير في هرمونات الجسم وأضرار صحية أخرى.
2. الحُطام البلاستيكي: يحتوي الحطام البلاستيكي على مواد كيميائية غالباً ما تبتلعها الحيوانات البحرية وتؤدي إلى تسممها وأذيتها.
3. المواد البلاستيكية المدفونة في عمق الأرض: تؤدي إلى تسرب المواد الكيميائية إلى المياه الجوفية.
4. النفط: إذ تبين بأن ما نسبته 4% من الإنتاج العالمي للنفط يُستخدَم لصنع المواد البلاستيكية، بالإضافة إلى استخدام كمية مُماثلة لتلك كمصدر للطاقة في تفاعلات صنع البلاستيك.
5. مادة ثنائي الفينول (أ): (المصطلح العلمي: bisphenol A BPA)، تستخدم هذه المادة في المنتجات البلاستيكية، حيث يؤكد مركز مكافحة الأمراض والوقاية في الولايات المتحدة الأمريكية على أن 93% من الناس لديهم نِسَب من هذه المادة يمكن ملاحظتها في البول، وتؤكد دراسات حديثة أن الأشخاص الذي يتعرّضون لنسب مرتفعة من مادة ثنائي الفينول (أ) لديهم فرص أكبر للإصابة بأمراض القلب والسكري.هذا فيديو جميل وبسيط من منصة TED على تطبيق يوتيوب إذ يخبرنا قصة 3 عبوات مياه بلاستيكية باللغة الانكليزية مع إمكانية تفعيل الترجمة العربية من إعدادات مقطع الفيديو.
في مقطع التالي سنتحدث عن طرق تقليل استخدام البلاستيك حتى يصل إلى العدم.
إن كنت تمتلك بعض الاسئلة متعلق بالموضوع الذي قمنا بطرحه فنحن مستعدين لإجابتك.
أنت تقرأ
لننقذ أرضنا
De Todoبمرور كل 8 ثواني من الوقت، يموت طفل من الأطفال حول العالم بسبب تلوث المياة التي يشربونها. ادخل لتقرأ الكتاب ونتعاون يداً بيد لانقاذ أرضنا.